بيان: واجبنا الوطني المصري تجاه سورية الوطن والشعب والدولة
- التحرك الشعبي العاجل والواسع واتخاذ موقف واضح من قبل المثقفين الوطنيين لإدانة العدوان المحتمل والمستند علي حجج واهية وتلفيقات مفضوحة وأكاذيب صريحة.
- إدانة حاسمة وسريعة من قبل الدولة المصرية ومسئوليها لأي عدوان محتمل والوقوف مع سورية شريكتنا في حرب أكتوبر 1973 ونصيرتنا عام 1956والدفاع عنها بكل الوسائل دفاعاً عن أمننا القومي وتأكيدا علي استقلال القرار المصري وإحياءً لدور مصر القيادي والمحوري للوطن العربي.
- اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين العلاقات مع سورية علي كافة الأصعدة وعودة السفراء رغم كل الضغوط الأجنبية والإقليمية
ما يدور الآن في واشنطون يعكس الموقف الشائك والأحمق التي وضعت الإدارة الأمريكية نفسها فيه.
-فكما جاء في صحيفة النيو يورك تايمز اليوم 29 أغسطس "إن البيت الأبيض يواجه عقبات كأداء وهي تمهد لتقديم دلائل استخباراتية علنية غاية في الأهمية منذ فبراير 2003 عندما قدم كولن باول وزير الخارجية آنذاك تقريرا مفصلا ودراميا من أجل الحرب لمجلس الأمن مستخدما معلومات استخباراتية والتي ثبت عدم مصداقيانها فيما بعد حول أسلحة الدمار الشامل في العراق".
-هذه الأكاذيب السابقة والعديد غيرها إضافة إلي حقيقة أن الحروب الأمريكية كانت علي حساب معاناة الشعب الاقتصادية ولم تعود عليه بأي نفع مما يفسر معارضة غالبية الشعب الأمريكي، حسب استطلاعات الرأي الأخيرة لأي تدخل عسكري في سورية. هذا رغم الإعلام الزائف والمخادع.
-الإدارة الأمريكية تفتقد لأي سند قانوني سواء دولي أو محلي لشن الهجوم علي سورية.
-ومندوبي هيئة الأمم المتحدة لم يستكملوا عملهم ناهيك عن إصدار تقرير عما حدث. وحسب التصريحات الروسية وبعض المتخصصين الغربيين أنه لم يثبت بعد استخدام غازات كيميائية من المرتبة العسكرية كالسارين أو الفي إكس.
-جهات متعددة فضحت التآمر المسبق والذي تمثل في تحركات وتصريحات علنية لقيادات عربية مناوئة لسورية منذ اسابيع تنذر وتمهد للتآمر والعدوان خصوصا بعد فشلها في القصير ومحيط اللاذقية.
-تصريحات مسئولين ومحللين أمريكيين بأن الاستراتيجية الأمريكية هي الاحتواء المزدوج للقوات السورية والارهابيين ومنع انتصار الجيش الوطني السوري وإضعافه واستنزافه وتخريب البنية التحتية في سورية. هذا يتناسق مع ما حدث في العراق وليبيا ومحاولة استمرار الفوضي وعدم الاستقرار بمصر.
-دور الكيان الصهيوني في العدوان المستمرعلي سورية ودفعه للتعجيل بالعدوان للتخلص من اسلحة الردع السورية ولتعرية واضعاف قواتها ووسائلها الدفاعية.
-استخدام المتمردين المسلحين والإرهابيين الغاز الكيمائي حسب ما جاء علي لسان كارلا ديل بونتي الرئيسة السابقة لمحكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا وروواندا وعضو في لجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في سورية في مايو 2013 بأن هناك دلائل تشير إلي استخدام "جيش سورية الحر" للغاز الكيمائي.
-تناقضات داخلية داخل الكونجرس وتصريحات تفضح تعاون الإدارة الأمريكية مع جبهة النصرة والقاعدة حتي أن دينس كوسينيش عضو الكونجرس السابق صرح بان " القاعدة الان حصلت علي سلاح جوي اسمه القوات العسكرية الامريكية".
-التوقيت المشبوه لنغمة الحرب، فعندما توالت انتصارات الجيش الوطني السوري واحباط مخططات بندر في محيط اللاذقية مما يستثير التساؤل الغائب ما هي مصلحة النظام السوري في استخدام السلاح الكيمائي في هذا التوقيت بالذات وهو نفس يوم وصول مندوبي هيئة الأمم المتحدة بناء علي طلب الدولة السورية بالتحقيق في مزاعم سابقة؟ وكما جاء علي لسان لافروف وزير الخارجية الروسي أنه من المحتمل أن يكون مصدر الهجوم الكيمائي هو المتمردين أنفسهم بهدف التحريض علي التدخل الدولي لتغيير موازين الحرب لصالحهم .
