بوتين بالسنوية الأولى «للعملية الخاصة»: علينا أخذ ما كان ذروةً في الاتحاد السوفييتي وتطويره
ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة ظهر اليوم الثلاثاء 21 شباط 2023 بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وذلك أمام مجلس الفيدرالية الروسي في موسكو.
وكان من أهم ما ورد إعلان بوتين وقف روسيا لمشاركتها في اتفاقية الأسلحة الاستراتيجية. كذلك تأكيد بوتين بأنّ الغرب هو من بدأ الحرب وأنّ روسيا استخدمت وستواصل استخدام القوة من أجل إيقاف الحرب.
وفيما يلي أبرز ما ورد من نقاط أخرى في خطاب بوتين الذي استمر لأكثر من ساعة ونصف:
- ذكّر بوتين بأنّ الغرب هو من بدأ الحرب ونحن نقاتل لإنهائها، مذكّراً بأن روسيا اقترحت وطالبت بضمانات أمنية من الناتو في كانون الأول (ديسمبر) 2021. ولكن الغرب استخدم الخداع كما استخدمه سابقاً لتدمير يوغسلافيا والعراق وليبيا وسورية.
- انتقد بوتين الفصل الذي يمارسه الغرب وواشنطن بين ما يسمى «دول متحضّرة» وأخرى «غير متحضّرة».
- أكدنا على التعاون والانفتاح على الحوار والأمن غير المتجزّئ ولكن رد الفعل كان بتوسيع الناتو شرقاً إلى قرب حدودنا. وانتقد بوتين نشر القواعد الأمريكية والناتو العسكرية ليس فقط قرب روسيا، بل حول العالم.
- انتقد بوتين النفاق الأمريكي والغربي مبرزاً رقمين: ففي حين أنفقوا 60 مليار دولار فقط لدعم الدول الفقيرة عام 2021، أنفقوا بالمقابل 150 مليار للحرب، متسائلاً: أين ذهبت الأحاديث عن محاربة الفقر وحماية البيئة؟!
- وانتقد بوتين الاتهامات الغربية ضد روسيا التي ظهرت في مؤتمر ميونخ الأخير، مشدداً على: أنهم هم من بدؤوا الحرب ونحن سنوقفها بالقوة.
- الغرب لا يحصون مئات آلاف الناس الذين قتلوا في حروبهم، بل ما يهمهم الترليونات من الدولارت التي يجنونها.
- ذكّر بوتين بأنّ هذا النهج الغربي أدى لفتح الباب أمام النازية في ثلاثينيات القرن العشرين وأنه اليوم يحدث الشيء نفسه ويتكرر. وذكّر بوتين بـ«الانقلاب الدموي ضد الدولة والدستور في أوكرانيا عام 2014»، ولفت إلى أنهم دمروا صناعة أوكرانيا ونهبوا ثرواتها الباطنية، واستخدموا الناس أدوات للعمل العسكري ومواد للاستهلاك.
- وقال بوتين: كلما زاد ضخّ السلاح لأوكرانيا، كلما كنا مضطرّين لإبعاد التهديد عن حدودنا.
- يريدون تحويل هذا الصراع لحالة حرب عالمية.
- وانتقد بوتين الهجمات الغربية على القيم الكنسية الأرثوذكسية الروسية، ولفت بمعرض الانتقاد إلى التشجيع الغربي للمثلية والبيدوفيليا والنظرة الغربية ضدّ العائلة. وقال بوتين: إنّ النخب الغربية يصابون بجنون يستعصي على الشفاء، ونحن مضطرّون إلى مواجهة هذا التقهقر الثقافي والديني.
- بوتين: من يقومون بأعمال إرهابية ضد مجتمعنا سيتحملون المسؤولية.
- بوتين: نفتخر بشعبنا متعدد القوميات والأغلبية الساحقة تتخذ موقفاً مبدئياً إزاء العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس. ونفتخر بالوطنية والإحساس بأن كل واحد جزء لا يتجزأ من وطننا، فأشكر شعب روسيا وجنودنا وبحارتنا والمخابرات في دونيتسك ولوهانسك والمتطوعين...
