تعديل ميزان القوى أم محاولة تثبيته
يبدو جلياً أن التوازن الدولي الجديد بانعكاساته الإقليمية والسورية بات يلزم معسكر واشنطن وأتباعها ليس بالبحث عن تعديله لصالحها- بحكم إدراكها لاستحالة هذه المهمة في ظل الهجوم المعاكس من الكتل المناوئة- بل باتت تكتفي بمحاولات تثبيته توجساً من وتيرة أسرع في تراجعها.
وإذا كان ذلك يتجلى دولياً اليوم مثلاً في محاولة واشنطن احتواء التقدم الروسي في أوكرانيا والقرم وتفاعلات ردود الفعل الروسية على العقوبات الغربية التي ترسم ملامح نظام مالي عالمي جديد، فإنه يتجلى محلياً في الحديث الأمريكي المتجدد عن تسليح الجماعات المسلحة والتكفيرية في سورية في إطار تثبيت ميزان القوى القائم وسط فهمها لصعوبة عكس اتجاهه باعتباره بالعمق امتداداً لذاك التوازن الدولي، وذلك بانتظار محاولة تمكنها من ترجمة ذلك على طاولة جنيف التي ستضطر للعودة إليها، ليس حباً بإنهاء معاناة الشعب السوري بالطبع، وإنما انسجاماً مع وعيها أن ما قد يمكن لها تحقيقه اليوم من أهداف سياسية في سورية سيكون أفضل مما يمكن أن تحصله غداً في ضوء تراجعها المستمر وصعود تبلور الوزن المكافئ دولياً وانتقاله للهجوم المضاد.