وحدة الشيوعيين في أدبيات اللجنة الوطنية.. وحدة الشيوعيين السوريين ضرورية ومستعجلة وملحّة.. ولا تقبل التأجيل!
شكل ميثاق الشرف الذي وقعه عشرات الشيوعيين في آذار 2003 نقطة انعطاف حاسمة في تاريخ الشيوعيين السوريين، فقد بيّن مدى إصرار أعداد متزايدة منهم على استعادة قوة ومجد وحضور ووحدة حزبهم العظيم، الحزب الشيوعي السوري، الذي أنهكته وأوهنت قواه الانقسامات المتتالية. فمنذ 15/3/2003، تاريخ توقيع الميثاق، انطلقت جدياً عملية لم شتات الشيوعيين، ووصلت إلى ذروتها مع تشكيل إطار جامع لهم هو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين التي راحت تستقطب الشيوعيين، وتوحد إرادتهم وجهدهم للسير نحو هدفهم السامي، وهو وحدة جميع الشيوعيين السوريين في حزب واحد يؤدي دوره الوظيفي، ويستعيد ثقة الجماهير به..
وقد طرحت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في هذا الإطار عدداً من مبادرات التوحيد، التي ترافقت بعمل دؤوب لتحقيق هذا الهدف.. لا بأس من الوقوف عند بعضها، وخصوصاً في هذا الوقت الذي بدأت تعلو فيه أصوات القواعد الشيوعية على امتداد الوطن مطالبة بإنجاز عملية التوحيد..
الوحدة وطنياً وطبقياً
• ميثاق شرف الشيوعيين 15/3/2003
«...إن مهمة إعادة الحزب إلى الجماهير تنتصب أمامنا اليوم بكل جدية ليستعيد دوره الطبيعي، وستسِّرع وحدة الشيوعيين السوريين على أسس مبدئية، أسس الماركسية ـ اللينينية، هذه العملية الضرورية والمصيرية.
يجتمع الشيوعيون اليوم حول قضايا كثيرة، وهي أكثر بكثير من القضايا التي تفرقهم والتي لاتمنع بحد ذاتها وجودهم في حزب واحد. لقد علمتنا التجربة السابقة أن نتمركز على القضايا الراهنة التي لا يمكن حلها أصلاً بقوى فصيل وطني وحده، فكيف وقوانا متفرقة؟، تاركين للحياة وللنقاش أن يحلا القضايا المختلف عليها سواء أكانت حول الماضي البعيد أو المستقبل البعيد... وفي كل الأحوال، فقد برهنت التجربة العملية في القرن العشرين أن وجود الشيوعيين كفصيل مناضل من أجل تحقيق الاشتراكية هو حاجة موضوعية، ولم تستطع كل موجات القمع والتزييف والتحريف أن تلغي دورهم، ولكن إذا ألغى البعض منهم دوره تحت ضغط الظروف الطارئة، فإن الجماهير الشعبية قادرة دائماً على إيجاد حزبها الشيوعي الحقيقي.
إن مسلسل الانقسامات يجب أن ينتهي، وحتى نحدث الانعطاف المطلوب في حياة الحركة الشيوعية في سورية، فقد آن الأوان لإطلاق المبادرات متعددة الأشكال لتحقيق وحدة الشيوعيين السوريين. لقد طال انتظارنا عبثاً حتى الآن للوحدة الآتية من فوق، وهذه الوحدة المنتظرة يجب أن تبدأ عبر المبادرة لتشكيل لجان تنسيق على كل المستويات..
فلنسع جميعاً لتحقيق وحدة الشيوعيين السوريين، هذه الوحدة التي أصبحت واجباً وطنياً وطبقياً لا يعلو عليه أي واجب أخر.
إننا نتوجه لجميع الشيوعيين السوريين في مختلف مواقعهم التنظيمية، ولكل الذين ابتعدوا أو أُبعدوا، دون وجه حق، للعمل على بلورة وبناء وحدتهم بالاستناد إلى كل تراثنا الثوري الغني، ومتجاوزين كل العوائق والعراقيل التي تقف في وجه تحقيق هذه المهمة النبيلة.
