اتحاد الشيوعيين الأردنيين يحذر من الانخراط في استراتيجية أمريكا المزعومة لمحاربة «داعش»
أكد المكتب التنفيذي لاتحاد الشيوعيين الأردنيين أن ما سمي باستراتيجية مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي التي أطلقتها الولايات المتحدة ليست سوى محاولة “لئيمة” ومخادعة للالتفاف على عقبات وعوائق الشرعية الدولية التي حالت حتى الآن دون تمكين الإمبريالية الأميركية من العدوان بشكل مباشر على سورية.
وقال اتحاد الشيوعيين في بيان صحفي “إن تمادي الإدارة الأميركية تجاه مشكلات المنطقة مرده أن بعض الأنظمة العربية تنساق دوما خلف الولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين دونما اتعاظ من عبر الماضي القريب والبعيد حيث شاعت الفوضى العارمة من تفكيك لمؤسسات الدولة الوطنية في عدد من البلدان العربية وانفجار للعصبيات الطائفية على حساب الهوية الوطنية الجامعة وانتعاش غير مسبوق لأفكار التطرف والتعصب والتكفير وتناسل سرطاني لمنظماته وجماعاته”.
وحذر الاتحاد من إذعان بعض الحكومات العربية مجددا لضغوط الإمبريالية الأميركية وابتزازها وانخراطها في “حلف غير مقدس” تحت شعار مضلل يدعي مكافحة الإرهاب حيث تنقاد الحكومات خلف واشنطن في مشروعها المخادع لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي متجاهلة بشكل تام كل معايير الشفافية والمخاوف من انتشار الفكر الإرهابي المتطرف في الداخل قبل الخارج مؤكدا أن تدريب التنظيمات الإرهابية على الأراضي السعودية هدفه الجيش العربي السوري وليس العناصر التي تنتمي إلى تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وجدد الاتحاد رفض الشعب الأردني وإدانته لانضواء الأردن تحت راية التحالف الدولي لكونه يتعارض مع مصالحه الوطنية ويعبر عن الخضوع لإملاءات واشنطن والانسياق لخدمة مصالحها والاستجابة لابتزاز بعض الدول العربية التابعة وبخاصة السعودية التي عملت وتعمل كل ما بوسعها لتدمير الدولة السورية.
وطالب المكتب التنفيذي لاتحاد الشيوعيين الأردنيين الحكومة الأردنية بمصارحة الشعب بكل ما يجري خلف كواليس الاجتماعات واللقاءات الإقليمية والدولية المعلنة وغير المعلنة وأن تتبنى موقف الشعب الرافض لأن يكون للنظام السياسي الأردني أي دور يتجاوز حدود لجم التنظيمات الإرهابية بكل مسمياتها وتدمير بنيتها العسكرية ومختلف أذرعها وأدواتها ووسائلها بالتنسيق مع جميع الحكومات المعنية وخصوصا الحكومة السورية وبالاستناد إلى الشرعية الدولية وقراراتها مع ضرورة عدم تمكين أي من عناصر الإرهاب مهما كانت مسمياتها وأقنعتها وذرائعها من عبور الأراضي الأردنية لتواصل اقتراف جرائم القتل والتدمير في سورية وتهديد وحدتها واستقلالها وسيادتها على كامل أراضيها.
وأكد الاتحاد أن مواجهة الإرهاب كتنظيم داعش ومثيلاته يقتضي المواجهة الجادة والدؤوبة لثقافة التكفير والتجهيل والعنف والتخلص من السياسات الاقتصادية الليبرالية التي تعتبر أكبر مولد لبيئة الإرهاب ونزعاته.
وكان ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في الأردن اكد أن إقدام الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية التي تدور في فلكها على تشكيل تحالف جديد بدعوى مكافحة الإرهاب يندرج في إطار الاستراتيجية الأمريكية التي تستهدف تقسيم وتفتيت المنطقة العربية إلى دويلات اثنية وطائفية وعرقية متناحرة والهيمنة على مقدرات الشعوب وإذكاء نار الفتنة وحرف البوصلة عن القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة كما تسعى لتشويه الوعي العربي وضرب ثقافة المقاومة واستهداف محورها في ظل تآمر رسمي عربي من قبل محاور معلنة تكشفت مواقفها بشكل واضح خلال العدوان الصهيوني على غزة.