ف . ضاهر ف . ضاهر

هل المراكز القيادية طابو لا يمكن تغيير شاغلها؟!

ظاهرة مزمنة يعيشها الشيوعيون السوريون منذ زمن طويل وكأنها أصبحت عادة متأصلة في كيان الحزب، تطورت لتصبح مرضا أثَّر على الحزب في أن يسير هادئا مترهلا رغم العواصف العنيفة التي تحيط به من كل جانب ورغم الأعاصير الصاخبة التي تعصف بسفينته ,هذه الظاهرة مصطنعة أفرزتها ذاتية بعض القيادات بتمسكها بالمركز القيادي وأغلب هذه القيادات هي من الكادارات  القديمة ومن كبار السن وشيوخ الحزب .

ان استمرار القيادات القديمة في احتلال المراكز الأولى في الحزب والمناصب الأخرى حال دون مواكبة التطور والتجدد واستشراف آفاق المستقبل المتطور ورؤيته بوضوح رغم أدوارهم الايجابية نسبيا و سيكنون معيقين وسيضعون عوائق أمام الجديد حتى ولو أعلنوا هم أنفسهم بأنهم مع الجديد المتطور وضد القديم المترهل الذي فات آوانه.

إن كثيراً من الأحزاب في الفترات الأخيرة أجرت تغييرات واسعة في قياداتها وأعفي عدد من المسنين ذوي التاريخ الحافل والشامخ من مراكزهم الحزبية والحكومية واستبتدلهم على مبدأ التواصل والتجديد بين القديم والجديد وعلى أساس انتخابات ديمقراطية برفاق قادة شباب لهم أيضا تاريخهم الحزبي والنضالي ووثقت في دساتيرها فترة إشغال المناصب الحزبية والإدارية آخذة بعين الاعتبار دون تكرار هذه الظاهرة المرضية التي أثرت على عمل الحزب وتطوره.

ان القادة عندما يكبرون ويقضون فترات طويلة في مواقع المسؤولية لن يعودوا مسؤولين عن بقائهم واستمرارهم في مناصبهم ولن يعودوا مسؤولين عن أعمالهم ايضا، وإنما هي مسؤولية الحزب وأعضاء الحزب ودساتير الحزب التي تعطيهم السند الذي يستندون عليه باستمرارهم في مناصبهم، ولذلك يجب العمل من أجل ايجاد ثوابت وقوانين تحد من استمرار هذه الظاهرة والعمل على التجديد في قوام القادة الحزبيين على كافة المستويات والعمل على حل التناقض بين دور القديم والجديد في العمل السياسي والنضال الحزبي بإيجاد مراكز قيادية شرفية ترضي نفسيات هؤلاء القادة من ذوي التاريخ الحزبي وايجاد هيئات استشارية ومراكز تحتوي كل القادة الكبار كل في مجال عمله واختصاصه وبهذا يمكن أن يتحول الحزب الى ورشات عمل تنشط فيها الكادرات الجديدة والقديمة …الشباب والشيوخ.فالمراكز القيادية ليست طابو لا يمكن تغيير شاغلها وإنما هي مراكز ينبغي أن يحتلها الجدير بها من الرفاق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
176