مصفاة بيجي «ورقة محروقة» بيد المسلحين
يعول المسلحون بالعراق على الاستفادة من السيطرة على كافة مرافق مصفاة بيجي النفطية التي تعد الأكبر في البلاد، لكن المعلومات تؤكد أنه على الرغم من أنها الأكبر إلا أن الفائدة المرجوة منها ستكون محدودة جدا.
تكمن أهمية مصفاة بيجي كونها أكبر مصفاة مخصصة لتكرير معظم النفط للاستخدام الداخلي في العراق، إلا أنها تعتمد بشكل كبير على المنشآت النفطية في جنوب البلاد لتزويدها بالنفط الخام، وبانتهاء كمية النفط الخام فيها تصبح خارج الخدمة.
ومصفاة بيجي إحدى 3 مصافي تكرير في العراق والوحيدة التي تعالج النفط وتحوله لمشتقات للإستهلاك المحلي، وتقع الأخريان في بغداد والبصرة وتخضعان لسيطرة الحكومة وتعملان كالمعتاد.
ولعل هذا ما يحد من "تهويل" بعض وسائل الإعلام من أهمية السيطرة على المصفاة، التي قد يصعب وصول النفط المنتج من الآبار الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية أو حكومة إقليم كردستان فتتحول إلى حاويات مهجورة من إن ينضب ما فيها من مخزون.
وسيزيد توقف المصفاة شح المنتجات النفطية في بغداد التي تعاني أصلا من عدم توفرها خاصة في فترة الصيف، ما سيعزز طلب بغداد على منتجات النفط المكررة من تركيا وإيران.
ويوجد في المصفاة 15800 عامل و100 خبير أجنبي معظمهم غادروا حين أغلقت الحكومة المصفاة تحسبا للهجوم، وطالب المسلحون الذين استولوا على المصفاة العاملين فيها بالعودة إلى وظائفهم لضمان تشغيلها والاستفادة منها ـ على الأقل من المخزون الباقي فيها من المشتقات.
ورغم أن رحيل الموظفين الأجانب سيكون له تأثير محدود فقط على الإنتاج في المدى القريب، فإن خطر نشوب حرب أهلية أوسع قد يؤثر على الإنتاج النفط بالعراق كاملا.
ولقد توقع محللون ماليون غربيون ارتفاع سعر برميل النفط خام برنت بسبب معارك العراق الجارية، بما يراوح ما بين 10 و 50 دولارا حسب تطورات الصراع داخل واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم.
وينتج العراق حاليا 3.33 ملايين برميل في اليوم وفق أوبك، لتكون العراق الثانية في إنتاج النفط بأوبك بعد السعودية وقبل إيران والكويت، بحصة تمثل 12%.