لافروف... الغرب يعمل على إثارة التوتر حول سورية ويمهد للتدخل الخارجي
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة دائما لبحث الوضع الإنساني في سورية واتخاذ خطوات إضافية لتخفيف معاناة السكان، لكنها تعارض محاولات تسييس الموضوع الإنساني واستغلاله للمطالبة بالتدخل الخارجي في الأزمة.
وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي عقده بموسكو مع نظيره الموريتاني أحمد ولد تكدي الاثنين 2 يونيو/حزيران : "إننا مستعدون دائما لبحث المسائل الإنسانية، ولا سيما المسائل المتعلقة بإيصال المساعدات الى السكان المدنيين. وتؤيد موسكو القرارات السابقة لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، كما أنها مستعدة للنظر في اتخاذ خطوات إضافية في الوقت الراهن".
وأردف قائلا: "الشيء الأهم هو الا يتم تسييس هذه المسائل واستغلالها كذريعة لإثارة التصعيد وتجييش الرأي العام الدولي لدعم التدخل الأجنبي في الأزمة السورية".
وشدد لافروف على أن موسكو لدى النظر في المسائل الإنسانية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف وفي مجلس الأمن الدولي، ستسترشد بالأهداف الإنسانية وضرورة تخفيف معاناة السكان المدنيين وليس بـ" الاستجابة للمصالح الجيوسياسية لأحد ما".
كما اعتبر لافروف أن الغرب مازال يحاول تمرير قرار دولي بشأن سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على إمكانية استخدام القوة العسكرية الخارجية.
وشدد قائلا: "إنه أمر غير مقبول لأننا نعرف ما يخطط له هؤلاء الذين يطرحون مثل هذه الاقتراحات". وشدد الوزير على ضرورة الاسترشاد بمبادئ القانون الإنساني الدولي لدى حل جميع المسائل المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية.
وذكر أن هذه المبادئ تنص على تعاون وكالات الإغاثة مع الدولة التي تستضيف عملياتها. وأعاد الوزير الى الأذهان أن فريق العمل المعني بالمسائل الإنسانية في سورية يعقد اجتماعاته في جنيف بشكل دوري. وتابع أن ممثلي وكالات الإغاثة الدولية يقدمون خلال هذه الاجتماعات تقييمات موضوعية بشكل عام للوضع الإنساني في سورية، إذ يشيرون الى أن عمليات إيصال المساعدات الإنسانية تواجه أكبر التحديات في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المسلحون الذين لا يخضع بعضهم لأحد، أما الآخرون فيتلقون دعما من عدة دول أجنبية.
واشار الوزير أن ممثلي روسيا في هذه الاجتماعات يقدمون تقارير مفصلة حول مساهمة موسكو في حل القضايا الإنسانية بسورية، بما فيها معلومات محددة حول توريدات المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، ويتحدثون عن جهود الوساطة التي يبذلها الجانب الروسي في اتصالاته مع سلطات دمشق، وجهوده لدفع المصالحات المحلية السورية قدما الى الأمام.
وتابع قائلا: "أما شركاؤنا الغربيون خلال هذه الاجتماعات فلا يكشفون شيئا يذكر عن قيامهم بالعمل المماثل، بل يركزون على المطالب باستخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بشأن الوضع في سورية في أسرع وقت وتكثيف الضغط على النظام وفرض عقوبات جديدة، أي انهم يسعون ليس لتخفيف التوتر بل الى تصعيده وإلى توفير الظروف للتدخل الخارجي".