نصّ المؤتمر الصحفي لألكسندر نوفاك وأسعد الشيباني في دمشق اليوم
وصل إلى دمشق اليوم الثلاثاء 9 أيلول 2025 وفد روسي رفيع المستوى يضمّ عدداً من كبار المسؤولين من روسيا الاتحادية برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، وعقد الوفد اجتماعاً مع وفد سوري مقابل يضم وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني والأمين العام لرئاسة الجمهورية الدكتور ماهر الشرع، وعدداً من المسؤولين السوريين، وذلك في قصر تشرين بالعاصمة دمشق.
وعقد نوفاك والشيباني مؤتمراً صحفياً مشتركاً مِن على طاولة اجتماع الوفدين من الجانبين الروسي والسوري، ألقى خلاله الشيباني كلمة، تبعتها كلمة لنوفاك. وتم بث الكلمتين على الهواء مباشرةً عبر قناة الإخبارية السورية. وفيما يلي ما جاء في الكلمتين.
بدأ وزير الخارجية السورية، أسعد الشيباني كلمته بالترحيب بالوفد الروسي.
ثم قال الشيباني: «سورية خرجت من سنوات الحرب الأخيرة أكثر قوة وعزيمة وتتطلع إلى المستقبل بثقة أكبر. لقد دفع شعبنا أثماناً باهظة، لكنه صمد، وها نحن نعيد بناء دولتنا على أسس من السيادة الكاملة، والعدالة والشراكة المتوازنة مع محيطنا والعالم. نحن لا نخفي حجم التحديات التي ما زالت ماثلة أمامنا».
وتابع الشيباني: «هناك محاولات مكشوفة لفرض واقع تقسيم وتمزيق وحدة سوريا. وهناك أيضاً تهديد إسرائيلي.... فهي تستهدف مواقعنا العسكرية والمدنية على حد سواء وتعرض حياة مواطنينا للخطر في خرق صارخ للقانون الدولي، وتهديد مباشر ليس لسوريا فقط بل للمنطقة بأكملها».
وقال الشيباني: «ورثنا من النظام السابق ملفات ثقيلة أبرزها ملف الأسلحة الكيماوية الذي شوه سوريا عالمياً... سوريا الجديدة طوت صفحت المناورة والإنكار، وهي ملتزمة تماماً بالتعاون مع المجتمع الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لتثبت أنها دولة تحترم القانون وتسعى للسلام».
وتابع الشيباني: «علاقتنا مع روسيا عميقة مرت بمحطات صداقة وتعاون لكنها عرفت أيضاً فترات لم يكن التوازن فيها حاضراً. واليوم وقد تحررت سوريا، فإننا نفتح معكم صفحة جديدة بناء على الاحترام المتبادل، وإن أي وجود أجنبي على أرضنا، يجب أن تكون غايته مساعدة السوريين على بناء مستقبلهم».
وأضاف الشيباني: «وفي الجانب الاقتصادي نحن نرحب بالتعاون مع روسيا، في مجالات إعادة الإعمار والطاقة والزراعة والصحة، على أساس عادل وشفاف يضمن نتائج ملموسة لشعبنا، كما أننا ملتزمون ببناء قضاء مستقل وعدالة انتقالية حقيقية ونتطلع لدعم روسيا لهذا النهج، بما يعزز استقرار سويا والمنطقة».
وأكمل الشيباني قائلاً: «وعلى الساحة الدولية، نريد أن نرى روسيا شريكاً إيجابياً يقف بوضوح إلى جانب وحدة سوريا. أيها السادة كلما ضعفت سوريا زادت فرص الفوضى والإرهاب، وكلما استقرت سوريا، انفتحت الآفاق أمام الجميع. فمن هنا فإن دعم روسيا العالمي والصريح لمسار سوريا الجديدة، سيكون خطوة في صالح بلدينا والمنطقة بأسرها».
وختم الشيباني كلمته بالقول: «وفي الختام، دمشق تبحث عن شركاء صادقين، وإن نجاح هذه المباحثات سيحمل رسالة قوية بأن سوريا وروسيا قادرتان معاً على بناء نموذج جديد من العلاقات قائم على السيادة والعدالة المصلحة المشتركة. أهلا بكم في دمشق ولنفتح معاً باب المستقبل بروح جديدة وإرادة حرة. والشكر لكم».
من جانبه بدأ نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك حديثه بالقول: «السلام عليكم أيها السادة المحترمون، السيد أسعد الشيباني المحترم... أشكركم...».
