واشنطن تتجه لتسليح وتدريب المعارضة السورية.. وموسكو تحذرها من تكرار الأخطاء
حذرت موسكو الإدارة الأمريكية من تكرار أخطاء الماضي، في إشارة الى خطط واشنطن لتوسيع مساعداتها للمعارضة السورية المسلحة وتدريب عناصرها.
وذكر مسؤولون أمريكيون أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد يوافق قريبا على مشروع لتدريب وتسليح من تعتبرهم واشنطن "المعتدلين" في صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرجنتيني إيكتور تيميرمان الأربعاء 28 مايو/أيار إن موسكو قلقة من إجراءات دعم المعارضة السورية التي من المتوقع أن تعلن عنها قريبا الإدارة الأمريكية، ومن احتمال أن تضم هذه الإجراءات تقديم مساعدات عسكرية وتدريب المقاتلين السوريين واستعداد واشنطن للتخلي عن اعتراضاتها السابقة ضد تزويد المعارضين بالأنظمة الصاروخية المضادة للجو ذاتية الحركة.
وحذر لافروف من أن هذا السلاح الخطير للغاية قد يشكل خطرا جديا على الطيران المدني ليس في المنطقة فحسب، بل وخارجها. وقال الوزير الروسي: "لا يجوز نسيان التجارب السابقة، عندما كانت واشنطن تسلح وتدعم وتمول المجاهدين اللذين تشكلت منهم "القاعدة" التي أوفدت "أفضل ممثليها" لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول في نيويورك وواشنطن.
وأنا حريص على عدم تكرار أخطاء الماضي من جديد". وامتنع الوزير عن التعقيب أكثر على الموضوع مشيرا إلى أن موسكو تريد أن تسمع تصريحات واشنطن نفسها بهذا الشأن.
هذا ويلقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الأربعاء خطابا في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، حيث من المتوقع أن يصف سورية بالتحدي الجديد للجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب وأن يشير إلى توسيع المساعدات الأمريكية للمعارضة السورية.
ويشكك مسؤولون أمريكيون في أن يعلن أوباما اليوم برنامجا محددا لدعم المعارضة، مضيفين أن هذا البرنامج ما زال في المراحل النهائية من الإعداد. وكشف المسؤولون أن برنامج تدريب "المقاتلين المعتدلين" في صفوف المعارضة السورية سيتطلب إرسال فريق من الجنود الأمريكيين إلى الأردن، حيث سيشاركون في بعثة إقليمية معنية بتدريب مقاتلين يتم اختيارهم بعناية، على العمليات التكتيكية بما فيها عمليات مكافحة الإرهاب.
وستقوم الولايات المتحدة بتنسيق أعمال البعثة الإقليمية التي من المخطط أن تشارك فيها أيضا تركيا والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة.
وذكر المسؤولون أن أوباما لم يعط بعد موافقته النهائية على المبادرة، بل ما زالت هناك مناقشات داخلية بشأن فوائدها المحتملة والمخاطر التي تحملها.
وتجدر الإشارة الى أن واشنطن قد بدأت سابقا عدة عمليات سرية في الأدرن لدعم المعارضة السورية، ومن غير الواضح كيف سيعمل البرنامج الجديد وما سيميزه عن البرامج السابقة.
هذا وبلغت نفقات واشنطن على المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية منذ بدياة الأزمة السورية حتى الآن نحو 287 مليون دولار.
هذا ووصف لافروف الربط بين استئناف المفاوضات السورية في جنيف وتنحي الرئيس بشار الأسد، بأنه موقف غير واقعي تماما.
وقال: "إننا قلقون من بقاء جدول أعمال الجولة القادمة للمفاوضات حول سورية الذي تم الاتفاق عليه منذ وقت طويل، مهمشا، وذلك لأن زملاءنا الغربيين وما يسمى "الائتلاف الوطني" يرفضون الذهاب إلى جنيف حتى يتنحى الأسد عن السلطة".
وأردف قائلا: "يدرك الجميع أن هذا الموقف غير واقعي تماما ويحمل طابعا أيدولوجيا". ودعا الوزير إلى تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل اليها سابقا بشأن بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة، وذلك بدلا من توجيه إنذارات لدمشق ومطالبتها بتقديم تنازلات أحادية الجانب.