اللقاح الروسي والإعلام الغربي

اللقاح الروسي والإعلام الغربي

تناول الإعلام الغربي التقدم الروسي في إنتاج لقاحٍ مضادّ لفيروس كورونا بشكل مثير للسخرية، رغم تفاوته بين وسيلة إعلامية وأخرى؛ ففي الوقت الذي عجّت فيه مواقع وصفحات الإعلام الغربي بالحديث عن توجيه الولايات المتحدة وبعض الدول اتهامات لروسيا بأنّها «تقرصن» معلومات الشركات التي تُجري اختبارات لفيروس كورونا بقصد سرقتها، لم تكلّف هذه المواقع نفسها عناء أن تشرح لجمهورها: لماذا عملية البحث عن لقاح لوباء عالمي سريّة أساساً.

كمثالٍ، فقد أورد موقع شبكة بي.بي.سي مقالاً يشرح فيه المسألة بالقول: «جواسيس روس يستهدفون منظمات تحاول تطوير علاج لفيروس كورونا في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، هكذا حذرت الوكالات الاستخبارية». ويستمر المقال بشرح ملابسات حوادث القرصنة التي تحدث للمعلومات العلمية. وفي بعض من المهنية الناقصة، يقتبس عن روس أندرسن، بروفسور علوم الكمبيوتر من جامعة كامبريدج: «ليس الروس وحدهم مشتركين في هذه الحملة... لديهم الكثير من الناس، ولدينا الكثير من الناس، ولدى الأمريكيين أكثر من ذلك بكثير، وكذلك الصينيون».

ونجد الكثير من الأحاديث أيضاً عن أعداد المصابين بفيروس كورونا في روسيا، ومقالات كثيرة عن حصول النخب المالية والسياسية الروسية على لقاحات تجريبية لفيروس كورونا. وربما تكون صحيفة الفضائح البريطانية The Sun أكثر وسائل الإعلام طرافة في نقل مثل هذه الأخبار. فكما ورد في مقال للصحيفة بعنوان: «زملاء فلاديمير بوتين من النخب الروسية يتلقون لقاحات تجريبية لفيروس كورونا منذ نيسان، كما كشف أحد من الداخل». ويستمر المقال بالنقل عن هذا الأحد في الداخل الروسي بالقول: «لم يكشف عن أسماء الذين تلقوا اللقاح، لكنه وصفهم بالمليارديرية والمدراء الكبار» لتنتقل بعدها الصحيفة للحديث عن القراصنة الروس الذين استهدفوا مراكز الأبحاث الغربية.

لكن، ورغم شحّ التغطية بالمقارنة مع الأخبار المذكورة، فقد أوردت وسائل الإعلام الغربية أخباراً متنوعة عن توصّل العلماء الروس إلى تطوير لقاح لفيروس كورونا، وبأنّهم في المرحلة الاختبارية الثالثة على البشر.

فكتبت النيويورك تايمز في خبر صغير جداً: «احتمال إجراء اختبارات ثانية للقاح كورونا من قبل معهد فيكتور السيبيري، وذلك في 27 تموز، وفقاً لوكالة تاس الروسية... وقد تمّ إنهاء اختبارات بشرية أولية لعزل اللقاح من قبل معهد غاماليا في موسكو هذا الشهر، مع تأكيد العلماء الذين أعلنوا فرحتهم بالنتائج بأنّ السلطات تخطط لبدء الإنتاج المتسلسل بكميات كبيرة في الخريف».

بينما نشر موقع بلومبيرغ مقالاً عن تطوير وزارة الدفاع الروسية، بالتعاون مع معهد غاماليا الحكومي في موسكو وصندوق التمويل الروسي المباشر، لقاحاً لفيروس كورونا، وأنهى اختباراته في أطوارها الأولى والثانية. وذكر المقال بأنّ «طور اللقاح الثالث، والذي سيشمل أشخاصاً من روسيا والسعودية والإمارات، يخطط القيام به في الثالث من آب. والتوزيع قد يبدأ في بداية شهر أيلول». وذكر المقال بأنّ روسيا قد تصنع 30 مليون جرعة للاستهلاك المحلي بحلول عام 2021، و170 مليون جرعة للخارج، حيث أعلنت خمسة دول حتى الآن اهتمامها بإنتاج هذا اللقاح.

وذكرت نيوزويك تطوير روسيا للقاح والأطراف المتعاونة في ذلك، وذكرت بأنّ المتطوعين في مشفى بوردينكو العسكري قد أظهروا نتائج مذهلة، «فجميع المتطوعين بات لديهم مناعة ضدّ فيروس كورونا وشعروا بتحسن. وعليه فكما عبّر النائب الأول لوزير الدفاع الاتحادي رسلان تساليكوف: اللقاح المحلي ضدّ العدوى بفيروس كورونا جاهز». وذكر المقال عدم وجود أعراض جانبية أو استجابات غير مرغوبة أو مضاعفات صحية لدى المتطوعين في وقت السماح لهم بالخروج.

ونقل المقال عن رئيس المختبر العلمي 48 في وزارة الدفاع الروسية: سيرغي بورسيفتش قوله: «أنتج المتطوعون أجسام صادّة لفيروس كورونا ومكونات اللقاح آمنة... والأجسام التي تمّ إنتاجها ستبقى في الجسم لفترة طويلة». وذكر المقال أنّ الدولة الروسية تأمل أن تحقق «مناعة عامة» العام القادم عبر تلقيح عشرات الملايين من المواطنين.

ونشر موقع FR24News الفرنسي مقالاً بعنوان: «كيف تمكنت روسيا من إيجاد لقاح كوفيد-19 بهذه السرعة؟» أعلنت فيه عن توصل روسيا للقاح تمّ تجريبه على 38 متطوع خرجوا دون تسجيل أيّ أعراض جانبية. ونقل المقال حديث فاديم تاراسوف، مدير معهد الطب الانتقالي والتكنولوجيا الحيوية، والذي يبين فيه أنّ الخبرة المتراكمة تكنولوجياً لدى الروس هي التي ساعدتهم على إنتاج اللقاح بسرعة.

وشرح المقال أنّ اللقاح لن يكون ذا مفعول سحري بحيث يمنع انتشار الإصابة، ولكنّه سيجعل الأعراض أخفّ بكثير. وقد أكّد العلماء المشرفون على التجربة بأنّ التقنيات التي استخدمت ليست جديدة بحدّ ذاتها، وبأنّ اللقاح شكّل نقلة كبيرة للأمام لمساعيهم العلمية.

وأكّد المسؤولون الروس بأنّ هذا اللقاح وأيّ علاج مانع سيصبح بمتناول العامة ولخيرهم، حيث لا يزال هناك مجال للحلم ضمن السباق العالمي لاكتشاف أوّل لقاح لفيروس كورونا. ونقل المقال عن تاراسوف تأكيده بأنّ إنتاج اللقاح سيخدم هدفاً إنسانياً وليس سياسياً

ونقلت شبكة CNBC خبراً صغيراً جداً عن استعداد روسيا للتعاون لتطوير لقاح لفيروس كورونا، وفقاً لكيريلي ديمتريف، مدير صندوق تمويل الثروة السيادي.

ونشرت صحيفة Express البريطانية مقالاً يركّز على أعداد المصابين الروس بفيروس كورونا، ويورد بشكل مقتضب، قيام العلماء الروس باختبار نماذج من لقاحات فيروس كورونا على الحيوانات في المختبرات في سيبيريا. وبأنّ علماء معهد فيكتور الحكومي للتقانة الحيوية قد طوّروا نموذجاً يعتمد على ستّة منصات تكنولوجية مختلفة، وبدأوا بالفعل باختبارها.

