آفاق أكثر إشراقاً للتعاون الاقتصادي الصيني ـ الافريقي
افتتح الاجتماع الخامس للمنتدى الصيني ـ الافريقي للتنمية والتعاون الصناعي يوم 16 نوفمبر الجاري في بكين. وفي السنوات الأخيرة، تشهد العلاقات الصينية ـ الافريقية تصاعدا مستمرا، من حيث التطور السريع للتعاون الاقتصادي بين الجانبين وتوسع أنماط التعاون الصيني والافريقي من التجارة والمشاريع التعاقدية الى مجالات التعاون في الطاقة الإنتاجية والاستثمار والتكنولوجيا والتمويل والخدمات وغيرها، وأصبح التعاون في مجال التصنيع تركيزا استراتيجيا عصريا.
ويمثل نمط التعاون في المجمعات الصناعية اتجاهات جديدة للتنمية التعاون الصيني ـ الافريقي في مجال التصنيع. ومرّ بناء الصين للمجمعات الصناعية في افريقيا بثلاث مراحل. حيث بدأ ظهور الحديقة الصناعية عام 2000. وفي عام 2009، انشئ منتدى الصيني ـ الافريقي للتنمية والتعاون الصناعي، وعزز التعاون الصناعي بين الصين وأفريقيا وتطوير المجمعات الصناعية، وانضمام الشركات على نطاق واسع الى موجة بناء المجمعات الصناعية الافريقية. وحقق المنتدى الصيني ـ الافريقي نتائج ملحوظة في عام 2015. ومن ثم أصبحت الصين أكبر شريك تجاري وثالث أكبر مصر للاستثمار لأفريقيا. وفي الوقت الحاضر، دخل بناء المجمعات الصناعية مرحلة من التنمية الواسعة، وقد تعزز الى حد كبير حجم ومستوى التأثير الاجتماعي.
عوامل تعزيز التعاون الصيني ـ الافريقي في مجال المجمعات الصناعية:
أولا، تماشي بناء المجمعات الصناعية مع الاتجاه العام للتنمية والتعاون الاقتصادي الدولي. وسيظهر تقسيم صناعي للأعمال المتخصصة في اقتصادات مختلفة، في ظل تكثيف التعاون الدولي وتوثيق العلاقات الوثيقة بين بعضها البعض. والدول الافريقية التي كانت تلعب دور مصدر الموارد، غير قادرة اليوم على تلبية احتياجات علاقات الانتاج الدولية الحالية. وإن بناء المجمعات الصناعية سيساعد على تعزيز مستوى التصنيع في أفريقيا، وسيساعد الأفارقة المنتجين للموارد الخام على توفير السلع المصنعة الأولوية الى بلدان اخرى.
ثانيا، النقل الصناعي تحت سيطرة " العقلانية الاقتصادية" أهم قانون التنمية الاقتصادية العالمية. وفي ظل تسارع عملية الترقية الصناعية في الصين، يمكن نقل جزء من صناعات كثيفة العمالة من الصين الى بلدان المشاركة في " الحزام والطريق"، بما في ذلك البلدان الافريقية. وعلى النقيض من ذلك، تتمتع أفريقيا بمزايا لا تمتلكها مناطق اخرى في العالم، حيث أنها منطقة أكثر نجاعة للتوازن بين رأس المال والعمالة. لذلك، اعلنت وزارة التجارة أن بين 19 مشروع في مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري في الخارج، 7 مشاريع في بلدان افريقية. وفي الآونة الأخيرة، تم إدراج بناء حديقة صناعية في زامبيا، ومنطقة جيبوتي للتجارة الحرة في هذه القائمة.
ثالثا، المجمعات الصناعية هي نتيجة حتمية للطلب الداخلي والخارجي. ويثبت قانون تنمية التصنيع العالمي أن ترابط السلسلة الصناعية زمانا ومكانا بشكل وثيق، يمكن تعزيز الانتاجية أكثر فعالية. لذلك، تعتبر المجمعات الصناعية التي تجمع الصناعات نمط تنمية التصنيع فعالا يؤكده التاريخ، ويفيد التنمية الأفريقية.
رابعا، تتمتع أفريقيا بعوامل أساسية جيدة، ونمط التعاون في المجمعات الصناعية يتماشى مع احتياجات التنمية. وإن القارة الافريقية غنية بالموارد وباليد العاملة، وتتمتع بالمعاملة الأفضلية من قبل الدول المتقدمة من حيث إعفاء الرسوم الجمركية وغيرها. وبالنظر الى عملية تطوير مجمعاتصناعية في مختلف البلدان في العالم، تتصدر افريقيا بعض البلدان الاسيوية وامريكا اللاتينية. وفي الوقت الحاضر، وضعت افريقيا " دول اعمال 2063” وهدف التصنيع، تتماشى بشكل كبير مع مبادرة" الحام والطريق".
في الوقت الحاضر، استثمرت الصين أكثر من 30 مجمع صناعي قيد التشغيل في أفريقيا، وأكثر من 70 مجمعا صناعيا قيد الانشاء، وجلبت أكثر من 60 مليار دولار امريكي من قيمة الانتاج الصناعي لأفريقيا، تمثل12 ٪ من إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي في أفريقيا. وفى الوقت الحالي، لم يتم الافراج الكامل عن الطلب الضخم في مجال تعاون قدرات الانتاج بين الصين وافريقيا، وسيكون بناء مجمعات صناعية صينية افريقية أكثر اشراقا.
*وانغ هونغ إي، مدير مكتب معلومات بمعهد غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء» لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني