مؤسسة بحثية صينية تنشر تقرير «شرق المتوسط الجديد ما بعد أمريكا»
ستشهد منظومة شرق المتوسط هيكلاً ثنائي القطب، كسمة انتقالية
الصين الجديدة الصين الجديدة

مؤسسة بحثية صينية تنشر تقرير «شرق المتوسط الجديد ما بعد أمريكا»

أصدر معهد بحوث غرب آسيا وإفريقيا، بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، وهو إحدى المؤسسات البحثية المرموقة في الصين، يوم الجمعة في بكين، الكتاب الأصفر حول شرق المتوسط: تقرير التنمية في شرق المتوسط (2016-2017)، تحت موضوع أساسي هو «شرق المتوسط الجديد في حقبة ما بعد أمريكا».

يشير التقرير إلى أنه بعد ستة أعوام من الاضطرابات في غرب آسيا وشمال إفريقيا، يتغير النظام الأساسي فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تشهد المنظومة الشرق أوسطية التي كانت تسيطر عليها الولايات المتحدة والمستمرة لأكثر من عشرين عاماً، تآكلاً شديداً، وتتطور المنظومة الإقليمية من أحادية القطب إلى متعددة الأقطاب بشكل سريع، وتتطور من وضع هيمنة الولايات المتحدة، إلى «شرق المتوسط الجديد في حقبة ما بعد أمريكا».

وفقا للكتاب الأصفر، في «حقبة ما بعد أمريكا»، وخلال عملية تطورها من أحادية القطب إلى متعددة الأقطاب، ستشهد منظومة شرق المتوسط هيكلاً ثنائي القطب، كسمة انتقالية. وفي الوقت الحاضر، هنالك تناقض حاد بين الولايات المتحدة وروسيا، حول سير ونتائج الحرب الأهلية في سورية.

ويتوقع الكتاب الأصفر أنه وفقاً لأداء وأفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شرق المتوسط منذ توليه منصبه، فإنه سينتهج سياسة تتمثل في «أمريكا أولاً»، ويقوم بـ«تصحيح» لسياسة الرئيس السابق باراك أوباما في الشرق المتوسط» ومواصلة تنفيذ التحول الإستراتيجي في ظل التراجع النسبي للنفوذ الأمريكي في شرق المتوسط.

وقال يانغ قوانغ، رئيس معهد بحوث غرب آسيا وإفريقيا، وهو أيضاً رئيس التحرير للكتاب الأصفر، إنه في الوقت الحالي، تتغير القوى العظمى التي تلعب دوراً محورياً في الشؤون الإقليمية ، وأن «حقبة ما بعد أمريكا» لا تعني عدم وجود الأمريكي في شرق المتوسط، بل إن نمط الهيمنة العظمى للولايات المتحدة قد انتهى. إن روسيا تلعب دوراً أكثر نشاطاً، والدول العربية تتطلع أيضاً إلى أن تلعب الصين دوراً أكثر نشاطاً.

على الصعيد الاقتصادي، يتوقع الكتاب أن النمو الاقتصادي في شرق المتوسط سوف يتسارع بشكل عام في عام 2018، حيث سيتحسن وضع ميزان المدفوعات والموازنة بين الدخل والإنفاق للبلدان المصدرة والمستوردة للنفط في المنطقة. ويتوقع أن نسبة الفائض في الحسابات الجارية للدول المصدرة للنفط في إجمالي الناتج المحلي، سترتفع إلى 0.6%، وتنخفض نسبة العجز المالي إلى 3.1%.

ومع ذلك، أشار الكتاب الأصفر إلى أنه على الرغم من أن دول شرق المتوسط المصدرة للنفط كانت قد وضعت خطة لتنويع اقتصاداتها، كهدف مهم للتنمية الاقتصادية، لكن وضع الاعتماد المفرط على موارد أو عوائد النفط والغاز لم يتغير، ولا تزال تغيرات الإيرادات من النفط تعتبر أهم العوامل الخارجية التي تؤثر على النمو الاقتصادي في المنطقة.

جدير بالذكر أن الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، التي تأسست عام 1977، تعتبر أعلى المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث الشاملة في الصين، تحت إشراف مباشر من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومجلس الدولة فى الصين.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء» لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني

آخر تعديل على الأربعاء, 01 تشرين2/نوفمبر 2017 12:30