المقداد: «عندما تردّ الصواريخ السورية قد تصيب الطيران المدني... ولذلك لا ننفعل»
نشرت وكالة «أثير» العُمانية المقابلة التي أجرتها في 27 تشرين الأول/أكتوبر مع وزير الخارجية السوري، الدكتور فيصل المقداد.
وفي سياق الجزء المتعلّق بموضوع اعتداءات الاحتلال «الإسرائيلي» المتكررة على سورية، قال المُحاوِر العُماني الإعلامي موسى الفرعي: «في لحظة وصولنا إلى دمشق، الجانب السوري يرحّب بنا في المطار، والجانب الإسرائيلي كان يقصف دمشق...».
فعقّب وزير الخارجية السوري، د. فيصل المقداد بالقول: «استقبلوكم بهذا حتى تروا بأعينكم. نحن أصدرنا يوم أمس بياناً وجّهناه إلى الأمم المتحدة، وقلنا أنّ هذه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية تعني انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة، وتعني انتهاكاً أيضاً لقرار وقف إطلاق النار، وتعني اعتداءات مستمرة يجب على إسرائيل أن تدفع ثمنها».
وأضاف المقداد: «وكنا قد قلنا للأمانة العامة: لماذا تسكتون؟! إذا كنّا نحن نواجه الكثير من العداء في الداخل ونحاول ترتيب أوضاعنا، وتقوم إسرائيل باستغلال ذلك لدعم عصاباتها ومجموعاتها الإرهابية التي في كلّ مرة تنهزم فيها في مواجهة الجيش العربي السوري، تقوم إسرائيل من جانبها من الجنوب بهذه الاعتداءات على أطراف دمشق أو على محافظات أخرى، وحتى وصلت هذه الاعتداءات إلى مطار حلب! وتدمّر بذلك منشآت مدنية وتهدد سلامة الطيران العالمي في المنطقة».
وتابع وزير الخارجية السوري: «هم يستغلّون مرور بعض الطائرات المدنية ويطلقون النار من تحتها أو من فوقها. في هذه الحالة عندما تردّ الصواريخ السورية، ستصيب، قد تصيب، بعض الطيران المدني، وبعد ذلك يقع اللوم علينا، لذلك نحن لا ننفعل، ومواقفنا تجاه هذه الاعتداءات واضحة. ونحن نقول ونحذّر من أنّ إسرائيل ستواجِه ردّاً عاجلاً أم آجلاً على كلّ هذه المحاولات. وكما قلت لكم، قلتُ للأمين العام لماذا لا يوجد ردّ من الأمم المتحدة، هل تريدون أن تقوم إسرائيل [بالاعتداء] وتسكت سورية وهذا مستحيل، ونحن لدينا الآن قوات جاهزة ولدينا جيش جاهز، لكن نحن من يحدّد كيف ومتى نردّ، هل تريدون أنْ تردّ سورية بقصف إحدى مطارات إسرائيل؟ أو بقصف منشآت مدنية إسرائيلية؟ حتى تقولوا بأنّ هنالك اعتداءات، لكن من جانب آخر؟ أنتم لا تنفعلون عندما تعتدي إسرائيل لكن عندما نردّ أنتم ستتدخّلون، وأنا أرى ذلك بأمّ عيني. وأنا في فترة معيّنة كنتُ رئيساً لمجلس الأمن، عندما كانت سوريّة عضواً فيه، بين عامَي 2001–2003، وطبعاً استغربَ الأمين العام وقال يجب أنْ يكون هنالك موقف لكن يبدو أنّ الدوائر في الأمم المتحدة والضغوط التي يتعرضون لها من الجانب الأمريكي والجانب الغربي، تجعلهم لا يتفاعلون مع هذه الأحداث الخطيرة التي تقع في كلّ يوم».
يجدر بالذكر بأنّ الاحتلال «الإسرائيلي» يواصل اعتداءاته المتكرّرة على سورية، والتي تتسبب باستشهاد عسكريين ومدنين بين وقت وآخر فضلاً عن الأضرار المادية. ففي عدوان 17 أيلول/سبتمبر الماضي 2022، تسبب العدوان الصهيوني بصواريخ على مطار دمشق الدولي وجنوب دمشق باستشهاد خمسة عسكريين، كما أعقبه اعتداءان آخران في ليلة 21 أيلول وفي يوم 24 أيلول، وهذا الأخير استهدف محيط دمشق وريف دمشق وتسبب بإصابة عسكري بجروح مع «تصدّي وسائط الدفاع الجوي السوري لصواريخ العدوان وإسقاط عدد منها» وفقاً لتصريح مصدر عسكري لوكالة سانا الرسمية للأنباء. وكانت اعتداءات سابقة خلال العام الجاري قد استهدفت أيضاً مطاري حلب ودمشق وألحقت بهما أضراراً وأعطالاً.
معلومات إضافية
- المصدر:
- «أثير» العُمانية + وكالات