الشعب العراقي محظوظ بوباء الحكم الإسلامي ..!!!
وردت هذه الجملة على لساني خلال حوار مع شخصيات وطنية عراقية صادف عند استلام مرسي الإخوان المسلمين للحكم في مصر ...والجملة وردت مني ردا على رأي لأستاذ من الحضور حيث قال مواسيا لي...أن الخمسينيات مثلت مرحلة المد اليساري والستينات مرحلة المد القومي. .أما المرحلة الراهنة فهي فترة الإسلامي وعليه لا حظوظ لليسار فيها للأسف. والاستاذ شخصية عراقية متنورة يعمل من موقعه على تفكيك بعض جوانب أزمة نظام 9 نيسان 2003. وهو حريص على الاستماع الى رأي اليسار العراقي بأزمة نظام الحكم في العراق.
وما أن أوردت الجملة { الشعب العراقي محظوظ بوباء الحكم الإسلامي ..!!!} في مقدمة ردي حتى لاحظت علامات الاندهاش على الحضور.. فأوضحت لهم ( نعم لقد مر على العراق وعلى مدى التاريخ القديم والحديث , الغزوات , المجاعات, الفيضانات, الأوبئة, ولكنه ينهض مجدداً. أما اليوم فالشعب العراقي محظوظ بوباء الحكم الإسلامي. لأنه وببساطة مقبل على ثورة شعبية حتما, وحينها لا يمكن لأي قوى اسلامية ان تركب موجة الثورة وتصادرها كما حدث في مصر وتونس, لان القوى الاسلامية تحكم العراق, وعلى مدى العشر سنوات من حكمها اكتشف العراقيون ارتباطاتها وفسادها ومتاجرتها بالدين والطائفية. والثورة موجه للإطاحة بها... كما ابديت موقفاً كان مستغربا بالنسبة للحاضرين, حينما قلت لهم لا تنخدعوا بوصول الاخوان المسلمين ومرسي للحكم في مصر, فالإطاحة بمرسي ستكون سريعة جدا ولا تتجاوز فترة العام, لأنه ببساطة, كما خرجت الجموع المليونية الشعبية المصرية بثورتها من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية وتحرير مصر من التبعية, ستخرج مجدداً لاستعادة الثورة وتحقيق اهدافها ).
وفي لقاء جديد جمعني مع نفس الاساتذة, وكان الشعب المصري قد فجر ثورته الثانية في 30 حزيران 2013, واسقط حكم مرسي واخوانه الشياطين, بدت عليهم علامات التقدير والتعجب في آن واحد. فقلت لهم, لا ضرورة للعجب, فنحن اليساريون, ننطلق من قاعدة معرفية تستند الى نظرية ثورية في تفسير الواقع والعمل على تغييره.
وما دام الشيء بالشيء يذكر, وبمناسبة اشعال البصرة لشرارة الانتفاضة الشعبية الراهنة, اود ان انوه, بإن اليسار العراقي ينطلق, من قاعدة معرفية في رسم سياساته و تقرير مواقفه, هي إن الشعوب لا بد في لحظة ما أن تنفجر في وجه الأنظمة المتسلطة والأنظمة التي سارت في طريق الليبرالية المتوحشة. التي صارت نتائجها الكارثية واضحة مثل التجويع والفقر والبطالة وانعدام الحريات وفقدان السيادة الوطنية ، فكان أمراً متوقعاً لنا, أن تتفجر ثورات الشعوب العربية.
وقبل انفجار الثورات والحركات الشعبية في عدد من البلدان العربية, كنا بالمصادفة على بعض الفضائيات في لقاءات ومن ضمنها فضائية الديمقراطية في لندن.
وشاركت بصفتي الناطق الرسمي باسم التيار اليساري الوطني العراقي من بيروت في هذا اللقاء. وعندما طرحنا موضوعة, إن الشعوب العربية في طريقها إلى الانتفاض, فإن ممثلي الطبقة الطفيلية الفاسدة الحاكمة في العراق الحاضرون في هذا اللقاء, استغربوا هذا الايمان بحتمية اندلاع الثورات الشعبية, فبالنسبة لهم, حالهم حال الدكتاتوريات العربية الفاسدة, أنه أمر عجيب إمكانية انفجار غضب الشعوب, وهم بحالة اطمئنان نتيجة فهمهم القاصر لفترة الانتظار أو ما تسمى فترة السبات ما قبل الانفجار الثوري.