وذكر موقع فوربس في مقال بعنوان: «روسيا تكمل المرحلة الأولى من اختبارات لقاح كوفيد-19» بأنّ روسيا تختبر ثاني لقاح في العالم، بعد قيام جامعة أكسفورد باختبار لقاح خاصّ بها في البرازيل الشهر الماضي. وذكرت بأنّ روسيا اعتمدت على نموذجين لاختبار لقاح محتمل، أحدهما تمّت تجربته في مشفى بوردينكو العسكري، والآخر أعطي لاختبار المرضى في مشفى سيكنوف الأول العمومي في موسكو.

وينقل المقال عن شركة فيشر للخدمات الطبية في روسيا، وهي فرع من شركة تيرمو-فيشر العالمية، القول بأنّ السبب في ذهاب العديد من صانعي العقاقير العالميين إلى روسيا هو العقبات الأقل في وجه إقرار لقاح، فالمدة الوسطية لمنح موافقة بناء على اختبارات سريرية هي 92 يوماً، مع حدّ أقصى قانوني 269 يوماً.

وذكر موقع TeleTrader المختص بالأعمال بأنّ رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم قد صرّح في يوم 27 تموز بأنّ بلاده ستبدأ بإنتاج ما يكفي من لقاحات بدءاً بعام 2021. ورغم اعترافه بأنّ إنتاج عشرات أو مئات الملايين من جرعات اللقاح قد يأخذ بعض الوقت، فبلاده بالتعاون مع الشركات الكبرى في البلدان الأخرى تخطط لفعل ذلك العام القادم.

كما ذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية بأنّ روسيا تأمل إنتاج 200 مليون جرعة لقاح فيروس كورونا مع بعض شركائها هذا العام. وذكرت نجاح المرحلتين الأوليتين من الاختبارات، وعن عزم تجريب المرحلة الثالثة في عدّة دول أخرى غير روسيا، وتحديداً في الإمارات العربية وتركيا وبعض دول إفريقيا.

وتناول موقع RTL الفرنسي التجارب السريرية الروسية للقاح بشكل تفصيلي، حيث تمّ إخلاء الدفعة الأولى من المتطوعين دون وجود أعراض جانبية، وأنّ الدفعة الثانية المؤلفة من 20 متطوع لم يخرجوا بعد. ونقل الموقع قول الطبيبة المشاركة في تطوير اللقاح سفتلانا فولتشيكينا: «مناعتهم جيدة، وقد شكلت أجسامهم الصادات وهم الآن محميون من فيروس كورونا».

وذكرت El Periodico الإسبانيّة بمقال بعنوان: «واحد من اللقاحات الروسية لفيروس كورونا يظهر توليده للمناعة» أنّ جميع المتطوعين الذين تم تلقيحهم في جامعة سيكونوف في موسكو قد كونوا مناعة ضدّ كوفيد-19. ونقلت عن الطبيبة المسؤولة قولها بصعوبة تقدير المدّة التي ستبقى فيها المناعة قائمة بعد التلقيح، وبأنّ العلماء ينتظرون الطور التالي من الاختبارات ليجيبوا عن هذا السؤال.

وتحدثت صحيفة Cadenaser الإسبانية تحت عنوان: «روسيا تقول بأنّ لقاحها ضدّ كورونا يمكن أن يستخدم الشهر القادم» عن تفاصيل التجارب المشتركة للقاح بين وزارة الدفاع الروسية ومعهد غاماليا الحكومي. وذكرت الصحيفة نقلاً عن نائب رئيس مركز موسكو الوطني للأوبئة وعلم الميكروبات، ميدوزا دينيس لوغونوف، بأنّ المناعة التي يكونها اللقاح لا آثار جانبية لها.

ونشرت Marca الإسبانية تحت عنوان: «روسيا تعلن عن نتائج جيدة في الاختبارات البشرية للقاح كوفيد-19» النتائج الإيجابية التي وصل إليها العلماء الروس بخصوص تطوير اللقاح. وأكدت الصحيفة نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أنّه لم يتم تقصير مواعيد المراقبة بالنسبة للمتطوعين، بل تم التشدد بها.

