بلغاريا ومولدوفا..الاشتراكيون في السلطة  

بلغاريا ومولدوفا..الاشتراكيون في السلطة  

تقدم مرشح المعارضة الاشتراكية في الانتخابات الرئاسية في بلغاريا، على منافسته المدعومة من الغرب، ويذكر أن، جنرال الجيش المتقاعد «رومن راديف» المرشح المستقل مدعوم من الحزب الاشتراكي المعارض، الذي يميل إلى بناء علاقات أوسع مع موسكو، على عكس منافسته المهزومة، ورئيس الحكومة المحافظ بويكو بوريسوف، الذي أقر بالهزيمة، وأعلن استقالته فوراً بعد تأكيد نتائج الانتخابات الرئاسية، والمعروف بعلاقاته مع الغرب، وبالتوازي مع نتائج الانتخابات البلغارية، اعلنت أيضاً نتائج الانتخابات في مولدوفا إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة، وتمخضت بدورها عن فوز  إيغور دودون زعيم الاشتراكيين في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، حيث حظي بأصوات أغلبية الناخبين.  

 

وأجريت في مولدوفا يوم أمس الأحد الانتخابات الرئاسية المباشرة - التي تكشف الأوزان الحقيقية للرأي الشعبي على الأرض-  للمرة الأولى في عشرين عاما تصارعت في البلاد خلالها قوى منادية بالتكامل مع روسيا، وأخرى مع الغرب وأوروبا، لتكون النتيجة لصالح أصحاب الخيار الأول.

وفي قراءة سريعة، لمجريات الأوضاع في هذين البلدين، مع الإشارة إلى أن بلدان أخرى في شرق أوربا مرشحة بأن تسير على هذا الطريق في الفترة القريبة القادمة، يمكن تثبيت الحقائق الأولية التالية:

- تؤكد هذه النتائج على افتضاح كذبة الثورات الملونة، التي استطاعت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي على تصنيع نخب جديدة في هذه البلدان، ووضعها على رأس هرم السلطة، ليكونوا مجرد وكلاء للرأسمال المالي، وذلك بقوة المال السياسي، والضخ الإعلامي، والنشاط الاستخباراتي المفضوح.

- إن هذه النتائج الانتخابية، هي رد شعبي في هذه البلدان على منطق التبعية للمركز الغربي الرأسمالي الذي حول هذه البلدان إلى ما يشبه المستعمرات، وبالتالي هي في العمق تعبر عن الموقف من الرأسمالية المتوحشة.

- تشكل دليلاً جديداً على أن التراجع الغربي عموماً، والأمريكي خصوصاً عملية مستمرة، بالتوازي مع تقدم الخيارات الروسية، بمعنى آخر هي في جانب منها صدى للتوازن الدولي الجديد، وبالتالي فأن التطورات في هذين البلدين هي أول الغيث، ومن شأنها أن تسرع عمليات التحول في عموم بلدان الفضاء الجيوسياسي الروسي.

- إن مجرد انتصار قوى تحمل شعارات اشتراكية، وتدعو إلى التكامل مع روسيا يعني إن حركة شعبية ناهضة، بدأت تلعب دورها، وتفرض خياراتها، فشعارات هذه القوى وأسمائها تعكس الإرادة الشعبية في هذه البلدان، بغض النظر عن بنية هذه القوى، وقدرتها من عدمها على استكمال المعركة إلى النهاية، والمحاولات المستمرة للالتفاف على الخيار الشعبي.