الرئيس الكوبي يستمع لشكاوى المتظاهرين، وبايدن يثير السخرية بزعمه الحرص على «حرية» الشعب الكوبي
ذهب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أمس الأحد، برفقة قادة آخرين من الحزب الشيوعي الكوبي والحكومة، إلى مدينة سان أنطونيو دي لوس بانيوس، جنوب هافانا، حيث تجمعت مجموعة من المواطنين الكوبيّين المحتجّين.
وتحدث رئيس الدولة إلى السكان المحليين حول مخاوفهم وعدم رضاهم، ثم ساروا في عدة شوارع في البلدة الصغيرة.
وقالت الوكالة الكوبية الرسمية إنّ التجمعات حدثت «بتشجيع من الحملات الإعلامية من الولايات المتحدة، في ساحة البلدة الرئيسية».
وقالت الوكالة إنّ «الكوبيين خرجوا في مسيرة في هافانا لدعم الحكومة والثورة بعد أن خاطب الرئيس ميغيل دياز كانيل الأمة في لقاء تلفزيوني إذاعي، داعيًا الناس للدفاع عن شوارع البلاد في مواجهة أعمال زعزعة الاستقرار والتخريب المكثفة».
ونشر وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز عبر حسابه على تويتر مقطع فيديو يظهر مواطنين في بلدية سنترو هابانا يسيرون بالأعلام الكوبية ويهتفون دعماً للحكومة ورفضاً للأحداث التي وقعت يوم الأحد في بعض المحليّات.
وكتب وزير الخارجية: «الشعب يتحرك في وجه حملة الإمبريالية ضد كوبا»، مضيفًا أن التضامن الدولي والكوبيين المقيمين بالخارج ينظّمون الدعم للجزيرة (الكوبية).
ودعا الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، في ظهور متلفز «جميع الثوار إلى النزول إلى الشوارع دفاعاً عن الثورة، حيثما كانت هناك محاولة لإحداث الفوضى، ولمواجهتهم بالقرار والحزم».
وشدد دياز كانيل على التلفزيون الوطني: «لن نسمح لأي أحد من الثورة المضادة، يتلقى أموالاً من الوكالات الأمريكية، بأن يزعزع الاستقرار في كوبا».
ورفض وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز اليوم الإثنين تصريحات مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، بشأن القضايا الداخلية في الدولة الكاريبية.
وأكد رئيس الدبلوماسية الكوبية، في رسالة نُشرت على تويتر، أن المسؤول الأمريكي يفتقر إلى المرجعية والأخلاق للحديث عن سياسات هافانا الداخلية.
وكتب رودريغيز: «لقد خصصت حكومتك مئات الملايين من الدولارات للتخريب في بلدنا وتفرض حصارًا للإبادة الجماعية، هو المسؤول الرئيس عن العوز الاقتصادي».
وكان سوليفان أعرب عن دعم بلاده لـ«حرية التعبير والتجمع في كوبا» تعليقاً على تحركات حدثت أمس داخل كوبا، وصفتها الدولة بأنها محاولات لزعزعة الاستقرار، وبأنها لاقت رفضاً من قطاعات اجتماعية واسعة.
أكد الرئيس ميغيل دياز كانيل أن «أولئك الذين يسعون إلى تفشّي المرض الاجتماعي لا يريدون فوائد صحية لكوبا» متسائلاً عن «دعمهم للحصار الاقتصادي لواشنطن على كوبا في سياق الوباء». وقال إنّ مبادئهم، على العكس من ذلك، تستند إلى النموذج النيوليبرالي، وخصخصة الخدمات الطبية والتعليم.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الإثنين إنّ واشنطن «تساند دعوة شعب كوبا» إلى «الحرية» والإغاثة من وباء كورونا، والتخلّص مما سمّاه «عقوداً من القمع».
جاء هذا في بيان صادر عن الرئيس الأمريكي، اليوم الإثنين، بحسب وكالة «رويترز».
وحسب ما قالت وكالة رويترز الغربية «خرج آلاف الكوبيين الغاضبين، أمس الأحد، إلى الشوارع من العاصمة هافانا إلى سانتياغو، احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ أشهر والقيود المفروضة بسبب وباء كورونا وما وصفوه بالإهمال الحكومي» وفقاً للوكالة.
وفي تعليقه على هذه التطورات، قال بايدن: «الشعب الكوبي يؤكد بشجاعة أن الحقوق الأساسية والعالمية، ومنها حق الاحتجاج السلمي، والحق في تقرير مستقبلهم بحرية يجب أن تحترم».
وأضاف: «الولايات المتحدة تدعو النظام الكوبي إلى الاستماع لشعبه، وتلبية احتياجاته في هذه اللحظة الهامة بدلاً من إثراء نفسه» على حد تعبيره.
وفي وقت سابق، قال مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفان إن واشنطن: «تدعم حرية التعبير والتجمع في جميع أنحاء كوبا وتدين بشدة أي عنف أو مضايقة للمتظاهرين السلميين».
ومن المعروف أنّ واشنطن فرضت وما تزال حصار إجرامياً وعقوبات على الشعب الكوبي مستمر منذ عقود في محاولة للتضييق على النظام الاشتراكي في كوبا.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنّت بتاريخ 23 حزيران الماضي، قراراً يدعو إلى إنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الظالم الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية على الشعب الكوبي منذ 61 سنة.
وجاءت نتيجة التصويت هزيمة تاريخية للولايات المتحدة بتصويت 184 عضواً لصالح القرار، فيما لم يصوّت ضدّه سوى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، كما امتنع عن التصويت ثلاثة دول، هي: البرازيل وكولومبيا وأوكرانيا.
معلومات إضافية
- المصدر:
- برينسا لاتينا + رويترز