الشعبية وبشارة والتروتسكيون
هنا ندخل ساحة الجد. قد يتسائل البعض لماذا يهتم هذا الرجل بالجبهة الشعبية سلبا او إيجاباً. وبدون مقدمات ولا تفاصيل. أنا دخلت حركة القوميين العرب وأنا في المرحلة الثانوية وأنا أحد أول قيادة للجبهة عام 1967، يعني مؤسس. ابو علي مصطفى وعبد الله العجرمي وعزمي الخواجا وأحمد خليفة وأنا أصغرهم سناً. اعتقلت باسم أمها (اي حركة القوميين العرب قبل 1967) وباسمها 15-12-1967 وكذلك اثنين من إخوتي ونسف بيتي وبيت أخي واعتقلت أمي من أجلي.
دعك من التفاصيل حول خلافي على الماركسية حيث تأخرت الجبهة في تبنيها وكنت حينها في المعتقل والتوهم من جانبي بماركسية نايف حواتمة وانتهازيته هو الذي دفعني لترك الجبهة وفتح علاقة مع جبهة حواتمة توهما بماركسيتها!!!. المهم خرجت من الجبهة ولكن بقيت جبهة تماماً من حيث عروبة القوميين العرب والوحدة العربية وتحرير فلسطين وأزعم أنني طورت موقف ماركسي- لينيني يقول بان القومية الكامنة للطبقات الشعبية هي وحدوية واشتراكية وبأن هذه الطبقات بقوميتها هذه هي منسجمة تماما مع الماركسية-اللينينية وخاصة مع البيان الشيوعي، لأن القوميات المضطَهَدة هي ثورية وطبقاتها الشعبية هي اشتراكية. ولذا رؤيتي للقومية هي رؤية اشتراكية لا تتناقض مع الماركسية.(مما كتبته عن هذا في كتابي: دفاعا عن دولة الوحدة منشورات دار الكنوز الأدبية –بيروت_ايام الرفيق الراحل عبد الرحمن النعيمي والأجمل انه من البحرين).
وفي هذا فيما لو ثبت لي اختلاف موقفي مع الماركسية اصر على موقفي. وفي هذا أستغرب تورط الزميل سمير أمين في موقف لا عروبي تاثرا منه ، رغم توجهه الماوي الواضح، كما أعتقد تاثرا أو (خجلا) بالضخ الهائل للتروتسكية ضد القومية لأن هدفها اساساً (على الأقل في وطننا) ضرب القومية العربية خدمة للكيان. ومن هنا خطورة جلبير اشقر (صلاح جابر) وسلامة كيلة ورفيقهما (محمد جعفر (سمير الخليل او كنعان مكية).
لهذا من حقي الدفاع عن إرث ساهمت فيه وخاصة لأنني كما وصفني الراحل حسين البرغوثي :"شخصية نمطية" لا تتقلب. ولكن تتطور لأن كثيرين وكثيرات من أهل الأكاديميا المابعد حداثيين وما قبل (حيفا) يقولوا بأنني لا أقرأ الطروحات الجديدة.
عزمي بشارة: فليزعل من يزعل.
عزمي بشارة تمكن من اختراق قيادات في الشعبية في الشام وهنا، وهذا سمح له بالفتك بحركة أبناء البلد ولطش الكثير من عناصرها وعلى راسهم عوض عبد الفتاح (عوض الآن يضع اسمه على مقالات يكتبها عزمي للدفاع عن نفسه). لطش هؤلاء لصالح حزبه "التجمع الوطني الديمقراطي" ربما لهذا اسماه "تجمع- من تجميع".
عزمي بشارة انتهى حيث (صلاه الله قطر) (الآية الكريمة " سنصليه صقر"). نحن سنصليه قطر. لكنه، وهذا اعترف له به، يشتغل على كل الجبهات. ومنها تخريب الشعبية، وكما قلت لي فيها تراث وإرث واللي مش عاجبة أعطيه عبوة من عبوات داعش من خلال امينها العام سلامة كيلة الأمين العام لبروليتاريا القاعدة.
قبل اشهر اوصل عزمي بشارة رسائل مكتوبة وشفوية، مكتوبة من خلال "غلامة" اسمها آيات حمدان كانت مندسة في مجلتنا كنعان، وإذا بها ترقص في قطر! وهذه خرق لكنعان يؤكد اننا بؤساء مخابراتياً. فليس صحيحا ولا شرطاً. ان من يُعتقل كثيرا يصبح خبير في اساليب المخابرات.