- بوتين: أنحني أمام كل أسرة لأولئك الذين يشاركون بالعملية العسكرية، وعمال السكك الحديد والمصانع وورشات الإصلاح والموظفين في المزارع. أزجي الشكر لكم جميعاً، وللمعلمين والمعلمات والعاملين والعاملات في ظروف عصيبة في جبهات القتال، والشخصيات الفنية التي تزور المشافي... والصحافيين الذين ينقلون الصدق ورجال الدين...
- وشكر بوتين بشكل خاص مواطني الأقاليم الروسية الجديدة: دونيتسك ولوهانسك وزاباروجيا وخيرسون. وأكد على أن بحر آزوف أصبح برحاً روسياً، ونعمل على بناء طرق ومشروعات جديدة ودعم هذه الأقاليم وكل ما من شأنه «إعادة السلام لأرضنا».
- قال بوتين: «أودّ أن أبجّل ذكرى الذين قتلوا في النضال ضد نظام كييف» وتابع بتذكّر أبطال الحرب الوطنية العظمى.
- واقترح بوتين تشكيل «صندوق حكومي خاص» للدعم الشخصي لأسر الذين قتلوا في العملية الخاصة، سوف يخصص للدعم المادي والنفسي والعناية المنزلية وكذلك عن بعد، وحثّ بوتين على تنفيذ وتنظيم ذلك بأقرب وقت ممكن وإزالة أية حواجز بيروقراطية أمام ذلك.
- تحدث بوتين عن حق كلّ جندي روسي بإجازة 15 يوم للقاء أسرته.
- وحث بوتين على العمل للوصول إلى مستوى جديد أعلى من التزويد بالمكونات العسكرية الجديدة بحيث يفوق مستوى 90% الحالي. وتحدث عن مهمة خاصة لتنظيم ومضاعفة وتائر تطوير التكنولوجيا الدفاعية التي قال إنها في كثير منها متفوقة ويجب فعل كل شيء من أجل النصر.
- بوتين: الغرب أطلق ضدنا كل أنواع العقوبات وضد اقتصادنا، لكنه لم يحقق أيّ شيء، ولن يحقق أي شيء. وانتقد بوتين منع روسيا الوصول إلى الأسواق، وسرقة أصولها، وأن الهدف كان إضعاف روسيا وإحباط الشعب الروسي ليشعر باليأس في الداخل، ولكنهم لن يحققوا ذلك... ولفت بوتين إلى أنّ التضخم في روسيا 4% يبقى أقل من نظائره في كثير من الدول الغربية. واقترح إطلاق مشروع خاص للرهن العقاري بسعر فائدة أقل من سعر السوق.
- وانتقد بوتين الأثرياء الروس الذين ركزوا على الاستثمار في الغرب بدلاً من الاستثمار في بلادهم، وقال بوتين: لا أحد في بلادنا حزن على أولئك الذين خسروا أموالهم وقصورهم في الغرب. وأولئك الذين فضلوا العيش في الغرب أخذوا الآن يهرولون... وهذا ما قلته لهم من قبل. فالناس تذكروا نهب الاتحاد السوفييتي، وانتقد بوتين الخصخصة في التسعينيات ونهب أموال روسيا إلى الغرب آنذاك، وممارسات الغرب من ضغوط اقتصادية إبان انهيار الاتحاد السوفييتي. وكانوا يرون أن روسيا مجرد مكان لجني الأرباح. ووصف بوتين هؤلاء «بالخطر على بلدنا». وقال بوتين: يجب أن ندرك بأنّه بالنسبة للغرب فهؤلاء [الأثرياء الروس في الخارج] يبقون غرباء من الصنف الثاني بالنسبة للغرب، ويمكنه أن يحرمهم من ثرواتهم في أي وقت. وأنّ هناك خيار آخر هو «أن تعمل مع وطنك»...
