T-80 بعد التحديث
كانت دبابات "T-80" ذات محركات الدفع النفاث مدفونة في مستودعات الجيش منذ تفكك الاتحاد السوفيتي. ولكن لتحقيق الأهداف المتعلقة بتنمية القطب الشمالي والأمن في تلك المنطقة، كانت هناك حاجة إلى أسلحة جديدة، وبدلاً من تطوير نماذج جديدة، قررت وزارة الدفاع تحديث هذه الدبابات.
عملت شركة "أورالفاغونزافود" على تحديث دبابات (T-80) خلال الأشهر الستة الماضية. وقبل ذلك وقعت الشركة عقداً مع وزارة الدفاع لتوريد الآلات التي تمت ترقيتها.
تسلمت الوزارة في 15 آذار نماذج طراز (T-80) الجاهزة للخدمة في أبرد المناطق في أقصى شمال البلاد. واجه الجيش الروسي الحاجة للدفاع عن حدود البلاد من اتجاه جديد، منذ الانفتاح على القطب الشمالي. وبدلاً من استثمار المليارات لإنتاج معدات جديدة واستنزاف ميزانية الدولة مع إنفاق إضافي، قررت إدارة البلاد الاستثمار في تحديث المعدات الحالية.
تشكل الدبابات أساس الجيش الروسي، ويوجد في البلاد حالياً حوالي 18200 دبابة من أنواع مختلفة.
ما تم تحديثه
تمكن المصممون من التعامل مع الخلل الرئيسي في دبابة (T-80) وهو استهلاكها الكبير للوقود. كان من الممكن أن تستهلك وقوداً بمقدار 2-4 مرات أكثر من دبابات (T-72) التي تعمل بالديزل. أما الآن تم تخفيض استهلاك الوقود إلى مستوى استهلاك دبابات (T-72) بفضل التشغيل المتزامن للمحرك والمولد. بعبارة بسيطة قام المصممون بتغيير المحرك ليعمل في وضع التباطؤ. وكان يعمل المحرك السابق للدبابات والذي وضع في أواخر السبعينات بشكل كامل سواء في السرعة القصوى أو السكون.
وقد تم تزويد مدفع الدبابة بأنظمة الليزر والتصوير الحراري التي تزيد من فاعليتها القتالية في أي وقت من النهار أو الليل. كما تم تغطية دروع الحماية بطبقات حماية ديناميكية. وتم تكييف مقصورة الطاقم ليتأقلم مع درجات الحرارة المنخفضة حتى -40 درجة مئوية. بقي المدفع من عيار 125 ملم ولم يتغير، وكذلك المدافع الرشاشة.
كيف كانت دبابة (T-80) في الأصل
تم إطلاق هذه الدبابات في منتصف السبعينات وكانت أول دبابة يتم تزويدها بمحرك توربين غازي بدلاً من محرك الديزل القياسي، وهو محرك مشابه لذلك المستخدم في الطائرات. ولذلك يشبه صوت هذه الدبابة صوت الطيارة على المدرج.
كان لهذه الدبابة الكثير من المزايا التي تتميز بها على مثيلاتها، وعلى خلاف محركات الديزل كان محركها جاهزاً للعمل بعد ثلاث دقائق من بدي التشغيل وليس 30 دقيقة كما هو الحال في دبابة (T-72).
يمكن لدبابة (T-80) أن تسير مسافة 270 ميل من خلال تعبئة واحد لخزان الوقود. وأعطاها المحرك الجديد السرعة والقدرة على المناورة. وكانت (T-80) في ذلك الوقت أول دبابة مُنتجة محلياً يمكن أن تضرب على طول التضاريس الوعرة بسرعات تفوق 40 ميلاً في الساعة. واليوم يمكن لدبابة "أرماتا" الجديدة فقط أن تضاهي هذه القدرات.
ما الأغراض التي كانت تستخدم من أجلها دبابة (T-80)
خلال سباق التسلح في الحرب الباردة، كانت دبابات عالية السرعة كهذه تعتبر سلاحاً مهماً، وتم نشر 4000 دبابة من نوع (T-80) على الحدود الغربية للاتحاد السوفيتي.
وبما أن هذه الدبابات يمكن أن تزود بأي نوع من الوقود فقد كان التعامل مع الوقود مخططاً، من خلال إعادة تزويدها بالوقود من محطات البنزين الأوروبية، والمنشآت الصناعية والوحدات العسكرية.
ولكن مع بداية انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، اختفت ببساطة الحاجة إلى مثل هذا الجيش العالي السرعة. ونتيجة لذلك، انتهى المطاف بغالبية دبابات (T-80) متوقفة في المخازن.
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني