السيسي يتعهد بحل مشكلات الاقتصاد المصري في عامين

السيسي يتعهد بحل مشكلات الاقتصاد المصري في عامين

أكد المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية أن علاقات مصر الخارجية ستكون متعددة، وأن روسيا لن تكون بديلا لأحد، معلنا أن السعودية ستكون أولى محطاته الخارجية في منصب الرئاسة، كما تعهد بحل معظم مشاكل الاقتصاد المصري خلال سنتين من ولايته

أكد المشير السيسي، في الجزء الثاني والأخير من مقابلة مع فضائيتي (سي.بي.سي) و(أون.تي.في) المصريتين أُذيع مساء الثلاثاء أن مياه النيل هي قضية حياة أو موت بالنسبة لمصر، ولفت إلى حرص بلاده على إدارة علاقاتها الخارجية مع العالم بشكل متوازن، وتعهّد بحل معظم المشكلات التي تواجه الاقتصاد المصري وبأن يشعر المواطن بتحسّن في أحواله المعيشية خلال عامين من توليه الرئاسة.
 واعتبر، أن ملف سد النهضة أُهمل كثيراً، وأن أفريقيا بصفة عامة لم تحظ بالجهد والاهتمام اللازمين، على أهميتها كما أن أمن ووحدة السودان يمثلان عمقاً استراتيجياً لمصر.
 ورداً على سؤال حول صفقة السلاح الروسي لمصر، أجاب السيسي باقتضاب ودهشة "سلاح إيه؟"، وأشار إلى أن "العلاقات المصرية - الروسية العسكرية موجودة منذ السبعينات (من القرن الماضي)، وكثير من المعدات الموجودة في الجيش المصري هي معدات روسية".
 وأضاف أن الزيارة التي قام بها إلى روسيا "تأتي في إطار تعدد العلاقات المصرية مع العالم كله، وكانت بهدف استعادة مصر اقتصادياً، ونحن نحتاج دعما حقيقيا من أي حد يقدمه، مش عايزين نغلق الباب على أي فرصة دعم، بما فيها المنح، على أي حد".
 وأردف قائلاً "لا يصح أن ننظر إلى روسيا على أنها بديل لأحد؛ والعلاقات مع روسيا من 50 سنة".
 وأعرب السيسي، الذي تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي في الفترة من آب/أغسطس 2012 وحتى آذار/مارس 2014، عن تقديره لمساندة عدد من الدول العربية لمصر وبخاصة السعودية والإمارات العربية المتحدة، قائلاً أنا "كمواطن مصري أتقدم بالشكر إلى جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز كبير العرب لما قدمه لمصر، وربنا يحفظ السعودية من أهل الشر، وأتقدم بالتحية للأشقاء في الامارات وطالبهم بالحفاظ على بلادهم وكذلك الكويت أشقائنا وأهلنا، والأشقاء العرب قدموا لمصر ما يتجاوز 20 مليار دولار".
 وأعلن أن أول زيارة خارجية سيقوم بها في حال تولى الرئاسة ستكون للسعودية.
 وحول برنامجه الانتخابي، قال المشير السيسي "سوف أعتمد في برنامجي على محاور متوازنة لأنه ليس لدينا ترف العمل في ملف وترك آخر"، موضحاً أنه حال توليه الرئاسة سيعمل على زيادة مساحات الأراضي الزراعية عبر تنفيذ محور التنمية وسيتم تعظيم دور الدولة في ذلك.
 وتعهّد بحل معظم المشكلات التي يعانيها الاقتصاد المصري، وبتحسين الأحوال المعيشية للمواطن المصري خلال عامين من توليه الرئاسة، مشيراً إلى أنه سيعمل على ضبط الأسواق وتوفير السلع بأسعار ملائمة لجميع المواطنين حتى لو تطلب الأمر آليات موازية للضبط، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب بأجور مناسبة، وتوفير أراضي قابلة للاستصلاح تقدّر بربعة ملايين فدان (الفدان 4200 متر مربع) وتوزيعها على الشباب بنسب بين المحافظات.
 كما حثّ القطاع الخاص على مساعدة مؤسسات الدولة في مراعاة الفقراء، لافتاً إلى أنه يهتم بالفقراء أكثر من أي فئة أخرى في البلاد.
 وأضاف أن برنامجه الانتخابي، الذي يعتزم تنفيذه في فترات قياسية، يستهدف أيضاً إنشاء 22 مدينة جديدة للصناعات التعدينية فى الظهير الصحراوي لسيناء لبناء مجتمع جديد، وتطوير شبكة ري للأراضي الزراعية في الدلتا (شمال البلاد) من شأنه توفير 10 مليارات متر مكعب من المياه سنوياً، وكذلك بناء 8 مطارات جديدة لتسهيل حركة التنقل الى المدن الجديدة.
 وأضاف وزير الدفاع المصري السابق "لدينا وطن مهدَّد فحجم الدين الداخلي والخارجي وصل إلى 1.7 تريليون جنية (حوالي 243 مليار دولار)، وأهم شئ هو العمل".
 وطالب المواطنين بالتحلي بالصبر "لأن ما تحقق حتى الآن قد لايكون كافياً ولكنه هو المتاح وعلى المصريين أن يعطونا الفرصة ونصبر لنخرج من دائرة العَوَز، لأنه إن لم يصبر المصريون حتى تتحسّن الأمور فمصر لن تقوم"، محذِّراً من أنه سيطبق القانون حال قطع الطرق أو القيام بأعمال فوضى.
  واستطرد قائلاً "نحتاج إلى تريليون جنيه (حوالي 143 مليار دولار) للعمل على المشروعات المستهدفة ومن خلال عدة محاور أهمها دعم المصريين في الخارج، وفتح مجالات جديدة للاستثمار المصري والعربي والأجنبي، ومساعدات الأصدقاء والأشقاء".
 وتناول السيسي أزمة الطاقة التي تعانيها مصر حالياً، مؤكداً ضرورة وضع حلول غير تقليدية عاجلة لحل تلك الأزمة من بينها ترشيد الاستهلاك.
 وأشار إلى أن بلاده تحتاج في المرحلة الحالية إلى رجال عباقرة وعقلاء وأُسود قادرين لأن الدولة لا تتحمل التجربة ومن لا يقدر عليه الابتعاد، كاشفاً النقاب عن أنه بدأ البحث عن فريقه الرئاسي منذ أكثر من شهر.
 ومن ناحية أخرى، أكد السيسي أن المصريين جميعاً سواء بالنسبة له لا فرق بين مسلم ومسيحي أو رجل وسيدة أو فتاة، داعياً المصريين إلى "أن يختاروا من يحقق مصلحتهم والمصلحة الوطنية لمصر بعمق ومسؤولية".
 
ومن المنتظر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في مصر يومي 26 و27 من أيار/مايو الجاري داخل البلاد بعد أن تجرى للمصريين في الخارج خلال الفترة من 15 وحتى 18 من الشهر، ومن المقرّر أن يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية في الخامس من حزيران/يونيو المقبل.