إن الذي يدور علي الساحة العربية لا يحتاج لعبقرية لفهمه فهو مزيد من التمهيد للمشروع الشرق اوسطي لتمكين الهيمنة الكامنة للحليف الاستراتيجي الوحيد لامريكا وهي إسرائيل والوأد النهائي للحقوق الفلسطينية. هذا يتطلب تدمير الجيوش العربية أو احتوائها وإضعاف البنية التحتية وإثارة عدم الاستقرار والفوضي في الدول العربية المناوئة أو الدول التي لا زالت بها جنين لمشروع قومي مستقل.
وبالنسبة لمصر كان الهدف هو تمكين قوي الإسلام السياسي أو بدقة اكبر الفاشية المرتدية عباءة الاسلام والمتمثلة في جماعة الإخوان التي طالما استخدمت العنف والاغتيال كأحد وسائلها و التي لها علاقات مع إرهابيين كما قلنا مرارا منذ سنوات عديدة. ورغم ذلك خدع العديد من مثقفي "النخبة" بديمقراطية الاخوان بل طلب أحدهم سحب السفير المصري من سورية تلبية لمطالب الإخوان الذي نجح علي قوائمها في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
وبعد التحرك الشعبي الهائل واستجابة الجيش المصري الوطني لمطالب الشعب وتنحية الاخوان اصبح هدف الادارة الامريكية هو الابقاء علي الاخوان كقوة سياسية فاعلة تمكنها من التدخل في الشئون المصرية وممارسة الاعيبها السياسية وحسب جيمس بيتراس الأستاذ الأمريكي التقدمي
أن تستمر الإخوان كونها بمثابة "مانع حمل للقوي الوطنية القومية" انطلاقا من عدم ايمانها بالدولة الوطنية أساسا ليس في مصر وحدها بل في سورية أيضا كما اتضح من تحمس قيادات الاخوان الشديد لاسقاط النظام السوري ورفع الرئيس مرسي علم ما يسمي بالجيش الحر الذي هو علم الانتداب الفرنسي بسورية وذلك تلبية لرغبات قوي الهيمنة الغربية والكيان الصهيوني.
نعلم جيدا ان ضرب سورية لا علاقة له بالحماية الانسانية او الديمقراطية وانما بعدم خضوع الدولة السورية للإملاءات الامريكية ووقوفها عقبة امام المشروع الشرق الاوسطي الذي يهددنا جميعاً.
نؤمن بقوة أن الأمن القومي المصري مرتبط عضوياً بالأمن القومي السوري وأن هذه الحقيقة التاريخية لا تتأثر بخلافات مصطنعة بين البلدين.
نعلم أيضاً أن هناك قوي إقليمية ودولية تعارض موقف مصري حاسم وواضح.
طبول الحرب تدق عالياً لضرب سورية الشقيقة، واللحظة التاريخية تنادي مصر باتخاذ المواقف الحاسمة رغم التعقيدات والتهديدات، نعم هذه لحظة التحرك السريع لقيادة الأمة العربية في الطريق الصحيح. لحظة تاريخية حاسمة قد تكون مماثلة للحظة التي واجهها جمال عبد الناصر عام 1956. هذه اللحظات هي التي تفرز القيادات التاريخية الشجاعة التي رغم الضغوط تتخذ المواقف الصائبة الجريئة والتي تدعم استقلال الوطن فيلتف الشعب حولها ويعطيها التأييد والدعم الهائل.
من كل ما سبق أصبح واضحاً أن موقف الدولة المصرية محوري وغاية في الأهمية بل لعله يكون حاسما في منع العدوان اذا اتخذت الدولة المصرية سريعا ما يؤكد معارضتها الشديدة للعدوان القادم واعتباره عدواناً على مصر كما أن التحرك الشعبي الواسع ضد العدوان سيكون له الاثر الهام في الايام القليلة القادمة خصوصاً ان الادارة الامريكية تتعجل الهجوم قبل اتساع المعارضة لجريمتها المقبلة.
لم يتسنى ارسال البيان لتوقيع العديد من المثقفين الوطنيين لتسارع الأحداث وضرورة النشر سريعا. كان أكثر من 200 من المثقفين الوطنيين قد وقعوا بيانا بعنوان" فلنقف مع سورية الدولة والشعب في مواجهة العدوان ومن أجل حماية السيادة الوطنية ..ولنؤيد كل الجهود لتحقيق تحول سياسي واقتصادي يلبي الطموحات المشروعة للشعب" وذلك في 13 سبتمبر 2012. وكان عدد الموقعين على البيان بحدود 35 من الشخصيات السياسية والأكاديمية والمثقفين العرب