وقال نوفاك: «بتوجيه من رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، تم تشكيل الوفد الدبلوماسي الموجود هنا اليوم، ونحن راضون بوجودنا اليوم في سوريا. وفي وفدنا اليوم، وزير الإسكان والبنية التحتية الروسي الذي يرأس اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي.... وكذلك ضمن الوفد المبعوث الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للتسوية السورية، ألكسندر لافرينتييف، وأيضاً الممثلون رفيعو المستوى لوزارتي الخارجية والدفاع، ونواب الوزراء من 14 وزارة من روسيا الاتحادية. وهكذا فإن الوفد على مستوى عالٍ، ونحن نجتمع اليوم لنناقش بعض الاتجاهات المهمة للتعاون الثنائي».
وتابع نوفاك: «تربط بين روسيا وسوريا أواصر الصداقة والشراكة منذ الكثير من السنوات، ونجحت هذه العلاقات في امتحان الوقت، وهي مبنية على الاحترام المتبادل، ومراعاة مصالح بعضنا بعضاً. ونتمنى في المرحلة التاريخية الجديدة التي دخلتها دولتكم، أن تستمر هذه العلاقات في النمو لما فيه خير الشعبين».
وتابع نوفاك: «وطبعاً نولي اهتماماً خاصاً للزيارة القادمة لرئيس الجمهورية العربية السورية، السيد أحمد الشرع إلى موسكو، للمشاركة في القمة الروسية العربية، والتي سوف تساهم بلا شك بالتطوير اللاحق للعلاقات الثنائية بين البلدين».
وقال نوفاك: «نرى بأن الزيارة الراهنة هي فرصة جيدة لنناقش جميع المجالات... ونؤكد بالطبع على ثبات موقف موسكو الخاص بدعم السيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية. ونحن مستعدون لتقديم المساعدة في عملية بناء الدولة».
وأضاف نوفاك: «سورية هي من الشركاء ذوي الآفاق الجيدة في الشرق الأوسط بالنسبة لروسيا الاتحادية... ويتمتع ذلك بالمراقبة والإشراف الخاص من رئيس الدولة السيد فلاديمير بوتين».
وصرح نوفاك كذلك بأن «روسيا تشارك الجانبَ السوري القلَقَ إزاء المواقف والخطابات الهدَّامة من جانب إسرائيل التي تحاول بناء العلاقات مع السلطات في سورية في ظل الاحتلال المستمر لبعض المناطق في جنوب غربي سورية».
وأضاف: «كما ونشارك أيضاً القلق إزاء موجات العنف تجاه بعض الأقليات في سورية، والتي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الدولة أيضاً».
وتابع نوفاك: «نود أن نلفت انتباهكم إلى إمكانيات التفاوض الموجودة لدى روسيا، للتواصل المستمر مع القيادات الإسرائيلية...»
وبشأن اللجنة الحكومية المشتركة السورية الروسية قال نوفاك: «نقترح بالطبع استئناف عمل اللجنة الحكومية المشتركة، التي أثبتت نفسها خلال الفترة الماضية كأداة فعالة جداً في التعاون الاقتصادي المشترك».
وأضاف نوفاك: «وأيضاً نناقش الآفاق العملية لتقديم المساعدة للجانب السوري في التعاون مع شركائنا الإقليميين، بما في ذلك مع قطر... وهذا التعاون يساعد في تحسين الأوضاع... كما نقترح تشغيل عدد من المشاريع المتعلقة بتوريد الأغذية والأدوية، وكذلك في الإطار التجاري والإنساني... وكذلك التعاون في المجال الثقافي والتعليمي...»
ولفت نوفاك إلى أنّ «هناك 4000 من الطلاب السوريين يواصلون تعليمهم في الجامعات والمعاهد الروسية، ونحن نسعى لمواصلة التعاون بين الوزارات والهيئات المعنية، في إطار تعزيز القدرات المهنية...».
بعد ذلك كشف نوفاك المحاور الرئيسة للمحادثات: «محادثاتنا اليوم وفق ثلاثة محاور: السياسي، والاقتصادي، والعسكري والعسكري-التقني».
واختتم بالقول: «نقترح بأن نقوم بالنظر بالتفصيل أثناء هذه الجلسات في جميع اتجاهات ومسائل التعاون المشترك، قدر الإمكان للوصول إلى اتفاقات... وأشكركم على رحابة الاستقبال».
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات