آفاق واعدة أمام تركيا.. مرهونة باستدارتها!
لم تكن لتمضِ الساعات الأولى على إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اعتذاره للجانب الروسي عن إسقاط حكومته طائرة روسية في الأراضي السورية أواخر العام الماضي، حتى خرجت إلى العلن، مقالات وتحليلات وتقارير تبيّن الثمار التي من الممكن أن يجنيها الجانب التركي فيما لو استكمل استدارته استراتيجياً.
عاد الأوكسجين إلى رئات العديد من المحللين السياسيين الأتراك والشركات الاقتصادية في البلاد، مع بداية عودة العلاقات الروسية التركية إلى سابق عهدها. إذ إن حجم الروابط ما بين الجانبين، والعلاقات الواعدة على الصعيد الاقتصادي خصوصاً، تفتح أفقاً أمام «النخب» التركية التي استشعرت حجم الكارثة التي من الممكن أن تتعرض لها تركيا في حال انقطعت العلاقات مع الجانب الروسي نهائياً.
في هذا الصدد، توقع تقرير صادر عن الشركة الاستثمارية التركية «Ata Yartirim» بأن تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة سيعود على الاقتصاد التركي بفوائد مالية تقدر حتى الآن بنحو 10 مليارات دولار، دون الحديث عن الطاقة وخطوط الغاز والمفاعلات النووية وغيرها..
وتوقع محللو «Ata Yartirim» أن يكون لتطبيع العلاقات مع روسيا أثر إيجابي على الاقتصاد التركي، إذ يرون أن عودة السائح الروسي ورفع الحظر الروسي عن المنتجات التركية سيعود بمليارات دولارات إضافية على الاقتصاد التركي.
وجاء في تقرير المؤسسة الاستثمارية: «نعتقد أن العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية بين تركيا وروسيا ستتحسن في الفترة المقبلة، وسيتم تسوية الصعوبات الحالية. وتطبيع العلاقات السريع مع روسيا في مجال التجارة سيعود على الاقتصاد التركي بنحو 4.5- 5 مليارات دولار سنوياً، وفي العامين المقبلين بنحو 10 مليارات دولار».
ولفت التقرير إلى أن تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين روسيا وتركيا سيسهم في تقليص عجز الميزانية التركية، حيث تعاني ميزانية البلاد من عجز واضح تفاقم على إثر القطيعة الدبلوماسية مع الجانب الروسي. فهل تستكمل الاستدارة التركية بما يعود بالنفع على الشعب وقطاع الأعمال التركي على حد سواء، وبما يجنب تركيا سيناريوهات «الإحراق من الداخل»؟