بوتين: لم يكن بوسعنا ترك سكان القرم في وجه المتعصبين الأوكرانيين

بوتين: لم يكن بوسعنا ترك سكان القرم في وجه المتعصبين الأوكرانيين

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لم يكن بوسعها السماح لحلف الناتو بالوصول إلى سيفاستوبل في القرم ليغير موازين القوى في البحر الأسود

وقال بوتين في كلمة ألقاها في اجتماع سفراء روسيا ومندوبيها في الخارج يوم الثلاثاء 1 يوليو/تموز، إنه لم يكن يحق لموسكو ترك سكان القرم وسيفاستوبل ليواجهوا ممارسات المتعصبين القوميين الأوكرانيين، والسماح بتقييد القوات الروسية في حوض البحر الأسود.

وأوضح بوتين "أية ردة فعل كان شركاؤنا يتوقعون منا حيال الأحداث في أوكرانيا؟ طبعا لم يكن لدينا الحق في ترك سكان القرم وسيفاستوبل ليواجهوا ممارسات المتعصبين القوميين الأوكرانيين، ولا يحق لنا السماح بتقييد وصولنا إلى حوض البحر الأسود... واعتقد أن قوات الناتو كانت ستأتي بسرعة ليتغير بذلك ميزان القوى بشكل جذري في البحر الأسود.. أي كل ما حاربت من أجله روسيا منذ عهد بطرس الأكبر، وربما قبل ذلك، كان من شأنه عملياً  ان يُشطب".

واعتبر الرئيس الروسي أن الأحداث في أوكرانيا أظهرت أن النظام أحادي القطب فشل وأن العلاقات مزدوجة المعايير مع روسيا لا تعمل، مشيرا إلى أن شعوبا ودولا تعلن عن عزمها تقرير مصيرها بنفسها والحفاظ على هويتها الثقافية والحضارية، مما يتناقض مع محاولات بعض الدول للتمسك بسيطرتها في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاديلوجية.

وتابع القول إنه "مع ذلك أتمنى أن تنتصر البرغماتية.. يجب التخلص من السعي لجعل العالم ثكنة عسكرية وإملاء قوانين للحياة والمجتمع، ويجب في نهاية المطاف بناء العلاقات على أساس متكافئ والاحترام المتبادل ومراعاة المصالح.. حان الوقت للاعتراف بحق الآخر ليكون مختلفاً، حق كل بلد في بناء حياته حسب رؤيته وليس بإملاء من أحد".

وقال الرئيس الروسي إن الأزمة الأوكرانية تعبر بشكل واضح عن سياسة احتواء روسيا، مشيرا إلى أن جذور هذه السياسة تمتد إلى عمق التاريخ وأن محاولات الاحتواء لم تتوقف حتى بعد انتهاء الحرب الباردة.

وأضاف أن الغرب يتستر وراء الحديث عن "الاختيار الحر" و"المستقبل الأوروبي" لأوكرانيا لكي يجعلها منطقة تابعة له.

وذكّر الرئيس الروسي بأن الدول الغربية كانت تقنع موسكو بنواياها الطيبة والاستعداد للتعاون في إقامة شراكة استراتيجية، إلا أنها كانت بالتزامن مع ذلك تقوم بتوسيع الناتو وفرض سيطرتها العسكرية والسياسية على المناطق القريبة من الحدود مع روسيا.

وقال بوتين إن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو يحمل كامل المسؤولية العسكرية والسياسية عن الوضع في أوكرانيا بعد رفضه تمديد الهدنة.

وأكد بوتين أن موسكو وكذلك الدول الأوروبية لم تتمكن من إقناع الرئيس الأوكراني بأن "الطريق إلى السلام لا يمكن أن يمر عبر الحرب".

وأضاف أن مفاوضات حقيقية بشأن التسوية لم تبدأ بعد إعلان الهدنة، مشيرا إلى أن كييف طالبت بإلقاء السلاح، إلا أن ذلك ليس كافيا لتسوية الوضع  على الأمد الطويل على أسس مقبولة من جميع مواطني أوكرانيا، بمن فيهم سكان جنوب شرق البلاد.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن مشروع الدستور الأوكراني الجديد يثير جدلا في المجتمع الأوكراني، أما شرق البلاد فإنه أصبح خارج الحوار بهذا الشأن.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن هناك حملة تهدف إلى تصفية الصحفيين تجري في أوكرانيا، مضيفا أنه أكد في مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني يوم الاثنين أن قتل الصحفيين غير مقبول على الإطلاق.

وأكد بوتين أن روسيا ستستمر في تقديم المساعدات للاجئين الأوكرانيين "كل ما يجري في أوكرانيا هو من دون شك شأن داخلي للدولة الأوكرانية، لكن يؤلمنا مقتل الناس والمدنيين"، وتابع قوله "تعرفون أن عدد اللاجئين(من اوكرانيا) إلى روسيا في ارتفاع، ونحن سنستمر في تقديم المساعدة لكل من هو بحاجة لها".

ولفت بوتين بالقول إلى أن "قوة النزاعات في العالم في ازدياد والتناقضات القديمة تزداد حدة.. ونحن نصطدم بهذا الأمر وأحيانا بشكل مفاجئ، للأسف نرى أن القانون الدولي لا يعمل، وليس هناك تقيد بأبسط الأعراف"، و"على خارطة العالم تظهر مناطق حيث الوضع بها يعاني من الحمى.. أوروبا والشرق الأدنى والأوسط وجنوب آسيا ومنطقة آسيا - المحيط الهادي تعاني من قلة الأمن".

وأكد بوتين "نحن كلنا في أوروبا بحاجة إلى شبكة أمان لتجنب عدوى الأحداث العراقية والليبية والسورية، وللأسف يجب أن أذكر ايضا الأوكرانية"

كما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضغوط الأمريكية على فرنسا بالابتزاز، فيما يخص صفقة بيع سفينتي "ميسترال" لروسيا .

وقال بوتين في كلمته أمام اجتماع للسفراء الروس "نحن نعرف بهذه الضغوط، التي يمارسها شركاؤنا الأمريكيون على فرنسا بهدف عدم توريد "ميسترال" إلى روسيا.. كما نعرف التلميح الى أنه في حال لم يورد الفرنسيون "ميسترال" فأنهم سيرفعون العقوبات عن البنوك(الفرنسية) او يجعلونها بالحد الادنى.. أن لم يكن هذا ابتزازاً فما هو اذا؟ وهل يمكن العمل على الساحة الدولية بهذا الشكل!".