- وقال بوتين: علينا أن نكون منفتحين للعمل البناء مع كل أصدقانا؛ الشعب الروسي لطالما كان خيراً وكريماً وقادرون على الصداقة والدعم في الأوقات الصعبة، ونهرع للمساعدة. شعبنا أول من هرع لمساعدة الشعوب الأوروبية في كوفيد-19، ونحن لا نساعد فقط في الزلازل في تركيا وسورية.
- ولفت بوتين إلى أهمية العناية بالجوانب الثقافية وخاصة في المناطق المنضمة إلى روسيا مؤخراً: سنقوم ببناء الكثير من المنشآت الثقافية في دونباس، كالمتاحف، ليبقى الناس على صلة مع ثقافتهم... وعلينا زيادة جودة المدارس والجامعات وخاصة في مناهج التاريخ والثقافة ليتمكن الأجيال من التعرف على روسيا...
- زاد الطلب على الكوادر التعليمية بشكل كبير بنسبة 3.7% مما يدل على الطب الكبير المتزايد، ويتم تشكيل مناهج تعليمية جديدة. ومن المهم أن يأتي أشخاص خبراء في الصناعات.
- خلال 5 سنوات سيتم تجهيز حوالي مليون مختص في التعدين والبناء والصيدلة والطرق والمواصلات والطاقة النووية وغيرها... مما سيزيد القدرة التنافسية لروسيا.
- تحدث بوتين عن أنّ هناك مسألة مهمة جداً حول التعليم العالي: إنه يتطلب تغييراً كبيراً لأنه يؤثر كثيراً في حياتنا؛ يجب أن نأخذ ما كان ذروةً في الاتحاد السوفييتي ونطوّره في حياتنا الآن. ويجب أن نوسع قاعدة المختصين في التعليم العالي، بحيث يكون تعليمهم بين 4 إلى 6 سنوات، وتحضير هؤلاء المختصين في كل جامعة على حدة بناء على الحاجة... ويجب تطوير مستوى التعليم العالي وفتح المجال لدراسات الدكتوراه والانتقال للأنظمة الجديدة في التعليم العالي بشكل جيد.
- وتطرق بوتين إلى دعم الأطفال والأسر، وقال إنه تضاعفت ميزانية الأطفال بأضعاف التي تعتبر هامة ضمن الميزانية الحكومية، وأنه سوف يتم منح الميزات نفسها فيما يتعلق في القرم وسيفاستوبل لتكون كما في باقي روسيا منذ 2007. لافتاً إلى أن هناك نقطة تحول تتعلق بالحد الأدنى للرواتب الذي تضاعف بنسبة 20% واعداً بزيادته بوتائر أعلى.
- الولايات المتحدة تريد التأكيد على هيمنتها العالمية دون اعتبار للقيم الروسية وحتى قيم ومصالح الدول الأخرى. وبعد العام 1945 تغير الوضع وتشكلت مراكز أخرى للنمو... وبدأت الولايات المتحدة بتحريف الأمور وفق مصالحهم الأنانية...
- بوتين: هناك تصريحات متهورة بشأن إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
- بوتين: أعلن إيقاف مشاركة روسيا باتفاقية الأسلحة الاستراتيجية، وأكرّر بأن روسيا لا تنسحب بل توقف مشاركتها بهذه الاتفاقية.
- لفت بوتين إلى أنّ هناك معلومات عن اعتزام الولايات المتحدة اختبار أسلحتها النووية بمكونات جديدة، وقال بأنه يجب على وزارة الدفاع الروسية وروس-آتوم أن تقوم باختبارات أيضاً في حال نفذت الولايات المتحدة اختباراتها في هذا المجال، بناء على مبدأ «المساواة».
- وختم بوتين كلمته بشكر الروس على دعم أخوتهم في الدونباس، وشدد على أنّ «روسيا سترد على أي تحديات لأننا دولة واحدة وشعب واحد متكاتف».
آخر تعديل على الثلاثاء, 21 شباط/فبراير 2023 13:28