وذكرت صحيفة El Mundo الإسبانية في مقال طويل بعنوان: «روسيا تكمل لقاحها، بعد أن عرضته مسبقاً على أثرياء البلاد» قيام الشركة الدوائية الروسية R-Pharm بتوقيع اتفاق مع عملاق الأدوية البريطاني AstraZeneca لتطوير لقاح جامعة أكسفورد، على خلفية اتهام الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا لروسيا بسرقة بيانات اللقاح.

وتحدثت شبكة SRF السويسرية عن العمليات التي يقوم بها العلماء الروس في سبيل تطوير اللقاح. فنقلت عن ألكسندر غينسبورغ، مدير معهد موسكو للأبحاث: «نحن نختبر اللقاح على أنفسنا وأقاربنا»، وإعلانه بأنّ المنتج سيكون متاحاً للجميع في غضون أسابيع. وذكر المقال من أنّ روسيا تعتمد اليوم بشكل رئيسي على مركزين لتطوير اللقاح: الأول في سيبيريا والآخر في موسكو، المعهدان المملوكان للحكومة واللذان يعملان عن قرب مع الجيش ويتبعون طرقاً غير تقليدية في بعض الأحيان. وحذر المقال من تداعيات «السباق المجنون» لإيجاد لقاح، وحشر الباحثين في هذا السعي لإرضاء الدول، وذكرت بأنّ بوتين قد حذر من ذلك في خطاب سابق له.

وتحدث موقع صحيفة Zeit الألماني بشكل مطوّل عن الإجراءات المتبعة في روسيا للوصول إلى اللقاح، ناقلاً حديث تاتيانا غوليكوفا بأنّ اللقاح قد يكون جاهزاً في الخريف. وذكر المقال العقبات التي واجهت معهد فيكتور الروسي في البدء عند تطوير اللقاح، الأمر الذي دفع الحكومة الروسية لرفض اللقاحات المقترحة عدّة مرات. وبأنّ معهد غاماليا في موسكو قد تمكن من تخطي هذه العقبات، وأنّ العلماء الآن يراقبون بانتظار تقديم تقاريرهم النهائية بعد الطور الثالث، وهو الإجراء العالمي المتبع لإقرار أيّ لقاح.

وذكر موقع ASKANews الإيطالي الإعلان الروسي عن توقّع البدء بإنتاج اللقاح في شهر آب. وتحدّث الموقع بأنّ معاهد غاماليا وفيكتور والمعهد الفدرالي للقاحات الطبية-الحيوية تتعاون لبدء إنتاج اللقاح ضدّ فيروس كورونا هذا العام.

 

المصادر:

Coronavirus: Russian spies target Covid-19 vaccine research

Vladimir Putin’s pals in Russia’s elite have been taking experimental coronavirus vaccine since April, insiders reveal

Human Trials of Second Russian COVID-19 Vaccine to Start July 27-TASS

Russian Military Touts Covid-19 Vaccine, Though Tests Incomplete

Russia Coronavirus Vaccine Is Ready and Safe, Ministry of Defense Says

How did Russia get a Covid-19 vaccine so quickly?

Russia is open to cooperate on coronavirus vaccine development, sovereign wealth fund chief says

Coronavirus Russia deaths: How many coronavirus cases in Russia?

Russia Completes Early Phase Human Trials Of Covid-19 Vaccine

Russia to carry out mass vaccination in early 2021

Coronavirus: la Russie espère produire 200 millions de doses d'un vaccin cette année

Coronavirus : ce que l'on sait sur le vaccin russe et ses essais cliniques

Una de las vacunas rusas contra el coronavirus muestra que genera inmunidad

Rusia asegura que su vacuna contra el coronavirus se podrá utilizar el próximo mes

Rusia anuncia buenos resultados en ensayos con humanos con su Vacuna contra Covid-19

Rusia ultima su vacuna, que ya ha sido administrada a los más ricos del país

Russen hoffen auf Corona-Impfung ab August

Mit dem Impfstoff zu alter Größe

Coronavirus, ministro Sanità Russia: vaccino registrato ad agosto

آخر تعديل على الأربعاء, 29 تموز/يوليو 2020 23:02