أنقرة تبدأ خطاب «الصف الواحد»..!
مانعت تركيا لفترة طويلة أي عمل باتجاه تسوية الأزمة السورية سياسياً. بينما يلاحظ المتابعون مؤخراً أن القيمين على الإدارة التركية قد بدأوا بإجراء الاستدارة المطلوبة لإسناد حل الأزمة السورية والولوج إلى الحل السياسي.
بدأت أولى الإشارات بالاعتذار التركي من روسيا، والذي شكل مؤشراً على أن هناك تغيرات جدية قريبة في السياسة التركية، وذلك رغم تأخر هذه الاستدارة عن وقت استحقاقها، نظراً لانعكاسات الأزمة السورية التي بدأت تظهر في الداخل التركي على شكل أزمات اقتصادية اجتماعية وسياسية.
ومن إحدى المؤشرات على بداية الاستدارة التركية، التغير في الخطاب الدبلوماسي التركي الذي اعتاد لفترة طويلة العنجهية وافتعال المشاكل مع المحيط، ليغدو خطاباً أكثر دبلوماسية وأكثر ميلاً للتوافق مع الموازين الدولية الجديدة.
في هذا الصدد، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم الثلاثاء 5/7/2016، إن «الإرهاب لا دين ولا كتاب له»، وإن مكافحته هي «قضية الإنسانية والعالم بأسره».
وأضاف يلدريم في تصريح صحفي عقب أدائه صلاة عيد الفطر في إسطنبول إن بلاده «ستواصل مكافحتها للإرهاب، وحكومته ستبذل كل ما في وسعها حتى تجعل الإرهاب في أسفل درجات الأجندة التركية».
وتابع: «استهدف الإرهاب أرواح الأبرياء في اسطنبول وغيرها، وأمس في المدينة المنورة. لذلك فإن مكافحة هذه الظاهرة ليست قضية تركيا فحسب، وإنما قضية الإنسانية والعالم بأسره، ولهذا علينا أن نقوم بها معاً في صف واحد».
هذا وشهد مطار «أتاتورك» الدولي، الثلاثاء الماضي، اعتداءً إرهابياً، نفذه 3 انتحاريون، أودى بحياة 45 شخصاً، وجرح 237 آخرين بحسب مصادر رسمية تركية. أما في السعودية، فوقعت 3 تفجيرات انتحارية في ثلاث مدن، على مدار أمس الإثنين، أحدها قرب القنصلية الأمريكية في جدة، وأسفر عن مقتل الانتحاري، والثاني في مواقف سيارات قرب الحرم النبوي في المدينة المنورة، وأسفر عن مقتل المهاجم و4 من رجال الأمن، والثالث قرب مسجد في القطيف ونتج عنه سقوط 3 قتلى مجهولي الهوية.