الرفاق في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري

تحية رفاقية وبعد:

ناقشت رئاسة مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين باهتمام بالغ رسالتكم الموجهة إلينا بتاريخ 4/2/2008 والتي تقترحون فيها:

تشكيل لجنة لتنظيم عملية الحوار حول عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي نتفق عليها معاً والتنسيق بشأنها.

الاتفاق على تنظيم التعاون الفعلي بيننا في ميادين ملموسة، والقيام بأعمال مشتركة.

أيها الرفاق الأعزاء:

منذ توقيع ميثاق شرف الشيوعيين السوريين في 15/3/2002 كان واضحاً في نص الوثيقة، وفي سلوكنا العملي والفكري والسياسي أننا لسنا بصدد تشكيل «فصيل شيوعي جديد» على الساحة السورية كما توهم البعض، بل كان هدفنا استعادة دور الحزب الشيوعي السوري الوظيفي التاريخي في حياة البلاد، لذلك فإن مهمة إعادة الحزب إلى الجماهير تنتصب أمامنا اليوم بكل جدية ليستعيد دوره الطبيعي، وستسرع وحدة الشيوعيين السوريين على أسس مبدئية، هذه العملية الضرورية والمصيرية (ص1 من نص الميثاق).

وكان الاجتماع الوطني الأول لوحدة الشيوعيين السوريين المنعقد في 11/11/2002 قد أقر بالإجماع «نداء لوحدة جميع الشيوعيين السوريين»، وكان أبرز ما جاء فيه أنه: «في الوقت الذي تزداد فيه شراسة العولمة المتوحشة، وتشتد خطورة التحالف الإمبريالي الأمريكي الصهيوني على الشعوب قاطبة... في هذا الوقت بالذات تصبح وحدة الشيوعيين السوريين ضرورة موضوعية ملحة أكثر من أي وقت مضى، تمليها علينا المصلحة العليا لبلادنا ومبادئنا الطبقية والأممية».

ومنذ ذلك التاريخ، وعلى ضوء ذلك، توجهنا بعدة نداءات ورسائل ومبادرات ملموسة إلى جميع الشيوعيين في سورية من أجل تحقيق هدف الوحدة عبر الحوار دون استثناء أحد وعلى المستويات كافة (من القواعد إلى القيادات). وكانت إحدى أبرز مبادراتنا حول الوحدة هي ما أقره اجتماع مجلس اللجنة الوطنية بالإجماع، تحت عنوان «مبادرة على طريق وحدة الشيوعيين السوريين» تاريخ 22/6/2007، ومما جاء فيها: «مثلما كانت وحدة الشيوعيين السوريين ضرورية دائماً، فهي اليوم ضرورية ومستعجلة أيضاً، لأنها في ظل تطور الأوضاع الإقليمية المتفجرة، والأخطار التي تحيق بسورية، أصبحت أمراً ملحاً لا يقبل التأجيل، وهي عامل أساسي مكون للوحدة الوطنية التي هي سلاح جبار في مواجهة مخططات الإمبريالية الأمريكية».

وقد تضمنت تلك المبادرة اقتراحاً من خمسة بنود « حول العمل لتشكيل مجلس تشاوري مركزي يضم ممثلي الفصائل والتيارات الشيوعية، خاصة تلك التي جاءت من الحركة الشيوعية بتكوينها المعروف تاريخياً...» والمبادرة عبرت عن اعتقادنا الأكيد «أن الوفاء لقضية الوطن والشعب والطبقة العاملة يتطلب خطوات ملموسة حقيقية باتجاه وحدة الشيوعيين، ونعي تماماً أن الظروف الموضوعية تنضج بشكل متسارع لتحقيق هذه الوحدة العزيزة على قلوب كل الشيوعيين السوريين».

والتزاماً بالوصول إلى هدف الوحدة، والذي نزعم أننا قطعنا شوطاً جدياً نحو جعله واقعاً ملموساً، وافق الاجتماع الوطني السابع المنعقد في 11/1/2008 بالإجماع على خيارات الوحدة التي تضمنها تقرير مجلس اللجنة الوطنية أمام الاجتماع، وخصوصاً «إعلان استعدادنا للانخراط في أي فصيل يقبلنا جميعاً دون استثناء كأعضاء، ودون أن نطالب بأية مواقع قيادية، بل كأعضاء كاملي الحقوق والواجبات مع الاحتفاظ بحقنا بإبداء آرائنا حول مختلف القضايا، وهدفنا خلق نموذج في التوحيد لا مكان فيه للمحاصصة وتوزيع المكاسب، وهي السبب الرئيسي لفشل كل محاولات التوحيد السابقة.» وجرى تثبيت ذلك في البلاغ الصادر عن الاجتماع، ليعرف القاصي والداني أننا جادون فعلاً في العمل نحو الوحدة الحقيقية، ذلك الهدف النبيل والمتمثل في الوصول إلى حزب شيوعي سوري واحد، يستعيد دوره الوظيفي التاريخي في حياة البلاد، ويلغي الحالة الفصائلية الشاذة، ويضع حداً لأي شكل من إعادة إنتاج الأزمة في حزب الشيوعيين السوريين العتيد.

أيها الرفاق الأعزاء:

إننا جاهزون لفتح باب الحوار المباشر وتحديد أهدافه وسقفه الزمني وموافقون على تشكيل لجنة لتنظيم عملية الحوار ونرغب بأن تصل نتائج الحوار ليس فقط إلى الاتفاق «حول عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية» كما جاء في اقتراحكم، بل أيضاً الاتفاق على جميع الأسس المبدئية التي تجعل عملية توحيد الشيوعيين السوريين أمراً واقعاً لا عودة عنه، هذا ما تنتظره قواعد الشيوعيين وجميع الوطنيين في بلدنا، وهذا ما جعلنا نوجه جميع لجان المحافظات لوحدة الشيوعيين السوريين إلى متابعة الحوار وتعزيزه دون إبطاء مع جميع الشيوعيين في الفصائل الأخرى وعلى المستويات كافة، وهذا ما سيسهّل ويعزّز الحوار اللاحق.

مع التحيات الرفاقية

دمشق 10/ 2 / 2008

رئاسة مجلس اللجنة الوطنية

لوحدة الشيوعيين السوريين