طمعاً بالربح، دُورُ المسنّين الأمريكية تطرد الضعفاء لتستبدلهم بمصابي كوفيد!

طمعاً بالربح، دُورُ المسنّين الأمريكية تطرد الضعفاء لتستبدلهم بمصابي كوفيد!

تقوم كثيرٌ من دور رعاية المسنين في الولايات المتحدة بطرد نزلائها الضعفاء والمعاقين بشكل غير قانوني لإفساح المجال لمرضى كوفيد-19. وذلك في إجراءٍ لا ينبع، بالنسبة لهذه المؤسسات، من حرصٍ على العناية الطبية العاجلة لمصابي الجائحة المقبولين، بل طمعاً بالدولارات الإضافية التي تأتي معهم من خلال برنامج «ميديكير» Medicare للضمان الصحي، وبشكل حوافز نقدية من الحكومة. 

ترجمة وإعداد: قاسيون

وتناقلت بعض وسائل الإعلام الأمريكي (مثل محطةABC ) هذه الفضيحة المتفاقمة، في تقارير وقصصٍ مصوَّرة، لتضاف إلى حلقات مسلسل فساد ووحشية المنظومة الرأسمالية في عقر دارها الرئيسية، وهي منظومة تعيد إنتاج ظواهِرَ مشابهة في الدول الطرفية التابعة لنموذجها الليبرالي الجديد بشكلٍ خاص، والذي جاء الوباء ليسلط المزيد من الأضواء الكاشفة عليها، الأمر الذي ربما يكون من «إيجابيات» الوباء رغم ما جلبه من آلام.

وتأتي الموارد الأساسية لدور المسنين الأمريكية من المرضى المحتاجين لرعاية بعد الجراحة أو الأمراض الحادة. وهناك منظومتان للضمان الصحي بأمريكا تختلفان في حجم العائدات والربحية: «ميديكير» Medicare وهو نظام لإعادة التأهيل قصير الأمد. وميديكيد Medicaid كخيار عام يغطي إقامات أطول أمداً للناس الأكثر فقراً. ووفقاً لدراسةٍ أجريت عام 2019 يدفع البرنامج الثاني (ميديكيد) لدور رعاية المسنين 214 دولاراً في اليوم عن كلّ نزيل، في حين يدفع البرنامج الأول (ميديكير) 523 دولاراً. والمرضى الذين يدفعون عبر الضمان الخاص الأغلى (ميديكير) تكون فرصتهم أكبر بكثير في أن يتم قبولهم والترحيب بهم، أما أولئك الفقراء الذين بحاجة إلى رعاية طويلة الأمد عبر البرنامج الأرخص (ميديكيد) قد يتعرضون إلى الطرد أو يتم التخلص منهم لإفساح المجال لنزلاء يدفعون أكثر.

هذا هو «الوضع الطبيعي» في أمريكا حتى قبل الوباء (وقد يستمر لما بعده)، لكن في سنة 2019 التي سبقت الانتشار الواسع للجائحة، تم تعديل صيغة ميديكير الخاصة بالتعويض على دور المسنين، بحيث صار قبول الحالات الأشدّ مرضاً ولفترات أقصر أكثر ربحاً بكثير مما سبق. وليس أفضل من حالات كوفيد-19 الشديدة لتشكل «منجماً للذهب» بالنسبة لهذه الدور التي صارت تجني 600 دولاراً إضافياً باليوم (عن كلّ نزيل وفق برنامج ميديكير) أكثر مما لو قامت بقبول مرضى البرنامج الآخر (ميديكيد).

وتبين تقارير بأنّ نحو 6400 إنسان من نزلاء دور المسنين، تمّ طردهم عُنوةً خلال جائحة كوفيد، مع نَقل الكثير منهم إلى أماكن لإيواء المُشَرَّدين! وفوق الدولارات الإضافية من كلّ مُسجِّلٍ في برنامج ميديكير، أدى القبول التفضيلي لمرضى كوفيد-19 أيضاً إلى زيادة الحوافز المالية المباشرة التي تتلقاها دور المسنين من الحكومة الفيدرالية المركزية ومن حكومة كلّ ولاية. ففي كاليفورنيا، قدمت «وزارة الخدمات الاجتماعية» ما يصل إلى 1000 دولار يومياً لدور الرعاية لكي يقبلوا أولئك الذين تظهر نتيجتهم إيجابية بفحص كورونا. وفي ميتشيغان، دفعت حكومة الولاية 5000 دولار عن كلّ سرير، لتساعدهم على إعادة ترتيب مؤسساتهم لتصبح «مراكز محورية لكوفيد-19». وبالمجموع وعبر الولايات المتحدة كلها، كسبت دور الرعاية مئات آلاف الدولارات من «الوزارة الأمريكية للخدمات الصحية والإنسانية» من أجل «الإغاثة من فيروس كورونا».

ورغم كلّ هذا السخاء الحكومي والأرباح، لم يُظهِر مالكو هذه الدور أيّ حماس لإنفاق الأموال على أمورٍ كان من الممكن أنْ تساهم بشكل أكبر بكثير بالوقاية من انتشار الفيروس بين طواقم عمل ومرضى هذه المؤسسات، على حد سواء. حيث سُجِّلت في هذه الدور أعلى معدلات الوفيات من كوفيد-19 في أمريكا، كما أنّ 40% من إجمالي وفيات الجائحة في البلاد قد حدثت داخل هذه الدور بالذات، وسط انتقادات تحدّثت عن أنّها لا تقوم بتوظيف ما يكفي من الطواقم الصحية والرعائية بل وتقوم بتقليص إنفاقاتها كثيراً من أجل تعظيم أرباحها لأقصى حدّ ممكن.

معلومات إضافية

المصدر:
CGTN English