نيوزويك: ترامب قد يفرض «الأحكام العرفية»... وواشنطن في حالة تأهب قصوى
البنتاغون والقادة العسكريون في واشنطن في حالة تأهب قصوى، تحسباً لما قد يفعله الرئيس دونالد ترامب في الأيام المتبقية له في منصبه. على الرغم من أن ذلك بعيد المنال، فقد ناقش كبار الضباط ما سيفعلونه إذا أعلن الرئيس الأحكام العرفية. وتشارك القيادات العسكرية المسؤولة عن واشنطن العاصمة في التخطيط السري للطوارئ في حالة استدعاء القوات المسلحة للحفاظ على النظام المدني أو استعادته خلال فترة التنصيب والانتقال. وفقاً لأحد الضباط الذين تحدثوا إلى Newsweek بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن التخطيط لا يزال بعيداً عن أنظار البيت الأبيض وأنصار ترامب الموجودين في البنتاغون خوفاً من تعطيله.
نيوزويك- وليام آركين
ترجمة قاسيون
«أنا منخرط في الجيش لأكثر من 40 عاماً ولم يسبق أن شهدت مطلقاً مناقشات كتلك التي تجري الآن، أو وجود حاجة لمناقشات من هذا النوع"، كما يقول ضابط متقاعد، وهو حالياً مقاول دفاع قام بالإرشاد وتقديم المشورة لكبار قادة خدمته. وقد فضّل عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام.
يتفق عدد من الضباط في مناصب مماثلة أنه على الرغم من عدم وجود أي فرصة بأن تتدخل قيادة الجيش في أي مخطط لقلب نتائج الانتخابات، إلا أنهم قلقون من أن الجيش قد يتورط في أزمة من صنع ترامب، خاصة إذا حاول الرئيس حشد الميليشيات الخاصة والقوات شبه العسكرية الموالية له في محاولة لتعطيل الانتقال وجلب العنف إلى العاصمة.
يقول أحد القضاة المتقاعدين: "في الوقت الحالي، بسبب فيروس كورونا، يتمتع الرئيس في الواقع بسلطات طوارئ غير مسبوقة، تلك التي قد تقنعه - خاصة إذا استمع إلى بعض مؤيديه - بأنه يتمتع بسلطات غير محدودة وأنه فوق القانون".
يقول القاضي: "لكن الخوف من الأحكام العرفية ليس الخطر الذي علينا التفكير فيه. رغم أن إعلاناً من هذا النوع (للأحكام العرفية) يمكن للرئيس أن يقوم به بوصفه قائداً أعلى للقوات المسلحة، إلا أن العنصر الأساسي المفقود (بالنسبة لترامب) هو الجانب العسكري: أي مشاركة وتواطؤ عصابة من الضباط الذين قد يدعمون الخطوة غير القانونية للرئيس.
يتفق القاضي مع خبراء آخرين، أن مثل هذه العصابة غير موجودة، لكن لا يزال هناك مجال للفساد والارتباك وحتى استخدام القوة العسكرية. لن يكون الأمر بالطريقة التي قد ينويها ترامب، خاصة إذا استمر في سعيه لزعزعة استقرار العملية الديمقراطية.
وقال وزير الجيش رايان مكارثي ورئيس أركان الجيش الجنرال جيمس ماكونفيل في بيان مشترك يوم الجمعة الماضي: "لا دور للجيش الأمريكي في تحديد نتيجة الانتخابات الأمريكية".
ومع ذلك، في حين رد البنتاغون رسمياً على استفسارات مجلة Newsweek باقتباسات مختلفة من قادة الدفاع بأن الجيش ليس له دور يلعبه في نتيجة الانتخابات، فقد رفض التعليق على الأزمات التي أعقبت الانتخابات أو ماي يجري من حديث عن الأحكام العرفية، وأحال الأسئلة إلى البيت الأبيض الذي رفض التعليق بدوره.
وبالمثل، أصر الضباط الذين كانوا على استعداد للحديث عن الموضوع على عدم الكشف عن هويتهم، خوفاً من أن يؤدي استخدام أسمائهم إلى إثارة حفيظة الرئيس. كانوا يخشون من أن المعارضة المعلنة لمخطط الرئيس لتقويض الانتخابات - سواء كان ذلك لإعلان الأحكام العرفية، أو مصادرة آلات التصويت، أو حتى وقف الكونغرس عن التصديق على نتائج ناخبي الولايات في 6 كانون الثاني - يمكن أن تشجع دونالد ترامب على التصرف.
يقول قائد سابق في القيادة الشمالية (NORTHCOM) رفض كشف اسمه، وكان مشاركاً بشكل وثيق في تطوير التخطيط المدني المحلي: "في هذه المرحلة، ليس هناك ما يمكن أن يفعله الرئيس في الشهر المقبل". "على الرغم من أنني واثق من أن القيادة العسكرية تعرف ما الذي عليها فعله، إلا أن الجنون غير مسبوق والإمكانيات لا حصر لها".
من بعض النواحي، انجر الجيش بالفعل إلى هذه القضية. طرح اللفتنانت جنرال متقاعد مايكل فلين، أول مستشار للأمن القومي للرئيس ترامب والذي عفا عنه ترامب مؤخراً، موضوعَ الأحكام العرفية على قناة Newsmax المحافظة الأسبوع الماضي، قائلاً إن الرئيس يجب أن يستخدم الجيش للاستيلاء على صناديق الاقتراع ولإعادة إجراء الانتخابات في بعض الولايات.
وقال فلين "يمكنه استخدام القدرات العسكرية، ويمكنه إعادة الانتخابات". "على الرئيس أن يخطط لكل الاحتمالات لأننا لا نستطيع أن نسمح بما جرى في هذه الانتخابات، ولا يمكن أن نسمح بالمساس بنزاهة نظامنا الانتخابي". وقد تم التنديد باقتراح فلين علانية من قبل العديد من الضباط المتقاعدين. المقدم لورانس ويلكرسون، الرئيس السابق من موظفي وزير الخارجية كولن باول، قال على قناة MSNBC إن فلين "وصمة عار لزيه العسكري".
بعد تصريحاته التلفزيونية، تمت دعوة فلين إلى المكتب البيضاوي خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً لصحيفتي نيويورك تايمز وسي إن إن، حيث كرر اقتراحه. منذ ذلك الحين، أسقط كبار المساعدين تأملات الرئيس الحالمة، وتشير المصادر العسكرية إلى أن البنتاغون لم يشارك في أي من هذه المناقشات، ولا يوجد أي شخص في الجيش يدعم استخدام للقوات المسلحة لإبقاء دونالد ترامب في منصبه.
لكن المسؤولين الراغبين في التحدث عن مناقشات الأحكام العرفية، والتكهن بشأن الحالة العقلية للرئيس، سارعوا إلى الإشارة إلى أن الرئيس قال في آذار إن لديه "الحق في القيام بالكثير من الأشياء التي لا يعلم بها الناس".
المصدر: https://www.newsweek.com/exclusive-donald-trumps-martial-law-talk-has-military-red-alert-1557056