رحل نبيل الهلالي. إذن دهت مصر دهياءُ، حسب تعبير الأخطل الصغير فيما أذكر في رثاء سعد زغلول. مات نبيل، وأنطوي عَلَمُُ. دمع غزير. ونقطة ثقيلة ومن أول السطر..
والسطر طويل، ممتد من " أسيوط " في صعيد مصر إلي القاهرة. وأسيوط مدينته – مدينتي. عند مدخلها من الجنوب، وبعد مبني مديرية الأمن التي شهدت أحداثاً دامية بعد اغتيال الرئيس السادات في أكتوبر- تشرين الأول 1981، عند هذا المدخل يطالعك واحد من أكبر شوارع المدينة: شارع الهلالي. كنت فيه قبل أسابيع معدودة. ومن قبل رأيت القصر، قصر الباشا، الهلالي، والد نبيل، وآخر رئيس وزراء لمصر عشية ثورة يوليو التي هبت مع قيامها رياح التغيير على مصر، على القاهرة وأسيوط، وعلى قريتي التي تبعد 20 كيلو مترا جنوبا من المدينة. وما بين القرية والمدينة، وما بين المدرسة والكتاب وقراءة المصحف وفك الخط في دنيا السياسة، سمعت اسمه: أحمد نبيل الهلالي. حيث لقيته بعد ذلك بزمن غير قصير بدا لي أني أعرفه منذ زمن طويل ..