حول أول عملية روسية تركية مشتركة في سورية
أعلن الخبير الروسي- عضو المجلس العلمي لمركز «كارنيغي» في موسكو- ألكسي مالاشينكو أن العملية الجوية المشتركة بين روسيا الاتحادية وتركيا ضد الإرهابيين في محافظة حلب يمكن أن تدل على تقارب في مواقف موسكو وأنقرة قبل إطلاق المحادثات حول التسوية السورية في «آستانا».
وقال مالاشينكو للصحفيين اليوم في موسكو: «إن هذه الغارات المشتركة هي علامة على أن روسيا وتركيا يمكن أن يكون لهما موقف معلل مشترك في محادثات آستانا»، مضيفاً: «هذه العملية تثبت أن مثل هذا التعاون ممكن، وهو مهم جداً قبل بدء المحادثات في آستانا، لكن الأكثر إثارة للاهتمام هو في موقف إيران من هذه العملية».
بدوره، اعتبر رئيس مجلس «المركز الروسي للدراسات السياسية»، الجنرال يفغيني بوجينسكي، أنه من السابق لأوانه الحديث عن أن التعاون العسكري الروسي التركي له طابع الديمومة، قائلاً: «إنها مهمة ظرفية آنية بحتة، اتفق عليها محلياً في سورية. إذ أن قواتنا الجوية الفضائية تقصف مواقع الإرهابيين لمساعدة تركيا في تطهير المنطقة، وإنني لا أعتبر ذلك نوعاً من التحول الاستراتيجي».
هذا، وكان الجنرال سيرغي رودسكوي، رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، قد أعلن في وقت سابق أن روسيا وتركيا قد بدأتا اليوم بأول عملية جوية مشتركة ضد مقاتلي تنظيم «داعش» في ضواحي بلدة الباب في محافظة حلب.
وقال الجنرال الروسي في تصريح له أنه تشارك في هذه العملية الجوية التي تم تنسيقها مع الجانب السوري ٩ طائرات انقضاض تابعة للمجموعة الجوية الروسية، بما فيها ٤ طائرات من طراز سو ٢٤ م و٤ طائرات من طراز سو ٢٥، وقاذفة واحدة من طراز سو ٣٤، وكذلك ٨ طائرات تابعة للقوى الجوية التركية، ٤ منها من طراز ف ١٦، و٤ طائرات من طراز ف ٤، وأن عدد الأهداف التي تعرضت للقصف ٣٦ هدفاً.
وأضاف الجنرال رودسكوي أن المجموعة الجوية الروسية، والقوى الجوية التركية، تنفذ اليوم أول عملية جوية مشتركة لإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» في ضواحي بلدة الباب، واصفاً هذه العملية بأنها فعالة جداً.
وأعاد رودسكوي إلى الأذهان أن المجموعة الجوية الروسية، والقوى الجوية التركية، قد وقعتا في ١٢ من كانون الثاني الجاري مذكرة حول تجنب وقوع اصطدامات، وضمان أمن تحليق الطيران في أجواء سورية، مشيراً إلى أن هذه الوثيقة قد أرست أساساً للقيام بعمليات في سورية لا سابق لها، من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية الدولية.
وفي السياق ذاته، أعلن فرانس كلينسيفتش، النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، أن أول عملية جوية روسية تركية في سورية ترمز إلى بدء مرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب، وستليها ضربات مشتركة لاحقة.
وقال كلينسيفتش في تصريح له اليوم أن الكلام لا يدور عن عملية منفردة لمرة واحدة، بل عن تعاون قتالي استراتيجي، ومن المحتم أن تتبع عملية اليوم عمليات أخرى. وبحسب كلينسيفتش، فإن فعالية أول عملية جوية روسية تركية مشتركة ضد تنظيم داعش الإرهابي لا يجب تقييمها من حيث عدد الأهداف الاستراتيجية المضروبة والمقاتلين الذين يتم القضاء عليهم، بل من المهم جداً واقع قيام بلدينا بأعمال مشتركة، والنجاح آت لا شك فيه، لافتاً إلى أنه يمكن الكلام بلا مبالغة، إن لم يكن عن نقطة انعطاف في مكافحة الإرهاب في سورية، فعن مرحلة جديدة في هذه المكافحة.
وأضاف كلينسيفتش، أنه لن يتنبأ بأمد هذه العملية الملموسة التي ستستمر من حيث الزمن حسبما تقتضي الحاجة، مشدداً على أنه من الصعب المبالغة في واقع أن هذه العملية تعتبر مثالاً على التعاون خارج الأحلاف، والذي لا سابق له في التاريخ العالمي الحديث، متسائلاً أنه إذا كانت روسيا وتركيا قد أفلحتا في تجاوز خلافاتهما أمام العدو المشترك، فلماذا لا يمكن لبلدان أخرى أن تقتدي بهذا المثال؟ مؤكداً أنه لا مجال للتشكيك في الأهمية العسكرية والسياسية لأول عملية مشتركة بين روسيا وتركيا في سورية.
المصدر: وكالة "سانا" السورية