القدس تصوّب الصراع
بعد أن أتمت الحركة الصهيونية التطهير العرقي في فلسطين، كان على قادتها أن يخفوا سريعً أدوات الجريمة، ليس خوفاً من العقاب وإنما تمهيداً للتحوّل إلى دولة. خلعوا لباس قطاع الطرق وقفازات اللصوص، ولبسوا البدلة وربطة العنق. حلوا وفككوا مجموعات القتل كـ»البلماخ» و»الهاجاناه» ودمجوها في «جيش»، واستبدلوا ألقابها القديمة بمسميات جديدة: رئيس ورئيس وزراء ووزير. أي استحضروا كل ما يلزم لتحويلها من مجموعة عصابات إلى دولة تنتمي للعصر الحديث، وهو التحول الذي نال اعتراف الأقوياء في العالم، وبناء عليه بدأ استقبالها في مشارق الأرض ومغاربها بعزف «السلام الوطني» والسير على البساط الأحمر.