لأول مرة: أبطال (نفق الحرية) يروون تفاصيل مؤثّرة
قال الأسير يعقوب قادري، أحد أسرى نفق الحرية المعاد اعتقاله، إنه سيعيد تجربة الهروب مرة أخرى كباحث عن الحرية كي ينالها مجدداً.
وأضاف قادري خلال لقائه بمحاميته حنان الخطيب مساء اليوم الأربعاء، إنّ قوات الاحتلال جرّدتهم من ملابسهم عند اعتقالهم «وحققت معهم بشكل عارٍ».
ونقلاً عن الخطيب، فإن القادري ورفاقه، تعرضوا لضغط نفسي كبير ولتحقيق قاسٍ شارك فيه عدد كبير من المحققين، بالإضافة إلى عشرات الملثمين الذين كانوا يستعرضون عضلاتهم ويضغطون على الأسرى، مؤكدة أنّ معنوياته عالية وقالت المحامية إنها استمدّت علوّ المعنويات من موكّلها الأسير.
وأضافت: يتم احتجازهم في زنزانة ضيقة تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وعن الخمسة أيام التي قضاها في الحرية، قال الأسير القادري لمحاميته: أجمل خمسة أيام في حياتي، وكانت رؤية فلسطين المحتلة حلماً قد تحقق.
وخلال أيام انتزاعه حريته روت الخطيب نقلاً عنه: رأى أطفالاً برفقة أهاليهم وذهب وقبّلهم كونه لم ير أطفالاً منذ فترة طويلة.
تمكن محامو أسرى نفق جلبوع الأربعة المعاد اعتقالهم، من زيارتهم للمرة الأولى خلال يوم أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، حيث رووا تفاصيل عملية تحررهم وتجولهم في البلاد المحتلة عام 48.
وأكد الأسرى خلال زياراتهم، التي منع فيها الاحتلال أن يزور نفس المحامي أكثر من أسير، على معنوياتهم العالية، وبعضهم أكد على أنه سيعيد تجربة الهروب مرة أخرى ليتذوق طعم الحرية مجدداً.
أنا من حفر النفق
بدوره قال الأسير محمود العارضة لمحاميه خلال زيارة الأخير له في مركز تحقيق الجلمة إنهم حاولوا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق 48 حتى لا يتعرض أيّ شخص للمساءلة.
وأضاف العارضة: «لم تكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية التي بدأت في ديسمبر (كانون الأول) 2020».
وتابع: «سرنا مع بعضنا حتى وصلنا الناعورة ودخلنا المسجد، ومن هناك تفرقنا كل اثنين على حدة، وحاولنا الدخول لمناطق الضفة ولكن كانت هناك تعزيزات كبيرة».
وقال «تم اعتقالنا صدفةً ولم يبلغ عنا أيّ شخص من الناصرة، حيث مرّت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال، واستمر التحقيق منذ لحظة اعتقالنا لنحو 7 ساعات يومياً».
ونقل المحامي رسلان محاجنة عن العارضة قوله: «تأثرت كثيراً عندما شاهدت الحشود أمام الناصرة، وأوجه التحية لأهل الناصرة، لقد رفعوا معنوياتي عالياً».
وأضاف: «أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأهلنا في غزة، وأحيي كل جماهير شعبنا على وقفتهم، كان لدينا راديو صغير وكنا نتابع ما يحصل في الخارج».
وختم الأسير العارضة: «ما حدث إنجاز كبير، وأنا قلق على وضع الأسرى وما تم سحبه من إنجازات للأسرى».
كنتُ أبحث عن الحرية ولقاء أمي
قال خالد محاجنة محامي الأسير محمد العارضة بعد زيارته للأخير في مركز تحقيق الجلمة، إنّ قوات الاحتلال «الإسرائيلي» كانت في آخر مراحل البحث في المكان الذي احتمى به الأسيران العارضة وزكريا الزبيدي، لكن الصدفة هي التي قادت لاعتقالهما بعد أن مدّ عنصر من القوات الخاصة يده أسفل الشاحنة وأمسك بأحدهما.
وأوضح المحامي محاجنة أنّ الأسير العارضة يرفض التهم الموجهة إليه ويلتزم الصمت رغم كل التعذيب ومحاولات الضغط، وردّ على محققي الاحتلال بأنه لم يرتكب جريمة، وقال: «تجولتُ في فلسطين المحتلة عام 48 وكنت أبحث عن حريتي ولقاء أمي».
وأضاف الأسير العارضة لمحاميه أنه تعرض للضرب الشديد خلال عملية الاعتقال، وقد تُرك عارياً لساعات، قبل أن ينقل لمركز تحقيق الجلمة، إذ إنه محروم من النوم والصلاة ولم يحصل على الطعام إلا يوم أمس، وقد شهدت فترة التحقيق القاسي معه اعتداءات للمحققين عليه، بالإضافة لوضعه في زنزانة ضيقة مراقبة بكاميرات.
وأوضح العارضة أنه ورفيقه الأسير الزبيدي لم يشربا الماء طوال فترة مطاردتهما، وهو ما أنهكهما وعطل قدرتهما على مواصلة المسير، مشيراً إلى أنه تذوق فاكهة الصبر من أحد بساتين مرج ابن عامر، لأول مرة منذ اعتقاله قبل 22 عاماً.
وكشف الأسير العارضة خلال مقابلته المحامي محاجنة أن وحدات «اليمام» و«اليسام» (وحدات عسكرية خاصة تابعة للاحتلال) اعتدت على الأسير الزبيدي وقد تم نقله للعلاج نتيجة لذلك.
وكشف المحامي محاجنة أن تفاصيل المطاردة والتحقيق مع العارضة والزبيدي أبكته، فقد حضر الأسير العارضة للزيارة وهو يشعر بالبرد والأوجاع الناتجة عن الضرب الشديد الذي تعرض له لحظة الاعتقال وخلال التحقيق.
وأشار المحامي محاجنة إلى أن المقابلة مع الأسير العارضة كانت من خلف الزجاج ومراقبة عبر السماعة، وأن الأخير سيكتب بالتفاصيل عن كل ما حدث معه، وهذه هي المرة الأولى في حياته التي يتجول فيها في الأراضي المحتلة عام 48.
وبحسب المحامي محاجنة فإنّ الأسير العارضة سأله إن كان هناك من سمع بقصة هروبهم، وقد أجابه بأن التضامن معهم واسع، فرد بابتسامة وشكر كل من تضامن معهم.
لم نطلب مساعدة أحد خشيةً على أبناء شعبنا
وقال زكريا الزبيدي لمحاميه: «لم أعلم بخطة النفق إلا بالأيام الأخيرة، وخرجت للحرية ولم أطلب من أحد المساعدة خارج السجن».
وأضاف محامي الأسير الزبيدي: «وضعه الصحي جيد، وتعرض للضرب على يد القوات الخاصة عند اعتقاله».
من جانبها، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الأسير الزبيدي تعرض للضرب والتنكيل خلال عملية اعتقاله مع الأسير محمد العارضة، ما أدى إلى إصابته بكسر في الفك وكسرين في الأضلاع.
كما وتم نقل الأسير الزبيدي إلى أحد مستشفيات العدو وأعطي المسكنات فقط بعد الاعتقال، كما يعاني من كدمات وخدوش في مختلف أنحاء جسده بفعل الضرب والتنكيل.
وقال محاميه فلدمان: «إن زكريا الزبيدي لم يشارك في أعمال الحفر، وانضم إلى غرفة الأسرى الستة قبل يوم واحد من خروجهم من النفق، الذي استغرق حفره قرابة العام».
وأوضح الزبيدي للمحامي فيلدمان خلال الزيارة أنهم وعلى مدار الأيام التي تحرروا فيها لم يطلبوا المساعدة من أحد «حرصاً على أهلنا بالداخل المحتل من أي تبعات أو عقوبات (إسرائيلية) بحقهم، ولم يتناولوا الماء طوال فترة تحررهم، وكانوا يأكلون ما يجدون من ثمار في البساتين كالصبر والتين وغيره».
معلومات إضافية
- المصدر:
- قدس الإخبارية