بينهم سوري: DW الألمانية تطرد صحفيين عرب لانتقادهم «إسرائيل»
ما زالت تتفاعل قضية قرار قناة دويتشه فيلله DW الألمانية منذ أول أمس الإثنين 8 شباط، بطرد خمسة صحفيين عرب بينهم صحفي سوري، إضافة إلى إحالة 8 آخرين للتحقيق، وذلك بسبب مواقفهم المؤيدة للقضية الفلسطينية والمناهضة للاحتلال، والتي تذرّعت القناة الألمانية بأنها «معاداة للسامية».
وطال قرار الفصل رئيس مكتب القسم العربي للقناة في بيروت باسل العريضي، والخبير في مجال إدارة الإعلام الصحفي داود إبراهيم، والصحافية الفلسطينية مرام سالم، والصحافية الفلسطينية-الأردنية فرح مرقة والمُحرّر الصحفي السوري مرهف محمود.
كما وقدم مدير القسم العربي ناصر شروف استقالته من منصبه، احتجاجاً على قرار القناة.
هذا وكان قد تم تعيين أحد «الإسرائيليين» ضمن لجنة التحقيق مع الموظفين العرب المذكورين، مما يؤكد النيّة المسبقة بالانحياز لمصلحة «إسرائيل»، على الرغم من أنّ ألمانيا تؤكد (بالأقوال) في سياستها الخارجية على «مبدأ حل الدولتين»، ولا تعترف بالمستوطنات غير الشرعية.
وبالنظر للتقرير الألماني المفصل اعتبرت اللجنة أن نشر مواد تضامنية مع فلسطين مثل غزة أو قضية الشيخ جراح أو استعمال هاشتاغ «أنقذوا الشيخ جراح» (خطأ كبير) على حد زعمها، يستوجب بالربط مع أمور أخرى الفصل من المؤسسة. وأكد بيان إدارة الدويتشه فيله التزامها بتوثيق العلاقات مع كيان الاحتلال «إسرائيل» وزيادة عدد موظفي مكتب القناة الألمانية العامل في «إسرائيل» من أجل تقوية «نقل الأحداث» والصورة «الإسرائيلية» بالإضافة إلى تجنب اختيار ضيوف ينتقدون «إسرائيل».
وتسود حالة من القلق لدى 8 موظفين عرب وفلسطينيين بعد إحالتهم إلى التحقيق، وذلك بعد الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وأخذ صور «سكرين شوت» دون إذنهم وذلك لإدانتهم وتجريمهم لأمور نشروها أو كتبوها تخص التضامن مع فلسطين أو انتقاد الاحتلال و«إسرائيل». وطالب أحد الموظفين الإعلام العربي بتبني قضيتهم وعدم تركهم لوحدهم فريسة التغول الصهيوني الرافض لوجود إعلامي عربي مستقل مدافع عن القضية الفلسطينية.
وقدم المدير العام الألماني للقناة بيتر ليمبورغ فهمه المشوّه لـ«حرية التعبير» تحت ذريعة «معادة السامية» عبر تقييدها بأنها يجب ألّا تكون أبداً «لكراهية إسرائيل».
وأصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بياناً استنكرت فيه «القرار التعسفي الجائر وفصل الصحافيين من العمل بذريعة واهية ومشبوهة، تدل على ارتهان هذه المؤسسة المطلق للوبي الصهيوني وانصياعها الأعمى له وأن الادعاء بأنهم معادون للسامية وأن أفكارهم تصب في هذا الاتجاه، هو ادعاء باطل».
ولفتت نقابة المحررين اللبنانيين إلى «أن الزميلين العريضي وإبراهيم لم يقدما منذ بدء عملهما مع مؤسسة دويتشه فيله على أي تصرف قولاً وكتابة يخالف أنظمة المؤسسة وقواعد سلوكهما، وكانا في قمة التزامهما المهني وعرفا بالدقة والأمانة. كما أنهما لم يحيدا يوماً عن القوانين اللبنانية المرعية التي تعتبر (إسرائيل) عدواً وتحظّر التعامل معها».
وأكدت النقابة «أن قرار المؤسسة الألمانية غير عادل، وهو قد صدر تحت وطأة الضغط (الإسرائيلي)، وليس فيه ذرة من الديمقراطية والشفافية والإنصاف»، معلنة أنها «قررت مواكبة هذا الموضوع قانونياً إذا ارتأى الزميلان العريضي وإبراهيم مقاضاة دويتشه فيلليه والكتابة إلى كل من الاتحاد العام للصحافيين العرب، والاتحاد الدولي للصحافيين في هذا الشأن للقيام بعمل مشترك للتصدي لهذا التصرف اللا-إنساني واللا-أخلاقي من قبل مؤسسة إعلامية لا تحمل من الديمقراطية إلا الاسم».
وختمت «إنّ نقابة المحررين التي تابعت قضية الزميلين العريضي وإبراهيم منذ تعليق عملهما إلى اليوم تعلن تضامنهما معهما ودعمهما في مواجهة هذا الظلم الموصوف حتى إحقاق الحق».
وكان العريضي وإبراهيم جُمّد عملهما منذ كانون الأول/ديسمبر الفائت، العريضي بسبب تغريدة قديمة يردّ فيها على أحد التعليقات حيث قال «كل من يتعامل مع (الإسرائيليين) خائن ويجب إعدامه»، إضافة إلى الهاشتاغ التضامني معه عندما أصيب مع زملائه في قناة «الجديد» لدى تغطية حرب تموز عام 2006، أما إبراهيم فبسبب إدلائه برأيه حول «المحرقة اليهودية».
معلومات إضافية
- المصدر:
- صحيفة القدس العربي + وكالات