ألمانيا تفشل بتأمين الغاز من قطر والنرويج و«غازبروم» تتوقع تجاوز سعره 4000 دولار شتاءً
أعلن وزير الاقتصاد الألماني فشل المفاوضات مع قطر بشأن إمداد بلاده بالغاز الطبيعي المسال، مرجعاً ذلك إلى سياسة التسعير للدولة الشرق أوسطية، مشيراً إلى ارتفاع السعر مقارنة بموردين آخرين.
وقال الوزير روبرت هابك: «الشركات في السوق تبحث عن أفضل صفقة. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تعمل بها. وإذا لم تقدم قطر أفضل صفقة، فلن تكون الشركات بما في ذلك المستهلكون، لن يخطئوا إذا لم يختاروا العرض الأغلى، وهكذا فعلوا».
وجاءت تصريحات الوزير في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء بعد توقيع مذكرة تفاهم بشأن تزويد ألمانيا بالغاز الطبيعي المسال.
مشدداً على أن هذا لا يعني انتهاء المفاوضات مع قطر، حيث تم إبرام شراكة في مجال الطاقة، مشيراً إلى رحلته إلى الدوحة.
وأضاف أنه «في غضون أربع أو خمس سنوات، ستتم إضافة المزيد من الغاز المسال إلى السوق الكبيرة، التي يوجد طلب كبير عليها الآن. بحيث يمكن استخدام نطاق أوسع من الغاز المسال مع إمدادات الغاز إلى ألمانيا».
في وقت سابق، نشرت «فوكس» تحقيقاً مفاده بأن الشركات الألمانية لم توقع أبداً عقداً واحداً لتوريد الغاز مع قطر، على الرغم من أنه بعد رحلته إلى الدولة الشرق أوسطية في مارس/آذار وما تلاها من إبرام شراكة في مجال الطاقة بين البلدين، أعلن هابك عن مشروع صفقة غاز مربح. أصبح معروفا لاحقًا أن قطر ستزود إيطاليا بالغاز الطبيعي المسال بدلا من ألمانيا.
وفي سياق متصل أشار تقرير إعلامي لفشل زيارة المستشار الألماني، أولاف شولتز، إلى النرويج أيضاً في سبيل الحصول على إمدادات غاز إضافية بالإضافة لإمكانية تقليل إمداد البلد الإسكندنافي لألمانيا بالكهرباء.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «taz» فإن الجانب النرويجي أعلم المستشار الألماني أن البلد الثالث في العالم كأكبر منتج للغاز بعد روسيا وقطر، قد قدم بالفعل ما يمكنه أن تنتجه حقوله.
وأبلغ رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني «أن النرويج تسلم أكبر قدر ممكن من الغاز لألمانيا».
كما أن ستوره كان على استعداد لإخبار نظيره الألماني أن بلاده قد توقف إمدادات الكهرباء عن ألمانيا. وفي مقابلة مع صحيفة أوسلو اليومية «Aftenposten»، والتي ظهرت يوم زيارة المستشار، كان قد أعلن بالفعل عن هذا، قائلاً: «على كل دولة أن تتحمل مسؤولية استدامة نظام الطاقة لديها».
بالنسبة للنرويج، هذا يعني أن الأولوية ستعطى الآن لزيادة قدرة احتياطياتها من الطاقة الكهرومائية في الشتاء المقبل، قال ستوره: «لدينا هذه المسؤولية الوطنية. يجب تقليص الكابلات إلى ألمانيا أو إيقافها. الأمر نفسه ينطبق على الاتصالات مع الدنمارك والسويد».
ويعتبر هذا تحول من قبل الحكومة النرويجية، فهذا البلد الذي يعمل بالطاقة الكهرومائية، يعاني من نقص في المياه لم يحصل منذ 140 عامًا نتيجة فصول الشتاء مع القليل من الثلوج وأسوأ موجة جفاف في جنوب وشرق البلاد، حيث وصل مستوى ملء الخزانات في بعض الحالات لمستوى تاريخي من الانخفاض. الأمر الذي ساهم في الارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء في جنوب البلاد.
هذا وكانت شركة «غازبروم» الروسية أعلنت اليوم توقعاتها بأن تتجاوز أسعار الغاز في أوروبا حاجز الـ4 آلاف دولار في هذا الشتاء
وأشارت شركة «غابروم» الروسية إلى أن أسعار الغاز في السوق الفوري في أوروبا قد تتجاوز عتبة الـ4000 دولار لكل ألف متر مكعب.
وجاء في بيان الشركة الذي أعقب وصول تكلفة الغاز في السوق الفوري في أوروبا إلى 2500 دولار لكل ألف متر مكعب: «نلاحظ أنه في التبادلات الفورية في أوروبا، تجاوزت أسعار الغاز حاجز 2500 دولار. ووفقًا لتقديرات متحفظة، إذا استمر الاتجاه، ستتجاوز الأسعار 4000 دولار لكل ألف متر مكعب في الشتاء».
وبدأت أسعار الصرف للغاز في أوروبا الأسبوع الماضي بالقرب من 2100 دولار للألف متر مكعب وزادت تدريجياً. ليتسارع النمو هذا الأسبوع، وليتجاوز يوم الإثنين، سعر العقود الآجلة لتوريد الغاز في سبتمبر/أيلول (وفقًا لمؤشر TTF) 2400 دولار لكل ألف متر مكعب لأول مرة منذ بداية مارس/آذار، وعند افتتاح التداول في الثلاثاء تجاوزت علامة 2450 دولاراً.
وواجهت السوق الأوروبية مشاكل في سوق الغاز، وعزا الخبراء حدوثه إلى محدودية العرض من الموردين الرئيسيين، بالإضافة لانخفاض مستويات الإشغال في مرافق تخزين الغاز تحت الأرض (UGS) في أوروبا وارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي المسال (LNG) في آسيا.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات