سلاح الحل يُشهر في كوريا

سلاح الحل يُشهر في كوريا

تكثر التحركات الدبلوماسية فيما يخص الملف النووي لكوريا الديمقراطية، تحديداً من الجانبين الروسي والصيني، بمقابل تحركات أمريكية لا تخرج عن النمط المعهود من التهديد بالخيار العسكري ضد البلاد...

لا تقتصر هذه الحالة المتوترة التي تشهدها منطقة شرق آسيا بمخاطرها على شبه الجزيرة الكورية فقط، بقدر ما يمكن أن تحمله للصين وباقي دول الشرق الآسيوي، وبالتالي، فإن حساسية المنطقة هناك استعادت التأهب السياسي من الجانبين الروسي والصيني المتفقين بالمضمون على سبل حل الأزمة الكورية، في وجه المواقف الأمريكية الرامية إلى إدامة حالة التوتر على حدود الخصمين.
مبادرة روسية- ترحيب صيني
في إطار الجهود الرامية إلى إبعاد شبح الحرب عن شبه الجزيرة الكورية، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، إيغور مورغولوف، الثلاثاء الماضي 27/حزيران، أن بلاده أعدت «خارطة طريق»، لحل «مشكلة كوريا الشمالية»، وأن موسكو مستعدة لبحثها مع الشركاء، وأوضح مورغولوف أن خارطة الطريق التي أعدتها بلاده تتضمن خطة لدفع الأطراف للحوار دون شروط مسبقة.
وقال مورغولوف: إن بلاده اقترحت التحرك في هذا الاتجاه دون شروط مسبقة، بالتدريج، ومن السهل إلى الصعب، بدءاً بالأشياء البدهية، كإظهار الانضباط المتبادل وعدم استفزازات البعض للبعض، وبدء المفاوضات حول المبادئ العامة للعلاقات المتبادلة مثل عدم الاعتداء وعدم استخدام القوة والتهديد بها.
وأكد نائب وزير الخارجية: أن موسكو بتقديمها هذه المبادرة فإنها «تتصرف بالتنسيق مع الشركاء الصينيين، الذين يشعرون بالقلق بسبب ما يحدث في شبه الجزيرة الكورية».
المبادرة الروسية سرعان ما لاقت الترحيب الصيني، عبر وزارة خارجيتها التي أعرب الناطق باسمها لو كانغ، عن استعداد بلاده لدعم جميع الجهود الرامية للتسوية في شبه الجزيرة الكورية، ولاسيما خارطة الطريق الروسية.
وقال لو كانغ: «نرحب بأي مقترح بنّاء يهدف إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، ونعرب عن دعمنا لسائر الجهود الرامية إلى الحفاظ على دعم السلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، ونحن منفتحون على المقترحات التي تقدم بها الجانب الروسي».
حوار بكين- واشنطن
ضمن الحوارات التي تقيمها بكين وواشنطن فيما يخص الوضع في شبه الجزيرة الكورية، يبدو واضحاً الميل الأمريكي إلى الضغط على بكين اتجاه تنشيط منطق «العقاب» بحق بيونغ يانغ، لثنيها عن برنامجها النووي، ذلك من بوابة التعاملات الصينية مع الشركات الكورية الخاضعة للعقوبات الأمريكية.
في هذا الوقت، تُصّر الصين على طرحها القائل بتبني «نهج من مسار مزدوج»، لدفع نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وإقامة آلية سلام بالتوازي مع ذلك، وتحقيق «تعليق مقابل التعليق»، لنزع فتيل الأزمة التي تلوح في الأفق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
817