• نداء لوحدة جميع الشيوعيين السوريين 18/10/2002
إذا كنا متفقين على أهمية عودة الحزب إلى الجماهير، ليلعب دوره التاريخي في القضايا الوطنية والاجتماعية والديمقراطية؛ وإذا كنا متفقين على نبذ الولاءات الشخصية وعقلية التكتل والانقسام التي أضعفت الشيوعيين.. وإذا كنا متفقين على ضرورة تكريس الديمقراطية الحزبية وتوطيدها واحترام رأي الأقلية وعدم قمعها، تحت أية حجة كانت؛ وإذا كنا متفقين أن نعمل على أساس الماركسية ـ اللينينية ضد الجمود والعدمية في الفكر.. إذا كنا متفقين كشيوعيين على كل ما سبق، فإن أحداً مهما كان موقعه لن يستطيع أن يعيق الوصول إلى وحدة الشيوعيين السوريين في حزب شيوعي واحد في البلاد، يلغي «حالة الفصائل» في الحركة الشيوعية السورية، ويدافع عن الوطن والكرامة الوطنية.
وقف الفيتو
• وجاء في الاجتماع الوطني (الأول) لوحدة الشيوعيين السوريين: .....
3. إن من يسير على طريق الوحدة يجب أن يجمع كل شيوعي يريد السير في هذا الاتجاه بغض النظر عن التقييمات والاتهامات والقرارات السابقة، التي يتبين أن جزءاً كبيراً منها أملاه مصالح الصراع التكتلية، لذلك لا يجوز أن يوضع أي فيتو على أي شيوعي.. إن منطق الفيتو لا يتماشى مع عقلية التوحيد بل يتناقض معها..
4. يؤكد الواقع اليوم أن هامش الخلاف بين الشيوعيين حول مهامهم الآنية هو في حدوده الدنيا بالمقارنة مع العقود السابقة، وبالفعل فإن الحياة قد حلت الكثير من الأمور المختلف عليها سابقاً... ولكن إذا افترضنا أننا اتفقنا على المهام الآنية ولم نصل إلى نفس الاتفاق حول القضايا الأخرى فهل يجب أن تتوقف عملية الوحدة، طبعاً لا؟ فلنتابع الحوار حول مالايتفق عليه من الأمور غير الآنية ولنترك للنقاش، للحياة، للتجربة كي تحسمها بالتدريج..
إن طريقة كهذه في التوحيد ستدفعنا للعودة إلى الجماهير.. فالتجربة أثبتت أن عمق الأزمة تتناسب طرداً مع درجة الابتعاد عن الجماهير.. إن سرعة عودتنا إلى الجماهير ستحدد أيضاً سرعة عودة الجماهير إلى الشارع. وهذا ما يجعلنا نؤكد أن العوامل التي تحدد وحدتنا اليوم وإمكانية تحقيقها هي موضوعية بالدرجة الأولى، أما درجة وعينا الذاتي فستحدد فقط سرعة تحقيقها. فهي آتية لا محالة عاجلاً أم أجلاً.
مجلس تشاوري مركزي
• مبادرة على طريق وحدة الشيوعيين السوريين 22/6/2007
...يتقدم مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بهذه المبادرة، متوجها إلى جميع الشيوعيين خارج الفصائل وداخلها، قيادات وكوادر وقواعد..
1 - يقترح مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أن يجري العمل لتشكيل مجلس تشاوري مركزي، يضم ممثلي الفصائل والتيارات الشيوعية، وخاصة تلك التي جاءت من الحركة الشيوعية بتكوينها المعروف تاريخياً، ويبدأ العمل في حال اتفاق طرفين أو أكثر، ويبقى الباب مفتوحاً أمام الآخرين..
2 - هذا المجلس التشاوري تتمثل فيه جميع الفصائل والتيارات بشكل متساوٍ، وتؤخذ قراراته بالتوافق، ويحق له ضم شخصيات شيوعية، كما يمكن أن يشكل فروعاً له في المحافظات، ويقرر في الوقت المناسب لحظة الإعلان عن نفسه واسمه الرسمي.
3 - مهمة المجلس التشاوري تنقية الأجواء بين الشيوعيين، وإيجاد وتطوير أشكال العمل المشترك بينهم فيما يخص القضايا السياسية الكبرى والقضايا التي تمس مصالح الجماهير الشعبية المباشرة، الأمر الذي سينضج ظروف التوحيد لاحقا.
4 - كما يمكن للمجلس التشاوري الاتفاق على التمثيل الخارجي للشيوعيين داخل الوطن وخارجه، الأمر الذي يجب ألا يمس بالاستقلالية التنظيمية للمشاركين في المجلس إلى حين تحقيق الوحدة المنشودة.
