الأزمة والعام الدراسي
لم يبق جانب من جوانب الحياة اليومية للمواطن السوري دون تأثير مباشر للأزمة عليه، بدءا من أمنه، وحقه في حياة آمنه، مروراً بلقمة خبزه وحاجاته اليومية بما فيها دواؤه، وتبدو جميع الأسر السورية هذه الأيام وفي ظل استمرار التوتر الأمني والعسكري في حالة قلق على أبنائها وأطفالها من طلبة المدارس والجامعات ولاسيما أن العام الدراسي بات على الأبواب، والإجراءات اللازمة لبدء العام الدراسي من سفر من محافظة إلى أخرى، لاستكمال تحصيلهم الجامعي، أو حتى الالتزام بالدوام المدرسي اليومي ضمن الكثير من المدن والقرى والأحياء والبلدات بات يشكل خطراً على حياة فلذات الأكباد، ناهيك عمن تشرد ومن فقد مسكنه أو تهجّر إلى خارج الحدود منهم.
إن سلوك القوى المتصارعة سمم حياة المواطن السوري، وترك جراحاً عميقة، فما معنى ألا يستطيع تلميذ الالتحاق بدوامه المدرسي، أو يذهب تحت أزيز الرصاص ودوي المدافع، وما معنى ألا يتمكن طالب جامعي من تقديم امتحاناته؟ وما معنى ألا يستطيع تلميذ متفوق في التعليم الثانوي من تقديم أوراقه للمفاضلة العامة؟ وكم من دماء أخرى ستسفك؟ وفي أية هاوية سنسقط إذا لم يتوقف هذا السلاح المجنون؟ أسئلة برسم السوريين أياً كان موقفهم وموقعهم