عبدو: سبب تغير الموقف التركي هو المقاومة البطولية لأبناء «كوباني»

سيد جمال نعلم أنه كانت ثمة شروط (لدى أنقرة) تتعلق بإقامة منطقة عازلة وربط محاربة التنظيم (داعش) بإسقاط الرئيس الأسد، ما الذي تغير الآن من وجهة نظركم أم أن أنقرة (..) لم يتبدل موقفها أبداً؟
أولاً، تغير موقف أنقرة وسبب التغير هو الحالة البطولية للمقاومة الشعبية ولقوات الحماية الشعبية في كوباني. لولا هذه المقاومة التي استمرت شهراً وسبعة أيام لما حدث هذا التغير. كانوا يعولون على إسقاط كوباني بسهولة مثلما سيطرت داعش على مناطق واسعة من سورية والعراق. أما هذا الصمود الأسطوري والبطولي للشعب في كوباني دفاعاً عن أرضهم وشرفهم فقد غير الموازين. كان الموقف المعلن لدى تركيا هو المساواة بين الضحية والجلاد، وهذا موقف مدان، وإذا كانت تركيا وقفت إلى جانب الجلاد فهذا مدان أكثر. وتاريخياً، فإن تركيا هي جلاد أيضاً، ومنذ بداية الأزمة السورية وقفت مثلاً إلى جانب المسلحين الذين سرقوا مصانع الشعب السوري في حلب وخربوا وهدموا..
هل ترى أي وجود للعامل الأمريكي سيد جمال في هذا التحول (التركي)، كما تسميه؟
تركيا والأمريكيون يحاولون حالياً أن يحافظوا على ماء وجههم. هم جزء أساسي من العمل العسكري المسلح الموجود في سورية. ونحن نطالب بقيام حل سياسي في سورية، وهم ضد الحل السياسي في سورية. هم يحاولون توتير الأوضاع لتخريب سورية أكثر وتوتير الوضع أكثر. وأما تحالفهم فقد جاء لأهداف ولأجندات يعلمها الجميع وليس لضرب داعش لأنهم يدعمون داعش ويستخدمون داعش كذريعة، لا أكثر.
سيد جمال أين هي دمشق من هذه المعادلة؟ يعني البرلمان في أربيل يقر، وأنقرة تسمح بمرور المقاتلين البشمركة، وكأن الحديث هنا لا يدور عن مدينة سورية.. أين هي دمشق؟
أرد على ضيفك من تركيا أنا لست مع النظام السوري. أنا مع سورية، وعضو في البرلمان، ولكني معارض في سورية وأطالب بالتغيير السلمي الديموقراطي وليس بالسلاح هذا أولاً، لذلك ليصوب ضيفك ما قاله فعنده أسطوانة يرددها كونه لا يستطيع أن يدافع عن النظام التركي المجرم الذي نهب الشعب السوري وخرب البلاد ويساعد الإرهابيين منذ اليوم الأول، وحتى جو بايدن اعترف أنهم (أي تركيا) من الدول التي ساعدت الإرهابيين وأصبحوا يفضحون أنفسهم. أما بالنسبة لسورية فإن النظام السوري مدعو وكذلك المعارضة السورية مدعوة كلها، كلهم مدعوون لدعم المقاومة في كوباني ضد الإرهابيين وهي مهمة وطنية، فهي أرض سورية ونحن نطالب الجميع وكل القوى الوطنية وكل وطني شريف بأن يقف إلى جانب كوباني، نعم هناك سؤال محق. اعتقد النظام أيضاً يجب أن يجيب على هذا السؤال أين هو من كوباني ومن المهمة الوطنية (هناك) فهذا مطلوب من الجميع، وحتى من المعارضة.
سيد جمال عبدو هل ترى تناقضاً عندما يضع أردوغان حزب العمال الكردستاني وداعش في سوية واحدة ويرفض بشكل قاطع تسليح حزب الاتحاد الكردي والآن يسمح بدعم المقاتلين في عين العرب عبر الأراضي التركية؟
نعم، سقطت الأفكار والنوايا التركية تحت أقدام رجال المقاومة الشعبية في كوباني، سقطت هذه الأحلام هناك بأن تلعب تركيا دور قائد للإسلام ولمحور الإسلام المعتدل. فقد سقط (الإخوان المسلمون)، (سقط) مرسي وسقط الإسلاميون في تونس وسيسقط أردوغان أمام حقوق الشعب التركي الحقيقية، نعم المشكلة الكردية هي المشكلة الأساسية في تركيا لأنها (حكومة أردوغان-أوغلو) لا تريد أن تحلها لأنها تفكر بعقلية شوفينية.