عرض العناصر حسب علامة : أدب الرواية

«في الأدغال الفرنسية» لستيفنسون: الموت والإنسانية رفيقا درب

في ذلك الوقت المبكر، لم يكن الكاتب الإنكليزي روبرت لويس ستيفنسون قد أصبح بعد ذلك المؤلف المرموق الذي يتدافع القراء الى الإقبال على رواياته ومسرحياته وقصصه القصيرة. كان لا يزال بعد شاباً واعداً في الخامسة والعشرين من عمره ترك منذ فترة دراسة الهندسة ليدرس الحقوق، ثم ترك بعد ذلك الحقوق ليتفرغ الى المغامرات والكتابة.

عن الكسر والهشاشة الإنسانيين

كان نِزار شاباً فصاميّاً عمره ثلاثة وعشرون عاماً. صار يتردّد على عيادتي بعد أن دخل مكتبي مرّة على سبيل الخطأ. صرتُ أتابعُه بشكل مُنتظم منذ تلك الحادثة، وقد نشأت بيننا علاقة علاجيّة متينة. لمّا عرفته، كان في حالة انطواء شديد، لكن الصّدفة التي شاءت أن تكون إحدى روايات سليم بركات مرميّة على مكتبي في ذلك اليوم، هي التي جعلته يخرج من عزلته الفصاميّة ويتعلق بي.

«الاعترافات المزيفة» لماريفو: حقيقة المجتمع من خلال مسرحه

من يحب أن يعرف شيئاً عن الذهنية الاجتماعية العامة، وبشكل أخص ذهنية الطبقات العليا في المجتمع الفرنسي عشية الثورة في القرن الثامن عشر، قد يكون من الأفضل له أن يقرأ أو يشاهد مسرحيات كاتب يبدو للوهلة الأولى، غير ذي علاقة بتلك الثورة، لا من بعيد ولا من قريب.

«مارسيل بروست» . . إضاءة من الداخل

(هل سيتسنى لي الوقت كي أنجز مؤلفي. لا أريد أن يمتلئ قبري، قبل أن أبني عمارتي) هذه العبارة القلقة، التي قالها يوماً الأديب الفرنسي مارسيل بروست، تختزل مخاوفه التي لم تفارقه طوال حياته، فوسيلته الوحيدة للقضاء على الزمن المدمر هي الكتابة، فاعتزل العالم ليكرس حاله لإنتاجه، ويقضي ما تبقى له من عمر مع ذكرياته ينسج منها مادة رائعته الضخمة، التي هي رواية الرواية: «البحث عن الزمن الضائع» حيث عانى من صعوبات المسلك الوعر الذي اخترقه، والصراع المرير الذي خاضه حتى تمكّن أخيراً من صوغها، والعثور لحياته الفائتة على معنى. 

ياسر عبدالحافظ يتماهى في صورة ابن المقفع

بماذا كان يفكر ياسر عبدالحافظ عند اختياره عنوان روايته الثانية «كتاب الأمان» (دار التنوير، 2013)؟ هل طالعه كتاب ابن المقفع الذي يحمل العنوان نفسه، وكان ميثاقاً بين المنصور وعمه؟ ربما نعم، وربما لا. لكنّ الأمر لا يمنع أن تلوح استنتاجات ما كتبه ابن المقفع - في شكل مجازي - في خلفية قراءة رواية «كتاب الأمان». فقد كان سفيان بن معاوية يبيّت لابن المقفع الحقد، فطلبه، ولما حضر قيّده وأخذ يقطعه عضواً تلو الآخر ويرمي به في التنور ويكرهه على أكل جسده مشوياً حتى مات، وبالطبع لم يلتزم المنصور بالعهد الذي حمله كتاب الأمان. الحق أن الأمر ليس بهذه السهولة، والرواية فيها من التعقيد والجدل الفلسفي الذي يكشف عن طبقات متعددة في الدلالة، ما لا يسمح بممارسة الإحالة النقدية على أي عمل.

محمد دكروب: أغمض عينيه على الحكاية...«المثقف العضوي»

لم يبذل محمد دكروب جهداً كي يكون مع الشعب، فهو ابن الشعب في كل ما فعل وقال وقرأ وكتب. ابن الشعب بحرَفيّته في التعاطي مع الكتابة والتفكير، في تعامله مع الشأن الابداعي، وجمعه بين السياسي والثقافي بعيداً من الجدانوفيّة. بعقلانيّته، وقدرته على الانفتاح والنقد والحوار. ابن الشعب في اجتهاده وبحثه الدائمين، هو الماركسي العارف أن المطلق نسبيّ بامتياز. ابن الشعب بستراته الداكنة البسيطة، بنظارتيه السميكتين لكثرة ما حاول أن يفهم العالم من أجل تغييره، بوعيه الجدلي وقدرته على الاصغاء المهذّب، والسجال الهادئ، واحترام الاختلاف.

«الأبيض المسكين» لأندرسون: الطبقة العاملة والحلم الأميركي

في واحد من أشهر أفلامه وأجملها، فيلم «الأزمنة الحديثة» جعلنا تشارلي شابلن ننظر إلى وضع بؤساء الطبقة العاملة، وإلى الاستلاب الناجم عن العمل مع الآلات الحديثة ومختلف ضروب التجديدات التقنية التي تصل إلى عمق التدخل في الحياة الخاصة للعامل، وذلك من وجهة نظر هذا الأخير. فإذا استثير تعاطفنا معه، فما هذا إلا لأننا نرى ما يعانيه منقولاً على الشاشة أمامنا، ومن ثم نشعر بمقدار كبير من التماهي معه.

«عمّو تشيخوف» ليس بخير

يقدم إيلي لحود تحية إلى أنطون تشيخوف، لكنه لا يقترح قراءة جديدة ومبتكرة لنص المعلم الروسي الكبير. «كيف حالك عمو تشيخوف» الذي يقدَّم على خشبة «دوار الشمس»، أسيرُ رؤية إخراجية ضعيفة وأداء تمثيلي متكلّف.