لعلّ المقولة المتداولة في الوسط السينمائي اللبناني منذ أعوام قليلة لا تزال صالحة وحيوية: هناك مخرجون لبنانيون شباب يصنعون أفلاماً يُمكن اعتبارها بمثابة إضافة نوعية إلى البناء الإبداعي السليم. مقولة مُترجمة بأفعال حيّة، أي بأفلام تستحقّ المُشاهدة الدقيقة أولاً، لكنها تستحقّ نقاشاً مفتوحاّ على الاحتمالات كلّها ثانياً. الفعل العمليّ واضحٌ بفضل مزاياه الجمالية: مواضيع حسّاسة ومهمّة ودقيقة. معالجات سينمائية تضع الصورة ولغتها في واجهة العمل، من دون التخلّي عن القراءة الدرامية للمواد المختارة. محاولات جدّية لصنّاع الفيلم الوثائقي بهدف بلورة خطابه الجمالي والسينمائي، وتحريره من تقنية الريبورتاج التلفزيوني والنضالي الجماعي.