5 - نفضّل أن يتكوّن المجلس التشاوري بالانتخاب المباشر للشيوعيين المؤيدين للوحدة على نطاق البلاد، مما سيعطي للعملية زخماً واندفاعاً كبيراً، وفي حال ظهرت صعوبات لتحقيق ذلك الآن، يمكن أن يجري تشكيل المجلس بالتوافق بين قيادات الفصائل والتيارات..
الوحدة من تحت لفوق
• وجاء في تقرير المجلس الوطني للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين المقدم للاجتماع الوطني السابع الذي انعقد بدمشق يوم الجمعة 11/1/2008.. في فقرة وحدة الشيوعيين السوريين. والشيوعيين:
«لقد أصبحت وحدة الشيوعيين السوريين نهجاً عميق التأثير في أوساط الشيوعيين السوريين، وهي تحظى بتأييد قوى وطنية واسعة وتتمنى لها النجاح...
لقد رأينا وحدة الشيوعيين السوريين منذ البداية انطلاقاً من المرتكزات التالية:
ـ الوحدة ضرورة والإمكانية اليوم متوفرة لتحقيقها.
ـ الإعاقة ستأتي من فوق، من بعض القيادات المتنفذة.
ـ الوحدة يجب أن تتم من تحت لفوق.
ـ الحوار يجب أن يتم على كل المستويات دون تمييز.
ـ الوحدة ستتم عبر البوابة الرئيسية ألا وهي عودة الحزب إلى الجماهير...
ـ الوحدة تعني إعادة بناء الحركة واستعادة دورها الوظيفي وليس تلصيق الفصائل الموجودة لصقاً.
- وجود فصائل شيوعية لايعني حتماً وجود حزب يمارس دوره الوظيفي التاريخي.
واقترح التقرير ثلاثة خيارات للتوحيد:
الخيار الأول: العمل باتجاه تحقيق مبادرتنا السابقة بمن حضر على مستوى المركز والمحافظات، الأمر الذي يحول ضده العامل الزمني الذي يستعجلنا في تحقيق اختراقات جدية على هذه الجبهة.
الخيار الثاني: مناقشة موضوع تشجيع الحزبين على التقارب وفتح حوار بينهما، وخاصة أنهما يعملان تحت سقف الجبهة ولاموانع موضوعية من وحدتهما، بل هي ذاتية بحتة، فكل القضايا التي تم الانقسام عليها قد تجاوزتها الحياة..
الخيار الثالث: إعلان استعدادنا الجماعي منذ هذه اللحظة للانخراط في أي فصيل يقبلنا جميعاً كأعضاء دون استثناء أحد، ودون المطالبة بأية مواقع، شرط التعامل معنا كأعضاء كاملي الحقوق والواجبات مع الاحتفاظ بحقنا بإبداء آرائنا حول مختلف القضايا مع رفع الأحكام العرفية في الفصيل الذي سيوافق على هذا الاقتراح ضمن فترة زمنية يُتفّف عليها، أي تجميد فصل العقوبات في النظام الداخلي... إن كل ذلك يعني خلق نموذج جديد في التوحيد لا مكان فيه للمحاصصة والتوزيع المسبق للمكاسب، وهو السبب الرئيسي في فشل كل محاولات التوحيد السابقة، الأمر الذي يتطلب فقط لا غير، إيجاد الآلية المناسبة لضم الرفاق وإعادة تشكيل وتوزيع المنظمات.
هذه الخيارات المطروحة أعلاه هي خيارات افتراضية مجردة للنقاش وإبداء الرأي فيها، ويبقى الطريق الرئيسي هو تطوير بنيتنا وآلياتنا على طريق تكوين الحزب الشيوعي الحقيقي..
أخيراً..
نذكّر بما أكدت عليه المبادرة التوحيدية التي أطلقتها اللجنة الوطنية بتاريخ 22/6/2007، التي عادت وأصرّت عليها رسالة مجلس اللجنة الوطنية إلى الرفاق في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري (تيار النور)، فقد قالت حرفياً:
«مثلما كانت وحدة الشيوعيين السوريين ضرورية دائماً، فهي اليوم ضرورية ومستعجلة أيضاً، لأنها في ظل تطور الأوضاع الإقليمية المتفجرة، والأخطار التي تحيق بسورية، أصبحت أمراً ملحاً لا يقبل التأجيل، وهي عامل أساسي مكون للوحدة الوطنية التي هي سلاح جبار في مواجهة مخططات الإمبريالية الأمريكية».