تحسين ظروف الحياة.. توفير  شروط المقاومة

العديد من الآراء المطروحة ينطلق من وجهة نظر الحكومة فيما تقدمه من حلول، وماتتخذه من قرارات، وفي معظمها لايعبر عن المصالح الحقيقية للطبقات الشعبية، بل بالعكس فتلك القرارات والتوجهات قد زادت من معاناة الفقراء، وحسنت من غنى الأغنياء.

إن رجل الشارع العادي الذي لايمتلك المعرفة الأكاديمية فيما يخص الوضع الاقتصادي، لديه حس عال بمدى تأثير الضغوط الأمريكية السياسية والاقتصادية، وأيضاً بجملة الإجراءات الحكومية التي تقوم بها كل يوم ومنها تحرير الأسعار وفلتانها رغم الوعود الحكومية الكثيرة بضبط الأسعار، ولكن الذي جرى أنها ضبطت نفسها تجاه التجار، السماسرة ليتلاعبوا بقوت الشعب وحاجاته، وبالتالي يتساءل المواطن: كيف تستقيم مقاومة الضغوط الأمريكية داخلياً وخارجياً مع الإجراءات العديدة التي تقوم بها الحكومة وأهمها تحرير الأسعار وبالتالي فلتانها.

- البدء بتسريح العمال من خلال التعميم الذي أصدرته رئاسة الوزراء بالرقم (7348) تحت دعوى محاربة الفساد، وهل محاربة الفساد تكون فقط من الأسفل دون أن تصيب الأعلى؟!

- ترك الشركات والمعامل على حالها دون تقديم حلول عملية تمكنها من النهوض مرة أخرى بدروها في تحصين الاقتصاد الوطني، وعوضاً عن ذلك فإن الاتجاه الوحيد الآن تشجيع الاستثمارات ونحن نرى الفرح إلى درجة الرقص للخبر الذي  زفه إلينا مدير مكتب الاستثمار أن هناك مستثمر سوري سيقوم باستثمار 15 مليار ل.س في مشروع سياحي عقاري.

- الدعوات العديدة لعدم زيادة الأجور إلا من خلال زيادة الإنتاج حيث يعيدنا هذا إلى السؤال التاريخي: البيضة قبل الدجاجة أم الدجاجة قبل البيضة؟!

- التهرب الضريبي الذي قدرته مصادر حكومية

بـ (200 مليار ل.س)!

- القرارات المتخذة لضرب الصناعة الوطنية من خلال تطبيق الاتفاقيات المختلفة دون أن تكون هناك حماية للمنتج الوطني، وآخرها السماح باستيراد الألبسة الجاهزة والمنتجات الجلدية وغيرها، حيث سيؤدي ذلك إلى إغلاق آلاف المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وبالتالي تشريد آلاف العمال وعائلاتهم وانضمامهم إلى جيش العاطلين عن العمل.

- الدعوات الجادة التي تلقى صدى وأذاناً صاغية لدى الحكومة بضرورة رفع الدعم الحكومي الذي تقدمه لبعض المواد الضرورية لحياة الفقراء ، كالخبز والمازوت، والسكر والرز تحت دعوى أن هذا الدعم لايصل إلى أصحابه.

إن المواطن السوري لديه حس عال بالمسؤولية تجاه وطنه، ولديه الاستعداد أيضاً للمقاومة بكل أشكالها وتاريخ هذا الشعب المجيد سيذّكر كل المشككين بقدراته واستعداده للتضحية والفداء، ولكن أليس من الضروري والهام أن تؤّمن سبل المقاومة  الضرورية على الأرض خاصة وأن المقاومة ليست شعاراً معلقاً في الهواء نرفعه فقط، بل هو فعل مادي مرتبط بحياة المواطن اليومية بكل أشكالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية، تبدأ بتأمين كرامة المواطن في لقمة عيشه وفي كلمته الحرة، وتنتهي بتأمين كرامة الوطن في تعزيز وحدته الوطنية، والحفاظ على استقلاله وعزته.