وما أن بدأت الانفجارات والانتفاضات الشعبية العربية, أجري لقاء آخر على نفس الفضائية, بدون حضورنا لكن مقدم البرنامج, أشار إلى أن اليسار العراقي من الفصائل اليسارية والشيوعية القليلة, التي أشرت بوضوح إلى إمكانية الانتفاضات الشعبية العربية ,وآمنت ايمانا عميقا من أن الشعوب لا بد أن تثور ضد الأنظمة الاستبدادية القائمة والأنظمة التابعة للإمبريالية العالمية.
اليوم, انفجرت الانتفاضة الشعبية بعفوية من البصرة، وجاء تصدي اجهزة الأمن لها بالرصاص واستشهاد الشاب منتظر, ليحرك الجماهير الشعبية في جميع مدن الوسط والجنوب, واعطت مشاركة الشباب الواسعة دفعة قوية للانتفاضة. وعفوية التحرك الشعبي تدلل على مدى انسحاق المواطنين. وإذا كان شعار المطالبة بالكهرباء قد طغى على التحرك لحظة انطلاقته، فسرعان مع تصاعدت المطاليب من المطالبة بإسقاط برلمان النهب حتى الدعوة الى اسقاط النظام الفاسد برمته ومعاقبة رموزه.
كما فندت الجماهير المنتفضة الاطروحة الاستسلامية التي روج لها الانتهازيون وصدقها الفاسدون, القائلة بأن ربع قرن من حكم المقبور صدام وحزبه الفاشي وما تعرض له الشعب خلال ذلك من دمار الحروب وإذلال الحصار والقهر السلطوي قد اوصل العراقيين الى القبول بكل مساوئ نظام 9 نيسان 2003. بل وسوف لن يتحرك بوجه هذا النظام رغم الاحتلال والتبعية والقتل والنهب والفساد, بل وبرهنت الجماهير الشعبية بانها على درجة من وعي اهدافها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الى المستوى الذي تجاوزت فيه تلك القوى الانتهازية وحشرتها في زاوية الطبقة الحاكمة الفاسدة كعدو للشعب.
وفي مجرى التظاهرات المتصاعدة حتما باتجاه الانتفاضة والثورة الشعبية, لا بد من ان نرسل البرقيات التالية لمن يهمه الأمر :
1-لا يحق لمن في السلطة أن يتعاطف مع المتظاهرين. ..لأنه ببساطة يقف في قفص الاتهام حتى إثبات براءته .
2-احزاب وشخصيات مجلس بريمير والحكومات اللاحقة بما فيها حكومة العبادي هم من سرق أموال الشعب وعليهم مواجهة عقاب الشعب كل حسب مستوى جريمته.
3-ليس كل من يشارك في التظاهرات يحق له التحدث باسم المتظاهرين، ولكن من حقه ان يتكلم باسمه شخصيا أو المجموعة التي يعمل ضمنها.
4-من لا يفهم الرابط بين الموقف الرافض لدور امريكا في العراق والكوارث التي يعانيها الشعب. سوف يكون خارج الحركة الاحتجاجية تلقائيا.
5-من يأمل بتوقف التظاهرات دون تحولها إلى انتفاضة شعبية كذلك الذي يأمل بتوقف الطائرة في السماء بعد اقلاعها .
6-من السذاجة أن يأمل أي معمم بقدرته على التأثير على التظاهرات أو استخدام الدين في مواجهة المتظاهر الجائع .
7-سيعمد الامريكي عند انتقال التظاهرات إلى مرحلة الانتفاضة التي تهدد النظام الفاسد. يعمد الى استبدال هذه الدمى خصوصا الإسلامية بدمى الخط الثاني الاحتياطي العميل من تجار الليبرالية .
8-من المستحيل على فلول البعث اختراق التظاهرات والتأثير عليها، كما أن أي اتهام للمتظاهرين بالبعثية سيصعد من غضب الجماهير لشعورها بأن السارق يعتدى على نزاهتها وكرامتها الوطنية.