فدائيو فلسطين في يافا وتل أبيب والقدس: 4 شهداء.. و15 إصابة للاحتلال ومستوطنيه

فدائيو فلسطين في يافا وتل أبيب والقدس: 4 شهداء.. و15 إصابة للاحتلال ومستوطنيه

ثلاث عمليات فدائية، وربما أربع، إذا ما صدقت الرواية الإسرائيلية بأن الشهيدة الأولى التي سقطت أمس في القدس المحتلة كانت تنوي طعن عناصر من شرطة الاحتلال، تؤكد أن الهبّة الفلسطينية ما زالت ثابتة وتتصاعد في وجه الاحتلال الاسرائيلي الذي يتمادى باستغلال التشرذم العربي، وتخاذل الحكومات العربية لاجهاض اي تسوية محتملة مع الفلسطينيين.

يوم طويل من العمليات الفدائية في القدس ويافا وتل أبيب، أدت إلى سقوط أربعة شهداء، ومقتل «أميركي»، وإصابة ما لا يقل عن 13 مستوطناً، أربعة منهم في حالة خطرة، وعنصرين من شرطة الاحتلال بجروح خطيرة أيضاً، أي 15 إصابة للاحتلال ومستوطنيه في يوم واحد.

وتزامن يوم الهبة الطويل مع وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الأراضي المحتلة، والإعلان عن نية الرئيس الأميركي باراك اوباما، إحياء مفاوضات التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بعد ولايتين له، وثماني سنوات في البيت الأبيض، وهو إعلان يتزامن مع مبادرة فرنسية في هذا الشأن، لم ترق بالتأكيد للإسرائيليين، ولا للأميركيين.

وتم تهريب بايدن، الذي كان يلتقي الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في مكان قريب من العملية الأخيرة في يافا أمس، والتي أدت إلى إصابة 12 مستوطناً قبل أن يسمع بمقتل «سائح أميركي» خلال العملية بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، وربما سمع بالشهداء الأربعة الذين أكد شهود عيان أنهم أعدموا بدم باردة وظلوا ينزفون على الأرض لأكثر من نصف ساعة قبل اعلان استشهادههم.

وفي تفاصيل العمليات الأربع، فقد أعلنت الشرطة الاسرائيلية أن شاباً فلسطينياً أقدم على طعن ما لا يقل عن 12 مستوطناً في بلدة يافا، أربعة منهم بجروح خطيرة، ومقتل شخص. وذكرت لاحقاً أن القتيل هو «سائح أميركي»، مضيفة ان «المهاجم قتل على يد عناصرها».

وأوضحت الشرطة ان الشاب الفلسطيني، ويدعى بشار مصالحة من قرية حجة القريبة من نابلس في الضفة الغربية، بدأ بطعن عدد من المستوطنين على الواجهة البحرية، ثم تابع طريقه بمحاذاة البحر وطعن عدداً آخر من المستوطنين قبل ان «يتم تحييده».

وكان قد سبق عملية يافا الفدائية استشهاد الشاب الفلسطيني فؤاد أبو الرجب (21 عاماً) من العيسوية في القدس برصاص الاحتلال بعدما قام بإطلاق النار على شرطيين اسرائيليين، أصيبا بجراح خطيرة في شارع تجاري في القدس المحتلة، بحسب ما اعلنت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري.

وقالت سمري في بيان إن فلسطينياً «قام بإطلاق النار على عدد من رجال الشرطة في شارع صلاح الدين في القدس المحتلة، ما ادى الى اصابة احدهم. بعدها هرب الشاب وقامت القوات الاسرائيلية بملاحقته ثم اطلق النار مرة اخرى مصيباً شرطياً آخر» قبل ان يستشهد.

وقبل عملية القدس بعشر دقائق، كانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت عن هجوم بالسكين نفذه شاب فلسطيني ضد مستوطن في «بيتاح تكفا» قرب تل ابيب، ما أدى إلى استشهاده بطعنة سكين من «المستوطن الذي أصيب إصابة خفيفة وصاحب محل مجاور».

وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن الشهيد هو عبد الرحمن محمود رداد (18 عاماً) من قريه الزاوية قضاء طولكرم في الضفة الغربية.

وكانت الشهيدة المقدسية فدوى أبو طير هي الأولى التي سقطت أمس في يوم الهبة الطويل، بعدما حاولت وفق الرواية الإسرائيلية، طعن جنود في البلدة القديمة في القدس المحتلة.

وقالت سمري في بيان ان الفلسطينية الخمسينية، وهي من سكان حي ام طوبا في القدس المحتلة، اقتربت من حرس الحدود في البلدة القديمة بالقرب من باب العمود ثم اخرجت سكينا من حقيبتها وحاولت طعنهم قبل ان يطلقوا النار عليها. لكن شهوداً أكدوا لوكالات الأنباء الفلسطينية أن الشهيدة لم تكن تحمل سكيناً، وإنما أطلق جنود الاحتلال النار عليها لأنها لم تتوقف انصياعاً لأوامرهم.

إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن سلطات الاحتلال تقوم بهدم المنشآت الفلسطينية والمنازل المشيدة بمعدل «مثير للقلق»، مع عمليات هدم اكثر خلال العام الحالي مقارنة بالعام 2015.

وبحسب ارقام المنظمة الدولية، فان اسرائيل هدمت 121 منشأة تم تمويلها بشكل جزئي او كلي من مانحين دوليين في الضفة الغربية المحتلة في الفترة بين الاول من كانون الثاني و2 آذار، متجاوزة بذلك 108 منشأة تم هدمها في العام 2015 بأكمله.

من جهته، اكد مدير مكتب منظمة مجلس اللاجئين النروجية غير الحكومية فانس كولبرت أن هناك «عشرات ملايين الدولارات من مساعدات المانحين التي تواجه خطر الهدم».

واعتبر النائب في الكنيست موتي يوجيف من حزب «البيت اليهودي» اليميني المتشدد أن الارتفاع في عمليات الهدم يأتي «على الاغلب كرد على الخطوات التي اتخذها الاتحاد الاوروبي على البضائع القادمة» من مستوطنات اسرائيل في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

من جهة أخرى، أظهر استطلاع اسرائيلي أن ما يقرب من نصف المستوطنين يريدون طرد فلسطينيي 48 أو نقلهم خارج الأراضي المحتلة.