أزمة الآثار السورية المتجددة والجهود المبذولة
اعتقلت السلطات التركية ضابطا تركيا في نقطة المسطومة، في إدلب، كان يشارك في عملية تهريب آثار من سورية إلى تركيا ، هذا وكان الضابط المعتقل يستخدم السيارات التي تتنقل مع الأرتال العسكرية التركية لتهريب الآثار، هذا وقد شددت القوات التركية المراقبة على الضباط الأتراك والسوريين بعد الحادث.
ووفقاً لبعض المصادر فإن هناك مجموعة من الضباط الأتراك في إدلب يعملون في تجارة الآثار السورية ونقلها لصالح جهات مجهولة، كما تشهد المنطقة أعمال تنقيب غير قانونية متزايدة، مع تسهيلات الضباط الأتراك في تصريف اللقى الأثرية.
ويبدو أن الفصيل المسلح المسمى "هيئة تحرير الشام" يعمل منذ زمن بعيد، في التنقيب عن الآثار في الأراضي العامة أو الخاصة، بعد إجبار أصحابها على الموافقة، ويبيع الآثار عن طريق التهريب إلى تركيا.
وأعاد هذا الحادث إلى الأذهان سيلاً من حوادث تهريب وتدمير الآثار المتعمد وغير المتعمد أثناء الحرب.
حيث طال التخريب مدناً أثرية وتاريخية متعددة ليس آخرها ما يسمى مجموعة المدن المنسية في محافظتي حلب وإدلب التي تحمل بعداً تاريخياً أثرياً هاماً جداً
وقد لقيت مدينة تدمر الأثرية اهتماماً دولياً خاصاً حيث أنها المدينة السورية الأهم المسجلة ضمن "التراث العالمي" لدى اليونسكو، حيث شهدت تدمير الكثير من معالمها وآثارها التاريخية العريقة، بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي عليها، منذ أيار 2015، إلى أن تم تحريرها من قبضة التنظيم، يوم 27 آذار 2016، ومن ثم تحريرها من جديد بداية آذار 2017.
هذا وقد اتفق الخبراء الروس والسوريون على إجراء تقدير مشترك لنسبة ما تم المحافظة عليه من القطع الأصلية لآثار تدمر والتي يمكن الاعتماد عليها لاحقا كأساس لإعادة ترميم هذه المدينة التاريخية. وتم التوصل لاتفاق حول ذلك خلال اجتماعات عقدت في دمشق بين وفد للعلماء الروس مع وزارة الثقافة.
وصرحت نائبة مدير معهد تاريخ الثقافة المادية لأكاديمية العلوم الروسية، ناتاليا سولوفيوفا : "اتفقنا على مواصلة عملنا الرامي إلى الحفاظ على مواقع التراث الثقافي عن طريق تصميم نماذج رقمية للآثار الباقية بحالاتها الراهنة".
وسبق أن وقعت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، سابقاً في الشهر المنصرم مذكرة تفاهم مع جمعية صناعة الحجر الروسية للاستعانة بخبراء ومختصين روس لترميم قوس النصر الذي دمره عناصر تنظيم "داعش" في تشرين الأول 2015 خلال سيطرته على تدمر.
وكتب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ، في مقالة له بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس منظمة اليونسكو: "أخيرا، حان الوقت لأن يتخذ المجتمع الدولي بقيادة اليونسكو إجراءات فاعلة لترميم مواقع التراث العالمي في سورية التي دمرت على أيدي الإرهابيين"، مضيفا أن " روسيا مستعدة للمساهمة في هذه المسألة".
والجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أنشأت سابقا صندوقا لإعادة إعمار سورية. وقد تم جمع مبلغ 2 مليون و700 ألف يورو، كمرحلة أولى ومن المخطط تخصيص الأموال التي ستصرف على العملية، من خارج ميزانية المنظمة.