لم تعد قضية النازحين السوريين في لبنان مجرّد قضية لجوء، وإلا لكانت «حُلَّت سريعاً» ربطاً بما تفعله الدول التي تستقبل لاجئين أو نازحين عادةً. هي الآن أكبر من ذلك بكثير، ويمكن اعتبارها من دون مبالغة أخطر مشكلة تواجه النظام السياسي في لبنان منذ تشكّله في بداية العشرينيات من القرن الماضي. هذا النظام كان وظيفياً منذ البداية وأنشئ لحماية الامتيازات الفرنسية التي أصبحت مهدّدة في سوريا بعد اندلاع الثورة السورية الكبرى (هذه كانت ثورة بالفعل) في عام 1925. بالطبع حصلت انتفاضات عديدة ضدّ الفرنسيين في لبنان (انتفاضة أدهم خنجر مثلاً) ولكنها لم تفلح في تشكيل عامل ضغط يجبر الاحتلال على الخروج من دون تفاهمات معيّنة مع الطبقة السياسية التابعة له.