مظاهرات حاشدة ضد «الاقتصاد الأخضر» الرأسمالي
شهدت مدينة «بورتو أليغري» البرازيلية التي استضافت «المنتدى الاجتماعي الموضوعي» مظاهرات حاشدة ضد ما بات يُعرف باسم «خطاب الرأسماليةالخضراء المنقذ للبشرية», وقد دوت أصوات الحركات الشعبية المعارضة للمنتدى عالية في شوارع المدينة، كما طغت على المناقشات التي دارت فيسياق فعاليات المنتدى، والذي استقطب الآلاف من الناشطين في بورتو أليغري، عاصمة ولاية ريو غراندي دو سول جنوب البرازيل، ليس للمشاركة فيه،بل للاحتجاج عليه!.
وطالب المشاركون في هذا المنتدى الذي انعقد خلال الفترة من 24 إلى 29، الحكومات بتشجيع التغييرات الملحة في نظام الإنتاج والاستهلاك، وإن كانواقد أعربوا عن تشاؤمهم حيال إمكان التوصل إلى التزام بمثل هذه التغييرات من خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ريو +20) المقرر عقده فييونيو المقبل في ريو دي جانيرو.
ونبّه إدغاردو لاندر، الأستاذ بجامعة فنزويلا المركزية وعضو المنتدى الاجتماعي الفنزويلي، من محاولات الرأسمالية إعادة الهيكلة من خلال جبهةجديدة، جبهة الرأسمالية الخضراء، وأكد أن مؤتمر (ريو +20) سينعقد وسط دوامة أزمة عميقة للرأسمالية، وفي وقت تتجلى فيه الأدلة على المشاكلالخطيرة الناتجة عن محدودية النمو ودمار أحوال الحياة على هذا الكوكب، مشدداً على الحاجة الملحة للقطيعة مع هذا النظام المهيمن.
ومن جانبه، أكد جواو بيدرو ستيديلي، مؤسس حركة العمال المعدمين وعضو التنظيم الاجتماعي البرازيلي «فيا كامبيسينا»، أن الحالة التي يعاني منهاالعالم الصناعي يمكن مقارنتها بكارثة عام 1929، لكن الفارق هو أنها تؤثر في الواقع، وللمرة الأولى، على جميع بلدان العالم بلا استثناء.
وأشار إلى أن رؤوس الأموال الدولية لم تعد تحترم قرارات الحكومات، كما لم يعد أحد يعلق أهمية على قرارات الأمم المتحدة، ولهذا سيكون مؤتمر (ريو+20) مجرد نكتة سخيفة!.
وشرح ستيديلي أن جزءاً من المشكلة يكمن في «انكباب رأس المال الدولي على حماية نفسه من فترة التراكم المقبلة». مبيناً أن هناك هجوماً غير متناسبفي هذا الصدد للاستيلاء على المواد الخام والأراضي والمياه والنفط وغيرها: «إنهم يعرفون جيداً أن الموارد الطبيعية ما تزال لديها إمكانيات هائلة لتحقيقالربح».