خطة روسية "واعدة" لفتح المعابر الإنسانية في سورية

خطة روسية "واعدة" لفتح المعابر الإنسانية في سورية

مرة أخرى الملف الإنساني السوري في مجلس الأمن، لكن هذه المرة تحمل إمكانية واعدة لإزالة العقبات وفتح المعابر أمام شحنات المساعدات للمتضررين من الحرب الدائرة.

وتعتبر عملية ايصال المساعدات من أكبر التحديات للمنظمات الإنسانية نظراً لقلة التمويل وصعوبة التحرك والتنقل في سورية بين منطقة وأخرى.

وفي هذا الشأن قدمت روسيا، كما أعلن مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، يوم الثلاثاء 17 يونيو/حزيران إلى مجلس الأمن الدولي خطة وصفها بـ"الواعدة" لتوصيل المساعدات الانسانية إلى سورية، والتي من المتوقع أن يصوت عليها مجلس الأمن مساء يوم الخميس.

دمشق توافق

وجاء تأكيد موافقة دمشق على الخطة الروسية على لسان تشوركين، علماً أن الخطة تتضمن أيضاً إيصال المساعدات إلى مناطق لا تسيطر عليها القوات الحكومية.

القرار والفصل السابع

من البديهي أن يكون مشروع القرار الروسي الحالي بعيداً عن الفصل السابع، فروسيا التي أعلنت مراراً أنها لن تقبل أي قرار أممي بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية تحت الفصل السابع. وهذا ما أكده تشوركين بمناسبة تسلم بلاده رئاسة مجلس الأمن لشهر يونيو/حزيران أنه "لن يقبل الإشارة إلى الفصل السابع الذي يعني إمكان تنفيذ القرار عسكرياً"

وعندها كشف مندوب روسيا في  شهر ابريل/نيسان الماضي إن الدول الغربية تنوي إعداد مشروع قرار بشأن سورية في مجلس الأمن على أساس الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.

وفي هذا السياق رفضت روسيا مرتين مشروع قرار قدمته أستراليا والأردن ولوكسمبورغ بشأن سورية، منذ مدة، تفرض مهلة لتنفيذ مطالب ضمنها وقف "كافة أشكال العنف" وخرق القوانين الدولية بما في ذلك قصف الأحياء المأهولة ومهاجمة موظفي المنظمات الإنسانية ومحاصرة المدن حيث وصفته بـ"الأحادي ويتضمن تهديدات"، و"يمهد للتدخل العسكري"، وقدمت مشروع قرار مضاد بشأن الوضع الإنساني في سورية، قبل أن تستخدم حق النقض مؤخرا لمشروع قرار فرنسي حول إحالة الجرائم في سورية إلى الجنائية الدولية.

أكثر من 9 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية

وتشير معطيات الأمم المتحدة، بحسب نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة شؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس، إلى أن 9 ملايين و300 ألف مواطن سوري يحتاجون للمساعدات الغذائية والطبية، مليون منهم في حلب وحدها، وأن مليونين و800 ألف لاجئ يعيشون في دول الجوار وأن قرابة 240 ألف إنسان يعيشون تحت الحصار.

تجارب ناجحة لإدخال المساعدات في أنحاء سورية

في مطلع مارس/آذار الماضي تمكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من الوصول إلى مناطق كثيرة في سورية بفضل عمليات الهدنة بين الجيش السوري والمسلحين. حيث وصلت مساعدات برنامج الأغذية العالمي إلى منطقة الحولة في ريف حمص للمرة الأولى منذ مايو/أيار 2013.

كما سمح وقف إطلاق النار للقوافل ببلوغ مناطق ريف دمشق وحمص القديمة وحلب وريف درعا وفي مخيمات النازحين شمال إدلب، ومن بينها مخيمات لم يسبق الوصول إليها من قبل البرنامج منذ بدء الأزمة عام 2011.