إدانات داخل وخارج العراق لمؤتمر تطبيعي مع «إسرائيل»
أثار اجتماع للتطبيع مع كيان الاحتلال انعقد أمس الجمعة في أربيل موجةً من الانتقادات من قوى شعبية وسياسية داخل وخارج العراق.
وانعقد المؤتمر المذكور تحت عنوان ما يسمى «السلام والاسترداد» في إقليم كردستان العراق، ودعا إلى التطبيع مع «إسرائيل» بحضور عدة شخصيات بينها بعض الشخصيات العشائرية.
وطالب الحاضرون بالمؤتمر بالانضمام إلى «اتفاقيات أبراهام» في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع التي وقعتها أنظمة الإمارات والبحرين والمغرب والسودان مع الاحتلال في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
هذا وأدانت كتل نيابية وشخصيات عراقية المحاولات الرامية «لتهيئة الأجواء للتطبيع مع الاحتلال» في مؤتمر أربيل، مؤكدةً أنّ الدعوات التي أطلقها المؤتمر مرفوضة شعبياً وسياسياً وتهدف إلى "جس نبض الشارع العراقي" بشأن التطبيع.
الحكومة العراقية بدورها أكدت أن طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستورياً وقانونياً وسياسياً في الدولة العراقية، وأن هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية، والمشاركون فيها يحاولن بيأس الحديث باسمهم.
هذا وقالت حكومة إقليم كردستان العراق إنه «لا علم لها» بالمؤتمر التطبيعي، وقررت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم اليوم السبت إبعاد شخصيات دعت للتطبيع مع «إسرائيل».
وقالت الوزارة في بيان لها، إنّ «إحدى منظمات المجتمع المدني عقدت ورشة عمل في أربيل لشخصيات عدة من بعض محافظات العراق للعمل على مفاهيم التعايش وتطبيق أسس الفيدرالية في العراق على ضوء الدستور العراقي الدائم، ولكن للأسف قام بعض مشرفي هذا النشاط بحرف ورشة العمل هذه عن أهدافها واستخدامها لأغراض سياسية بالشكل الذي كانت فيه بعيدة عن شروط منح الرخص لإقامة مثل ورش عمل كهذه».
وأضافت: «ألقيت خلال هذا النشاط، كلمات وبيانات لا تتطابق بأي شكل من الأشكال مع السياسة الرسمية لحكومة إقليم كردستان ولا تعبر عن سياسة الإقليم، وعلى هذا الأساس، فإن وزارة الداخلية ستتخذ الإجراءات القانونية ضد الأشخاص الذين حرفوا مسار هذا الاجتماع، وستنزل العقوبات بحق المخالفين أيا كانوا».
وأشارت إلى أن «الإقليم ككيان دستوري وفي إطار العراق الاتحادي، ملتزم دائماً بالسياسة الرسمية الخارجية للدولة العراقية ولا يسمح مطلقاً باستغلال الحرية والديمقراطية السائدة فيه من أجل نوايا وأغراض سياسية أخرى، والأشخاص الذين قاموا بذلك سيتم إبعادهم ولن يكون لهم موطئ قدم في إقليم كردستان العراق».
وكان سياسيّ عراقي ونائب سابق في مجلس النواب يدعى «مثال الآلوسي» قد دافع عن التطبيع وما سماه «السلام» مع «إسرائيل» مصرحاً لقناة RT الروسية بأنه «سعيد» أن يعيش ما سماه «التطورات الإيجابي» معترفاً بأنه سافر إلى «إسرائيل» وقال بأنّ المؤتمر المذكور «مدعوم من أسماء كبيرة في بغداد» على حد قوله، لكنه لم يسمّها وأنهم لا يجرؤون على الإفصاح عن نواياهم حالياً لأن «الوقت غير مناسب» ويقولون في خطاباتهم كلاماً آخر.
ومن المُجاهرين علناً بالتطبيع رئيس «صحوة العراق» المدعو وسام الحردان الذي قال خلال المؤتمر سيّئ الذكر: إنّ «العراق سبق العالم كله في بناء الإنسانية، ما الذي حدث، وما الذي خرب العراقيين وجعلهم ميليشيات وقتلة ودواعش، نحن نرفع راية السلام للعالم أجمع، ونحتضن كل رواده من أجل الإنسانية، وندعو لضمه إلى اتفاقيات إبراهيم الدولية» على حد تعبيره.
وزعمت القناة «12» التابعة لتلفزة العدو، أنّ «العراقيين» أعربوا عن «ترحيبهم بنجل رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز الذي ألقى كلمة بالعبرية» عن «الحاجة إلى علاقة سلام والحفاظ على العلاقات (الإسرائيلية)-العراقية»، في تجمّع تم بثه مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ربط بعض المتحدثين الدعوة للسلام مع «إسرائيل» بالمطالبة بإقامة «حكومة اتحادية» في العراق.
ومن الجانب «الإسرائيلي»، قال وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد: «منذ اليوم الذي تولت فيه هذه الحكومة مقاليد الأمور، كان هدفنا هو توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية»، معتبراً «الحدث» في العراق «يبعث على الأمل» على حدّ زعمه، «في أماكن لم نفكر فيها من قبل» وفق تعبيره.
وزعم لابيد بأنّ «إسرائيل» و«العراق» لديهما «تاريخ مشترك وجذور مشتركة في المجتمع اليهودي» مضيفاً بأنه «حيثما وصلوا إلينا، سنبذل قصارى جهدنا للعودة» على حد تعبيره.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات