النصّ المكتوب هو وسيلة تحوي على رموز متفق عليها من أجل تسهيل التواصل بين البشر. بدأت الكتابة في سومر قبل أكثر من أربعة آلاف عام مضت، والملحمة السومريّة جلجامش هي مثال مذهل على ما يمكن للرموز المدونة أن تصنع. اعتبر السومريون الكتابة هبة من الإله إنليل، كما سيدّعي البابليون لاحقاً بأنّها هبة من إلههم نابو. يبدو بأنّ النصوص قد نشأت كوسيلة لحمل اللغة المنطوقة عبر المسافات الطويلة، من أجل مقتضيات التجارة. فمع نموّ المدن في بلاد الرافدين وتحقيقها للفوائض، وازدياد عدد السكان وتطورهم، باتت هناك حاجة للمزيد من البضائع التي لم يعد من يمكن الحصول عليها محليّاً. وعليه فقد أصبحت التجارة طويلة المدى وسيلة للحصول على الضروريات أو الكماليات (مثل الأحجار النفيسة الملونة التي كانت تستخدم للزينة)، واشتغل على ذلك بها سكانٌ من جميع مدن بلاد الرافدين المزدهرة. ومع الوقت، تطوّر الشيء الذي كان في بادئ الأمر مجرّد لوائح بالبضائع، ليصبح وسيلة أكثر تعقيداً لنقل الأفكار والمشاعر. شكّل هذا مع الوقت النصّ الذي حمل الثقافة والأدب. يقول المؤرّخ ول ديورانت: