«البنتاغون» يفرض إملاءاته على «أوباما»
«الإدارة الجديدة ستعطي اهتماماً لكل القضايا مهما كانت الأولويات التي تراها، باستثناء بعض المسائل التي سوف تواصل مسارها الطبيعي دون تغيير كما هو الحال بالنسبة للتمويل والميزانية».. هذا ما أعلنه في إملاء استباقي على «أوباما» المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، برايان ويتمان، بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، موضحاً أن الوزارة ستتخذ كافة التدابير اللازمة لإطلاع الرئيس المقبل على القضايا الأمنية وأنها تؤكد أهمية «الانتقال السلس للسلطة في زمن الحرب».
وقال المتحدث إن الوزارة مستعدة للعمل مع الرئيس الجديد فور انتخابه، لافتاً إلى أن وزير الدفاع روبرت غيتس اتخذ استعدادات مبكرة غير مسبوقة للتقليل من احتمالات الارتباك خلال تبدل الإدارة الأميركية.
وكشف أنه تم تشكيل فريق خاص من موظفي الوزارة والقادة العسكريين لتحديد أهم القضايا والمسائل الأمنية التي قد تواجهها الإدارة الجديدة خلال تسعين يوما بالإضافة إلى الإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها.
ومن بين هذه القضايا تبديل القوات العاملة في العراق وأفغانستان وميزانية الإنفاق العسكري المقررة للعام 2010 التي يفترض طرحها أمام الكونغرس في شباط المقبل، أي بعد أسابيع من تسلم الرئيس الجديد مهامه الدستورية رسمياً، ولم يتم الكشف عن القضايا الأخرى ذات الطبيعة الأمنية الحساسة.
وذكرت مصادر إعلامية أن وزارة الدفاع وضعت عدداً من أجهزة الحاسوب الإضافية المخصصة للمسؤولين الجدد القادمين مع الرئيس المقبل، إذ هناك 215 موظفاً سياسياً جديدا سيدخلون إلى البنتاغون ليحلوا محل نظرائهم السابقين، من بينهم 150 يعينهم الرئيس الجديد الذي يتعين عليه أولاً الحصول على موافقة الكونغرس لاستكمال تعيينهم.
وعادة ما تعتبر الفترة الأولى من تسلم الرئيس الجديد في الولايات المتحدة- كما تدل الوقائع التاريخية- فترة حرجة، ويبدو الموقف الراهن أكثر تعقيداً بسبب وجود قوات الاحتلال الأميركية في العراق وأفغانستان. ويضاف إلى ذلك أيضا التهديدات الأمنية الأخرى التي تصنفها الولايات المتحدة في إطار «الإرهاب» وتحديداً فيما يخص احتمال تعرضها أو تعرض مصالحها في الخارج للهجمات، التي تكون غالباً من صنع إداراتها المتعاقبة وأجهزتها الاستخبارية، بالأصالة أو الإنابة، من باب تبرير سياسات الهيمنة والعدوان الأمريكية.