بيان سكرتارية مجلس الأحزاب الشيوعية من يزرع الريح يحصد العاصفة

مرة جديدة قرر النظام البرجوازي ـ الكومبرادوري التخلص من أفكار الشيوعية ـ البلشفية، ونبش الماضي العظيم لبلاد السوفييت وروسيا على وجه الخصوص. وقد تحولت الذكرى الثمانون لوفاة فلاديمير إيليتش لينين إلى حجة بأيدي النظام لتنفيذ مخططاته.

نلاحظ أنه في المحاولة الجديدة لتسويد تاريخ الدولة عبر الافتراءات والكذب والمغالطات المبنية على الحقد  الطبقي، لم توكل هذه المهمة القذرة إلى شخصيات من الصف الأول في الدولة الحالية، بل أوكلت إلى الأوباش والموالين والمنتفعين الذين أشبعتهم الطغمة الحاكمة أكثر من اللازم أمثال بعض الصحفيين وممن يطلقون على أنفسهم «معلمو الثقافة الجديدة»، وبعض المرتدين الذين يجري استخدامهم لفترة معينة، ثم لا يأسف النظام على رميهم لاحقاً كسقط المتاع.

لم يستطع منظمو حملة الافتراءات الشائنة اختراع أية تهم جديدة لم يسبق طرحها ضد الشيوعية والبلشفية ـ لأن ذلك غير ممكن أصلاً ـ بل يحاول غلاة المعادين للشيوعية ـ عبر وسائل الإعلام الجماهيري ـ  التركيز أكثر من أي وقت مضى على اتهام لينين بالخيانة الوطنية والتعسف الزائد وحتى استلام الأموال من رئاسة الأركان الألمانية، بهدف الوصول إلى تغيير قناعات المجتمع والقبول «بفكرة» إخراجه من الضريح وإعادة دفنه على الطريقة الدينية.

بحسب نهج المعادين والمرتدين سيكون من الغباء عدم إثارة موضوعة «الاضطهاد» عشية الذكرى 125 لميلاد ستالين. ووفق وجهة نظر البرجوازية لابد بالتوازي مع ذلك متابعة الهجوم على كارل ماركس والزعم بأن نظريته طوباوية مضرة، ولم تحقق ذاتها في التطبيق العملي إلى آخر ما هنالك من الافتراءات الأخرى..

ليس هناك ضرورة لدحض كل هذا الهراء، حيث سبق للباحثين الموضوعيين بمن فيهم الذين لا يمكن اتهامهم بالانحياز للماركسية أن درسوا سيرورة التاريخ وأعطوا رأيهم الحاسم بهذه المسائل. كما أن الجماهير العالمية الواسعة قد أعطت جواباً عبر «الأنترنت» منذ أربع سنوات، حيث اعتبرت كارل ماركس رجل الألفية الثانية ولينين رجل القرن العشرين.

من الواضح أن القادة الحاليين لروسيا ليس لهم نصيب في مقارعة العظماء، فبقدر ما تكون المواصفات الشخصية القيادية محدودة، بقدر ما يعلو صوت صاحبها ويكبر طموحه للإعلان عن نفسه وإثبات جدارته. ومن هنا لايمكن للأقزام السياسيين أن يصلوا إلى مرتبة الجبابرة، لكن الأقزام ـ أمثال القادة الحاليين لروسيا ـ عاجلاً أم آجلاً لابد أن يتحملوا مسؤولية ما اقترفوه من جرائم بحق شعوبهم.

إن الذين يتهمون لينين وستالين بالعنف، قد تسببوا خلال 12 عاماً من «الإصلاحات» المعادية للشعب، بجلب الجوع لروسيا وفقدان المواد الشيء الذي أدى إلى موت ما لا يقل عن عشرة ملايين إنسان وهذه هي المذابح بعينها. لكن النظام يفضل السكوت على أعماله المشينة هذه. ففي كانون الثاني الماضي تجمد ليس أقل من أربعين ألفاً من الروس بالعواصف الثلجية في منطقة سخالين، لكن الرئيس تجاهل ذلك، وصمت على الموت الجماعي للأطفال في منطقة سفيردلوفسك بسبب ندرة وفقدان غذاء الأطفال. ومنذ وقت قريب جداً مات بشكل مفجع أربعة توائم في منطقة كورسك نتيجة عدم وجود الأدوية في المشفى وهنا أيضاً صمت الرئيس بوتين على ذلك لكنه خرج عن صمته نتيجة انتشار الوباء الرئوي في منطقة ماغادان خشية الفضيحة.

فمن أجل ذكرى معركة «فولغوغراد» التاريخية لابد من معاقبة ذلك المسؤول الكبير في الدولة وتقديمه للمحاكمة جراء ما تفوه به من ازدراء للتاريخ ومآثر الآباء والأجداد. وهنا يحق السؤال: أمام هذه الأفعال المشينة من سيدافع عن هذا النظام السافل؟

في فترة الاحتفالات بالذكرى الستين لفك حصار لينينغراد، وجه أحد قدماء المحاربين كلامه للرئيس بوتين قائلاً: «أعيدوا لنا الضمان الصحي في العهد السوفييتي»، بالطبع لاذ الرئيس بالصمت، وفي أول اجتماع للحكومة في هذا العام قررت الحكومة جعل النظام الصحي مدفوع الأجر كلياً.

ومن هنا لا فائدة من التوسل إلى الرئيس وطغمته، بل يجب الطلب بشكل حاسم وتحميله مسؤولية الآثار التدميرية لسياسته الهدامة والتي يخدم فيها مصالح حفنة من البرجوازيين. لاشك أن الوقت الذي سيحين فيه حساب الرئيس ليس ببعيد. فالاعتداءات والافتراءات التي تروج لها مجموعة ياكوفليف وبوزنيروسكي وغيرهم من الخونة والمرتدين ضد عملاق القرن العشرين فلاديمير إيليتش لينين لن تحط من قدره وعظمة خدماته أمام الإنسانية وتضحياته التي قدمها للشغيلة وإنسان العمل. لكن خطورة هذه الأعمال الاستفزازية أنها تؤسس للمواجهة داخل المجتمع وتدفع به نحو الحرب الأهلية.

نحن الشيوعيين وجميع الوطنيين لن نسمح بإهانة لينين وسنلجأ إلى استخدام كل الوسائل للدفاع عنه وعدم المساس بضريحه، وجميع الأماكن المقدسة في الساحة الحمراء وجدار الكرملين المرتبطة بأسماء الناس العظماء والمناضلين من أجل شرف وحرية وعظمة وطننا!

نحذر، بأنه في حال تكرار الهجمات المشينة، سننادي جميع الناس السوفييت للرد بالأشكال المناسبة.. فمن يزرع الريح يحصد العاصفة!

  28/1/2004

 

الحزب الشيوعي السوفييتي