بنغازي: احتدام الاشتباكات نزوح ديبلوماسي من ليبيا
تواصلت المعارك الدامية في ليبيا، أمس، بين الجيش و«الثوار» السابقين، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى، في المعارك المتواصلة منذ أسبوعين، ليصل إلى 97 قتيلاً وإصابة أكثر من 400.
ودفع تصاعد أعمال العنف وإطلاق النار على موكب ديبلوماسي بريطاني، بعواصم غربية إلى دعوة مواطنيها إلى مغادرة البلاد، وذلك غداة إجلاء واشنطن الديبلوماسيين الأميركيين من ليبيا.
وفي بنغازي في شرق البلاد، قتل 38 شخصاً معظمهم من الجنود، خلال الساعات الـ24 الماضية، في معارك بين مجموعات إسلامية وقوات من الجيش، كما استمرت المعارك بين الميليشيات المتنافسة حول مطار طرابلس وفي أحياء عدة في جنوب العاصمة.
وأعلنت مصادر طبية وعسكرية مقتل 38 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 50 ليل أمس الأول، في اشتباكات عنيفة في بنغازي بين الجيش وكتائب مسلحة مكوّنة من «ثوار» سابقين.
وقال مصدر عسكري إن «كتائب مسلحة من الثوار السابقين هاجمت مقرّ قيادة القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني في جنوب وسط مدينة بنغازي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة». وأضاف أن «الهجوم كان يهدف للاستيلاء على المعسكر الذي يضم نخبة الجيش الليبي»، مشيراً إلى أن «عدداً من القتلى والجرحى في صفوف العسكريين سقطوا خلال دفاعهم عن المعسكر الذي يُعد خط الدفاع الأخير عن بنغازي».
وإذ لفت المصدر إلى أن «سقوط المعسكر يُعد سقوطاً للمدينة في أيدي متشددين»، فقد أكد أن «هؤلاء الثوار السابقين، الذين ينتمي معظمهم للتيار الإسلامي، تمكنوا من الاستيلاء على مقار تابعة للجيش وللقوات الخاصة والصاعقة منذ أسبوع، ولم تتوقف هجماتهم منذ ذلك الحين».
وكشف مصدر من «الثوار» السابقين، الذين شاركوا في إسقاط نظام معمر القذافي في العام 2011 واحتفظوا بسلاحهم منذ ذلك الحين، أن «ثمانية من الثوار قتلوا خلال الاشتباكات».
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أمس، إن 23 شخصاً، بينهم مصريون، قتلوا عندما سقطت قذيفة على منزلهم.
ووسط أجواء العنف، دعت بلدان أوروبية، بينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، مواطنيها إلى مغادرة ليبيا، حيث تمت مهاجمة موكب للسفارة البريطانية من دون سقوط ضحايا.
وقال المتحدث باسم السفارة البريطانية بوب فيليبسون «تعرض موكب للسفارة البريطانية إلى محاولة سرقة سيارة. وأطلقت أعيرة نارية على عرباتنا... وجميع العاملين بالسفارة بخير ولم يصب أحد».
وكانت الولايات المتحدة، التي توجد سفارتها في طرابلس على طريق المطار حيث تدور معارك، أخلت ديبلوماسييها براً، أمس الأول، تحت غطاء جوي.
وكانت بلجيكا أوصت في 16 تموز الحالي رعاياها بمغادرة ليبيا. كما أصدرت كل من تركيا وإسبانيا ومالطا التوصيات نفسها، بالإضافة إلى دول أوروبية عدة مثل البرتغال والنمسا ورومانيا وسويسرا وهولندا والسويد والنروج والدنمارك وفنلندا.
وإزاء عمليات المغادرة هذه، حذرت وزارة الصحة الليبية من نقص العاملين في المجال الطبي خصوصاً بعد إعلان الفيليبين ترحيل مواطنيها وضمنهم ثلاثة آلاف طبيب وممرض، بحسب السلطات الليبية.