سخط في الشارع الفلسطيني بعد سحب طلب التصويت لطرد «إسرائيل» من الفيفا
كان المشهد في الضفة الغربية يوحي بأن فلسطين بأكملها كانت مرابطة أمام شاشات التلفزيون بانتظار لحظة طرح التصويت على مشروع القرار الفلسطيني المقدم للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لطرد إسرائيل من عضويتها بسبب الانتهاكات المستمرة بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين. وكذلك كما في انتظار نتائج وفرص نجاح الأمير الأردني علي بن الحسين في مواجهة الرئيس الحالي للفيفا جوزيف سيب بلاتر.
وصدم الفلسطينيون وهم يستمعون على الهواء مباشرة إعلان اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سحب طلب طرد إسرائيل من الفيفا، بدون إيضاح الأسباب. وقال الرجوب الذي كان يتحدث وهو يحمل البطاقة الحمراء: «قررت سحب اقتراح الايقاف لكن ذلك لا يعني توقفي عن المقاومة».
يأتي هذا القرار بعد أكثر من مؤتمر صحافي عقده الرجوب في فلسطين وخارجها أكد خلالها أن لا تراجع عن التصويت. وهو الأمر الذي لاقى ترحيباً فلسطينياً منقطع النظير وتعاطفاً دولياً في شتى أنحاء العالم حتى بات الفلسطينيون ينتظرون يوم التصويت بفارغ الصبر حتى يشعروا بالانتصار على إسرائيل ولو مرة واحدة.
وقال الرجوب من على منصة المؤتمر الذي ينعقد في مدينة زيوريخ السويسرية: «أعلن سحب طلب تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا بعد اتصالات كثيرة خاصة خلال الساعات الأخيرة شملت شخصيات من الدول العربية والإفريقية والأوروبية» طالبته بسحب طلب الاتحاد الفلسطيني للتصويت على تجميد عضوية الاتحاد الإسرائيلي.
وسُربت معلومات على لسان اللواء الرجوب عن أنه كان يتلقى تهديدات يومية بسبب الطلب الفلسطيني الذي قُدم للفيفا، بينما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس دولة الاحتلال عن خطر استراتيجي يواجه إسرائيل بسبب الطلب وازدياد المقاطعة، وهدد الاتحاد الدولي لكرة القدم برمته.
وما زاد الطين بِلة هو المصافحة التي تمت على الهواء مباشرة أيضاً بين اللواء الرجوب ورئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بعد سحب الطلب.
إلى ذلك صادق كونغرس الفيفا بالاجماع على تشكيل لجنة لمراقبة سلوكيات إسرائيل في ما يتعلق بثلاث قضايا رئيسية وهي: العنصرية، وحرية الحركة للاعبين الفلسطينيين، وأندية المستوطنات غير الشرعية التي تلعب في الدوري الإسرائيلي لكرة القدم.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي«تويتر» كتب المدون الفلسطيني المعروف محمد أبو علان تدوينة تقول «رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني خذل شعبا بأكمله بينما هاجم رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة ما جرى بالقول: «الوفد الفلسطيني يسحب طلب طرد إسرائيل من الفيفا». وأكمل يقول: «لازم اعتذرنا على المحاولة كمان».
وكتب أحد المتابعين معلقاً على سحب الطلب الفلسطيني: «يا ترى شو الصفقة اللي صارت وكانت وراء سحب الطلب الفلسطيني لطرد إسرائيل من الفيفا؟.. وليش لآخر لحظة عم نحكي بدنا تصويت ولا تراجع رغم كل الدعم الدولي لطلبنا فجأة بتصير القصة «كِش ملك»؟
ورغم أن هناك في الشارع الفلسطيني من اعتبر أن ما حققته فلسطين من خلال لجنة الكونغرس وتحسين ظروف الرياضة الفلسطينية ورضوخ إسرائيل لبعض المطالب الفلسطينية أمر إيجابي جداً ويجب البناء عليه، إلا أن هناك قسما آخر يجد أن ما جرى هو رضوخ لمقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان صاحب هذا الاقتراح «تشكيل اللجنة» خلال زيارة بلاتر الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية.
وتبقى القضية بالنسبة للفلسطينيين أنهم يعيشون حُلماً في كل مرة لكنهم يستيقظون منه بكابوس وضربة موجعة أخرى بالتراجع في اللحظات الأخيرة. وهو ما جرى مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وقيل أنه جاء بضغط عربي ودولي كبير جداً.
المصدر: القدس العربي