الرسائل المكتوبة تدعو للمؤتمر الذي عقد مؤخراً، والرسائل الشفوية تقول بأن ليلى خالد ستشارك في المؤتمر. كان هدف عزمي أن يورط اشخاص تقدميين ويساريين في المؤتمر وخاصة من الشابات والشباب. وفي اعتقادي انه يقصد اشخاص يبدو هو يعرفهم انا لا أعرفهم ويعتقد بأنهم شعبيه. لا ادري. المهم ليلى خالد قالت بوضوح انها تعتبر عزمي بشارة خائناً. جميل يا ليلى العربية. فليس ممكنا ان تنزل ليلى من خطف الطائرات وتراث وديع حداد إلى قطر. ومن هنا خطورة علاقة خليل الهندي مع عزمي لأن خليل رئيس جامعة يعني كلها صبايا وشباباً!!!!!!!!!
قبل المؤتمر بشهر كتب لي صديق على الفيس بوك يسأل: إذا شارك شباب اليسار في مؤتمر عزمي بشارة هل ستكتب ضدهم؟ السؤال كان بائساً واستفزازياً. قلت له ليس هذا بيت القصيد، لأن الأساس مجرد النظر باتجاه حاكم قطر وفتى الموساد هي خيانة.
لكن المسألة ابعد من هذا. عزمي بشارة على علاقة عميقة مع تروتسكيي الكيان الصهيوني ميشيل فرشافسكي وتكفا برناس وبالطبع مع تروتسكيي فرنسا وهؤلاء خدعوا الرفيق صلاح صلاح واحتسب انهم ليسوا صهاينة!!! وهذا ما كتبه لي.
طبعاً هما عزمي بشارة وميشيل فرشافسكي (ميكادو) كانا وراء مقابلة عملها وليد سالم احد نشطاء سابقين في الشعبية ثم انتقل إلى فريق كونبهاجن والتطبيع اللامحدود...الخ وهي مقابلة في هآرتس 12-7 1996 (لست متأكدا من التاريخ) وهناك هاجم عملية عسكرية للجبهة ضد مدنيين مستوطنين في مستوطنة بيتين (بيت إيل) وقال إنها إرهاب. مقابلة وليد شجعت كثيرين أيضا كانوا شعبية فانتبهوا للمال، فاذا بهم يكتبون في الصحف المحلية مدائح لقيادات الحكم الذاتي، حتى أن أحدهم كتب مؤخرا: "شو بخصنا إذا اليهود بدهم يعلنوها دولة يهودية"!!! وآخر كان ثورياً أكثر قال" نقبل ان تكون يهودية الدولة في حدود تقسيم 1947"...الخ وكانت إلى جانبه قيادات ايضا من الجبهة وشعبية قدامى تاركين باتجاه الأنجزة وراس المال الكمبرادوري مثل هاني المصري (اليوم في مؤتمر عزمي) . هاني واجهني في تلفزيون وطن 1998 حيث كان يدافع عن قصف الناتو ليوغسلافيا!!! يومها دُهشت، ولاحقا كان مع قصف ليبيا. واليوم يصوغ حلولا لفلسطين!!! ولم اندهش!!!
وعزمي على علاقة مع سلامة كيلة تروتسكي كان في سوريا....الخ. وهناك كان قد خدع كثيرين في الشعبية إلى درجة ان كثيرين منهم وقفوا ضد سوريا (راجع الأفق الاشتراكي) أعتقد انها لا تصدر بعد أن صار أفق سلامة (بروليتاريا القاعدة). وهنا يسجل ل ليلى خالد صلابة ووضوح موقفها.
طبعا الذي ينخدع أو يزعم أنه ينخدع ليس شرطا انه بريئ. فهناك أجسام قابلة لاستقبال الأنفلونزا وهناك عقول قابلة للاتجاه يميناً! وخاصة المبهورة بالمركزانية والخطاب الراسمالي الغربي وأخصه الماركسية الغربية الصهيونية. وكل هذا برسم أن يقف المرء وينقد نفسه ويقول: أنا أخطأت. لهذا مثلا أن اقول بأنني أخطأت حين انتقلت لجبهة حواتمة لكنني استفدت أنني عرفت بعمق ما هي الانتهازية. يعني الله عوَّض.