رأي: كورونا وصندوق النقد و«رشوة بيلاروسيا»...
قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الشهر الماضي لوكالة «Telegraph Agency» البيلاروسية، بأنّ البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عرضا عليه رشوة بقيمة 940 مليون دولار أمريكي على شكل «مساعدات للتخفيف من حدة كوفيد». وبمقابل الـ 940 مليون دولار أمريكي، طلب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أن يقوم رئيس بيلاروسيا بـ:
- فرض «حظر شديد على شعبه»،
- إجبارهم على ارتداء كمامات الوجه،
- فرض منع تجول صارم،
- فرض دولة أمنية،
- تحطيم الاقتصاد.
بقلم: خواكين فلوريس*
ترجمة عماد طحان
(ومن المعلوم أنّ بيلاروسيا هي إحدى دولتين في العالم إلى جانب السويد، لم تتبعا إجراءات الإغلاق الني اتبعتها دول آخرى، ورغم ذلك فإنّ معدل الوفيات المسجلة لديها بقي متدنياً مقارنة بالعديد من الدول...)
وقد رفض الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو العرض، وأعلن بأنّه لا يستطيع قبول مثل هذا العرض، وأنّه سيضع احتياجات شعبه فوق خطط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. يمكن التحقق من هذه الواقعة باستخدام معظم محركات البحث.
يقوم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اليوم بإنقاذ شركات الطيران الخائبة بمليارات الدولارات، وفي المقابل يجبرون المدراء التنفيذيين لشركات الطيران على تطبيق سياسات صارمة جداً.
وإن كان هذا الأمر قد حدث حقيقة مع بيلاروسيا، فقد حدث مع بقية العالم أيضاً. صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يريدان تحطيم جميع الاقتصادات الكبرى بهدف شراء البنية التحتية لكلّ دولة بتراب النقود وبسنتات وليس دولارات حتى.
تعقيب من المترجم:
رغم أنّ الرأي الذي يقدمه الكاتب يبدو صادماً بحق، وقبله تصريحات الرئيس البيلاروسي من حيث الأساس، إلا أنّ ما يلفت النظر في هذه المسألة بأسرها هو الفكرة التالية: لا يمكن لعاقل أن يصدّق أنّ صندوق النقد والبنك الدوليين يهتمان حقاً لحياة الناس في أي نقطة من العالم، وفوق ذلك فإنّ ازدواجية السياسات التي يحاولان فرضها على دول مختلفة تثير الانتباه أيضاً؛ ففي الوقت الذي نجد فيه هاتين المؤسستين متسامحتين مع الولايات المتحدة وبريطانيا وعدم التزامهما بأي إغلاق جدي منذ بداية أزمة كورونا وحتى الآن، نراهما يتجهان لدولة مثل بيلاروسيا بالترغيب والترهيب لدفعها نحو درجات من الإغلاق أوسع بكثير مما يجري المطالبة به في المراكز الغربية...
هذه الازدواجية بالذات، هي ما تجعل من عبارة الكاتب التي وضعناها بالخط العريض أعلاه عبارة تستحق التفكير... صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يريدان تحطيم جميع الاقتصادات الكبرى بهدف شراء البنية التحتية لكلّ دولة بتراب النقود وبسنتات وليس دولارات حتى.
*خواكين فلورس: رئيس المحررين في Russ News، وكذلك مدير مركز أبحاث الدراسات التوافقية الموجود في بلغراد. درس العلاقات الدولية في جامعة كاليفورنيا، وكان المفاوض الرئيسي لعدد من المنظمات النقابية في كاليفورنيا. نشرت خطبه في المنتديات العالمية بأكثر من عشر لغات.
عن:
Belarusian President Lukashenko Says IMF Offered A Billion USD Bribe To Impose Covid-19 Lockdown